تداعيات من وحي استذكار انقلاب (الحركة التصحيحية) للأسد المقبور

حسين محمود

 في الخمسينيات من القرن الماضي حكمت البلاد طبقة سياسية كان فيها (السنة) هم الغالبية ولم يكن هناك حكم طائفي بدليل: 1- وجود شخص مثل المرحوم فارس الخوري 2- دخول كثير من أبناء الطوائف الأخرى إلى الجيش السوري (تحولوا لاحقا إلى مجرمين وقتلة طائفيين) 3- تخلي أديب الشيشكلي رغم دكتاتوريته عن الحكم درأً للفتنة وسفره إلى الأرجنتين 4-تخلي الرئيس شكري القوتلي عن الرئاسة لعبد الناصر طوعاً منه ولإنجاح الوحدة وهناك كثير من الأمثلة الجديرة بالذكر ولكن ليس هذا هو الهدف من حديثنا؛ إن سوريا لم تعرف الطائفية إلا بعد ما يسمى ثورة 8 آذار التي حكَمَنا البعث من يومها حتى تاريخه بدليل: 1- تدفق أبناءالطوائف إلى الجيش السوري و خاصة منها( العلوية) وراح البعث يستقوي بباقي الطوائف على الأكثرية (السنة) وعمل على تسريحهم من الجيش 2-التخلص من أبناء (السنة) من صفوف البعث بحجة اليمين واليسار ويقول يوسف زعين بهذا الخصوص (رئيس وزراء سوريا قبل 1970 كلما اتهم بعثي أنه من اليمين البعثي يكون من الطائفة السنية وبديله دائما من العلويين ومحسوب على اليسار داخل الحزب شو ها المصادفة؟! يتسائل يوسف زعين) حسب رواية “باتريك سيل” في كتابه الصراع على سورية. 3- المذابح التي قام بها حكم البعث ضد الناصريين وملاحقتهم بعد الثامن من آذار مباشرة إضافة إلى أحداث حماة عام 1964 وبعد أن استلم حافظ الأسد السلطة بانقلاب الحركة التصحيحية عام 1970 جاءت أحداث الدستور 1974 والملاحقات الأمنية في أوساط الشعب الرافض للدستور حينها والحقيقة استمرت الإرهاصات والممارسات السلطوية الطائفية لزمرة حافظ الأسد وبذلك تشكل جو عام ضد سياسة الأسد وممارساته وكانت أحداث الثمانينيات من القرن الماضي والتي توجها المقبور الأسد الأب بعام 1982 واستمر النهج الطائفي والأمني حوالي ثمانية عشر عاماً من القهر والاستبداد ومنع أي عمل وطني أو حتى السماح بأي نشاط خارج حسابات النظام ودولته الامنية وتوجهاتها الطائفية وكان أقذر ما قام به الأسد الأب ودولته الأمنية هو توريث الحكم والرئاسة للأسد الابن واستمر في ذات النهج بل زاد في طائفيته وقمعه المواطن السوري ومحاصرته بأزماته واستمر ذلك حتى يوم 15/آذار/2015 وخروجنا للحرية. وليمعن هذا النظام لاحقا بقتلنا وتهجيرنا بالتعاون والشراكة مع غجر ايران الفارسية و نازيتها الجدد. أما بقية الحكاية فالقراء شهود عصر على إجرام هذا النظام وممارسته التي لم تنته، والحقيقة لا يمكن فصل النتائج والخواتيم عن المقدمات التي أدت أو وصلت بنا إلى ما نحن عليه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى