رصدت مديرية صحة إدلب الحرة عددًا من الإصابات في الفطر الأسود الناجم عن الإصابة بفيروس كورونا أو بعد المراحل المتطورة من الإصابة في هذا الفيروس حسب رأي العاملين في المجال الطبي في الشمال الغربي من سورية.
من جهة أخرى تعاني هذه المناطق من نقص حاد في المسحات المستخدمة للكشف عن الإصابة بفيروس كورونا ونفاذ كل الكمية المتوفرة من هذه المسحات، الأمر الذي أدى إلى توقف نهائي لأخذ المسحات.
سألنا الدكتور رفعت الفرحات نائب مدير صحة إدلب الحرّة عن الإصابات في الفطر الأسود فقال: تم اكتشاف ثلاث حالات بمرض الفطر الأسود وهم جميعًا ممن أصيب بمرض كوفيد ٩١، الحالة الأولى في مدينة إدلب والثانية ظهرت في منطقة دارةعزّة وحالة ثالثة بالريف الشمالي لحلب كما يوجد اشتباه في حالة رابعة.
ولفت الدكتور الفرحات إلى أن الفطر الأسود موجود في الأماكن الرطبة والأماكن المغلقة عادة وبالتالي فهو موجود في أماكن علاج كوفيد ٩١وهذا الفطر ينتقل ويصيب فقط المصابين بفيروس كوفيد ٩١ وله علاج ولكن المريض الذي أنهكه فيروس كورونا ووصل به الحال إلى درجة خطيرة وعندما يصله الفطر الأسود يكون قد وصل إلى حالة هو للموت أقرب منه للحياة.
كما سألنا الدكتور رفعت عن انقطاع المسحات وامكانية توفرها قريبًا فقال: منذ عشرة أيام لا يوجد مسحات والسبب هو نفاذ المواد المخبرية اللازمة لتبيان نتائج المسحات والموضوع الآن عند برنامج الترصد الوبائي وقد تم تقديم طلب شراء لمنظمة اليونسيف العالمية منذ أسبوعين ولكن التأخير بشراء المواد ونقلها من بلاد المصدر، ونحن نتوقع وصولها بحد أقصى خلال أسبوع ويتم استئناف إجراء المسحات.
ولدى سؤاله هل تشهد محافظة إدلب والمناطق المحررة حالة انفجار في الإصابة بكوفيد ٩١ أكد أن: ارتفاعًا كبيرًا جدًا حدث في الإصابات بهذا الفيروس منذ مدة شهر ونصف ونحن في ذروة متصاعدة بأعداد الإصابات وهذا يعني أن لدينا يوميًا ما يقارب ٠٠٥١ إصابة كورونا وهي النسبة التي تحصيها المخابر عن طريق تحليل المسحات التي تصل إليها وهنالك أضعاف هذا العدد من الإصابات التي لا تخضع لإجراء المسحات وبالتالي يتمخض عن هذا العدد الكبير من الإصابات أعداد كبيرة من مراكز العزل والإستشفاء.
وعن توفر أجهزة التنفس الإصطناعي وهل من نقص في الأوكسجين أجاب الدكتور الفرحات: منذ شهر حتى الآن كل مشافي العزل ومراكزه ممتلئة حتى أجهزة التنفس الإصطناعي المتوفرة وعددها ٦٥١ جهاز تعمل على مدار الوقت، ونحن بحاجة إلى مزيد من الأجهزة وأسطوانات الأوكسجين لمواجهة الحاجات التي تتطلب هذه الأجهزة وعليه نحن نشعر بالعجز عن مواجهة الجائحة وخاصة في بعض الأيام حيث يرتفع عدد المرضى وترتفع أيضًا أعداد الوَفَيَات حتى في ممرات المشافي لعجزنا عن تأمين محلات شاغرة لهم و تأمين جهاز تنفس اصطناعي أو حتى كمية اضافية من الأوكسجين.
وبالتزامن مع الإرتفاع الهائل في أعداد المصابين بفيروس كورونا في الشمال السوري والنقص الحاد في عدد المستلزمات الطبية كالأوكسجين والمسحات وغيرها تعلن بعض المشافي العاملة هنا عن توقف الدعم عنها بشكل كلي أو بشكل جزئي وهو ما يزيد من معاناة الناس بطبيعة الحال ومن المشافي من أعلن بأنه بات مهددًا بإيقاف الدعم عنها أيضًا.
عن الدعم الطبي الحالي سألنا الدكتور محمد قرة محمد مسؤول ملف كوفيد ٩١ فأجاب: منذ منتصف شهر آب/أغسطس الفائت بدأنا بإعطاء الجرعة الثانية من لقاح كوفيد ٩١، ترافق ذلك ولأسباب خارجة عن إرادتنا أوظروف قاهرة تم إيقاف الدعم عن مجموعة من المشافي الهامة والحيوية في قطاع الصحة والتي كانت تغطي احتياجات أعداد كبيرة من الناس في المنطقة، وقد تم ايقاف الدعم بسبب انتهاء المنح المالية، ومن هذه المشافي مشفى دركوش المركزي الذي يقدم خدماته في منطقة يزيد عدد سكانها عن مليون نسمة، إضافة إلى مشفى السلام في مدينة حارم الذي توقف الدعم عنه أيضًا ومشفى كفرتخاريم للنسائية والأطفال أيضًا توقف عنه الدعم وبشكل مفاجئ وبسبب انتهاء المنح المالية أيضًا وهذا يشكل العبء الكبير على قطاع الصحة. كما أن هناك عددًا من المشافي المهددة بوقف الدعم ومنها بعض مشافي مدينة ادلب.
وأضاف الدكتور قرة محمد أن توقف الدعم في هذه الفترة يترافق مع ذروة جائحة كورونا مما تسبب بزيادة العبء على قطاع الصحة وبشكل كبير جدًا، مع العلم أن كل المشافي التي تمّ ذكرها استمرت بالعمل بشكل تطوعي لكن بالمحصلة ستكون هناك ثغرة في عمل هذه المشافي بسبب إيقاف الكلف التشغيلية أي أن الكوادر الطبية ستكون مضطرة للتوقف عن خدمة الأهالي والمهجرين ولكنها ستتوقف مرغمة لأن هناك بعض الإجراءات الطبية تحتاج إلى كِلف مالية كبيرة مثل العمليات الجراحية والمستهلكات الطبية ذات الإحتياج الكبير. وتبقى العيون والآمال تترقب الدعم الطبي العيني والمادي القادم من وراء الحدود ..!!
المصدر: اشراق