ضَبابُ العَدْلِ أَشْقانا
وَظُلْمُ الأَهْلِ أَبْكانا
أَتانا الذِّئبُ سُلْطانًا
وكانَ اللُّؤْمُ بُرْهانا
أَرى الغَوْغاءَ قَدْ هَدَموا
صُروحَ العِزِّ أَرْكانا
وَمَجْدًا صارَ مُنْدَثِرًا
فَلا كُنْتُمْ وَلا كانا
وَكُلُّ فَضِيْلَةٍ مُسِخَتْ
وَأَمْسَتْ طَيَّ نِسْيانا
وَهَذا البُومُ صَدَّاحٌ
هِضَابًا ثُمَّ وِدْيانا
فَقَتْلٌ باتَ تَسْليةً
وقَبْرٌ صارَ مَجانا
براميلٌ أبابيلٌ
مِنْ العَلْياءِ تلقانا
تَهزُ الأَرْضَ في عُنْفٍ
تُحيلُ الجَوَّ بُركانا
أَنينٌ تحتَ أَنْقاضٍ
لأَطْفالٍ وَوُلدانا
أَكانَ الطِّفْلُ إِرهابي
أَيَأْتي الطَّيرُ بُهاتانا
لَعَلَّ اللهَ يُنْذِرُنا
بِتَأْديبٍ لَأَشْقانا
فَحُكْمُ اللهِ قَدْ يَأْتي
على العبَّادِ أَحيانا
فَرُبَّ خَطِيَّةٍ جَلَبَتْ
إِلى الجَنَّاتِ نِيرانا
أَيُرْضيكُمْ تَشَرُّدُنا
إِلى الآفاقِ عُميانا
وَلا راعٍ يُوجهِنا
ولا العُقلاءُ تَنهانا
سَئِمْنا كَونَ قادَتِنا
دَعيٌّ باتَ سَكرانا
نَظُنُّ بِأَنَّهُ البَلْسَمْ
وَلَمْ نَعْلَمْهُ ثُعبانا
غَبيٌّ باتَ يَمْلِكُنا
وَيَزْعُمُ نَحْنُ مَنْ خانا
أَحَقًّا أَيُّها القَدَرُ
أَصارَ الذِّلُّ يَهْوانا
أَيبقى العَرْشُ في العُرْبِ
لِفِرْعونٍ وهامانا
إِمامٌ والعصى موسى
إِلى الحاخامِ مَأْوانا
هَلِموا يا بني أمي
لِنَنْسى كلَّ ما كانَا
وزِيدوا في تَراحِمِكُمْ
عطاءً ثم إحسانا
نُحاوِرُ بَعْضَنا فيما
شَهَرْنا السَّيفَ إِخْوانا