يهدد قرار تعليق صلاة الجمعة في مساجد ادلب العلاقة بين السلفيين من أنصار هيئة “تحرير الشام” والمعادين لها. ودعت شخصيات سلفية مناهضة للهيئة إلى عدم الالتزام بالقرار الذي أصدرته “حكومة الإنقاذ”، الخميس، باعتباره باطلاً شرعاً.
وكانت وزارة الأوقاف التابعة لحكومة “الإنقاذ” المقربة من “تحرير الشام” في إدلب قد أعلنت عن تعليق صلاة الجمعة في كافة المساجد والجوامع في إدلب كإجراء وقائي ومنع انتشار فيروس كورونا المستجد.
مساجد إدلب هي الوحيدة في سوريا التي كانت لا تزال تقيم صلوات الجمعة وصلوات الجماعة في الوقت الذي أعلن فيه وفي وقت مبكر عن تعليق كافة الصلوات في مناطق المعارضة في مناطق “غصن الزيتون” و “درع الفرات” بريف حلب، و”نبع السلام” شرقي الفرات.
وتتزامن الإجراءات المكثفة التي بدأت “الإنقاذ” باتخاذها مؤخراً مع ازدياد عدد الإصابات والوفيات في مناطق سيطرة النظام. الخوف من وصول عدوى الفيروس كورونا المستجد إلى إدلب دفعت أيضاَ مجلس المدينة التابع ل”الإنقاذ”، للإعلان قبل يومين عن مجموعة من الإجراءات الاحترازية لمنع تفشي الوباء، تضمنت إغلاق الأسواق والبازارات وغيرها من أماكن التجمع العامة. وسبق أن أُعلن عن إغلاق معبرين يصلان إدلب بمناطق المعارضة بريف حلب.
واعترض السلفيون المناهضون ل”تحرير الشام” وحكومتها، على قرار تعليق صلاة الجمعة وقدموا دلائل شرعية على عدم جواز الأخذ بالقرار. وقال أبو يحيى الشامي، إن “منع الجُمع والجماعات وإغلاق المساجد بسبب الوباء ليست نازلة اليوم، بل مر بالأمة أوبئة كثير منها طاعون عمواس زمن الصحابة الكرام، فارجع إلى ما قال السلف في ذلك، أما ترك التجمعات الكبيرة والخطيرة التي يخشى انتشار الوباء بسببها وهي تجمعات دنيوية، وتخطيها إلى المساجد لمنع جُمعها ، فهذا ليس من الاجتهاد في شيء، وهو خطأ واضح”.
أما المصري المنشق عن “تحرير الشام”، أبو اليقظان المصري، أعلن تحديه للقرار، وقال: “سيحضر المسلمون إن شاء الله في مساجد المحرر في صلاة الجمعة، ومن البدعة ترك صلاة الجمعة وإقامة صلاة الظهر في المساجد يوم الجمعة مع توفر شروطها، فالزموا غرز نبيكم وهدي أئمتكم وتجوزا في خطبة الجمعة؛ فلا تطيلوا على الناس”. وأضاف أبو اليقظان “محلات الحلاقة وصالونات التجميل النسائية تظل مفتوحة، وأما صلاة الجمعة فيمنع المسلمون منها، لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق”.
واتهم سلفيون آخرون “الإنقاذ” بإصدار قرارات اعتباطية. واعترض بعضهم على إقامة الامتحانات وسألوا هل هي أقدس من إقامة الجمعة واجتماع الناس للصلاة أم أنها محمية من العدوى وانتشار المرض وتفشيه؟، في إشارة إلى استمرار الامتحانات في جامعة إدلب وعدم الالتزام بتطبيق القرارات الخاصة بالتجمعات، الأسواق والمديريات الخدمية.
واتهم أبو شعيب المصري زعيم “تحرير الشام” أبو محمد الجولاني بالتلاعب بالدين والتحكم المطلق بقرارات “الإنقاذ”. وقال إن “إصدار من يسمي نفسه رئيس مجلس الوزراء، قراراً بتعليق صلاة الجمعة تدّخل قبيح في الفتوى الشرعية، واستخدام للشعائر الدينية في أغراض سياسية سيئة، وهو قرار لا اعتبار له ولا طاعة”.
ورد الدالاتي، وهو ناشط إعلامي مقرب من “تحرير الشام”، على منتقدي قرار تعليق صلاة الجمعة قائلاً: “حكومة الإنقاذ تتخذ خطوات جادة وصارمة لعدم انتشار وباء كورونا في إدلب، وعلى إخواننا مساعدة إخوانهم في الحكومة من خلال تطبيق القرارات المُتخذة بشكل سريع جدا فالوقت لا يحتمل التأخير”.
المصدر: المدن