عقدت قوات النظام اجتماع موسع في مدينة تلبيسة ضم ممثلين عن مدن وبلدات ريف حمص الشمالي ولجنة من ضباط اللجنة الأمنية في محافظة حمص، على خلفية عمليات اغتيال لعناصر من قوات النظام شهدتها المنطقة خلال الشهرين الماضيين.
وقال مراسل عنب بلدي في حمص إن اجتماعًا أمنيًا جمع بين ضباط من النظام ووجهاء من ريف حمص الشمالي، إذ طالبت لجنة النظام الأمنية وجهاء ريف حمص بمساعدتها لإلقاء القبض على الخلية التي تنفذ عملية الاغتيال.
وهددت اللجنة بإطلاق عملية أمنية تعتقل من خلالها كل المشبوهين، في حال لم يستجب وجهاء المنطقة.
وفي حديث لعنب بلدي، قال مصدر مقرب من وجهاء مدينة تلبيسة، إن اجتماعًا عُقد في مبنى مجلس مدينة تلبيسة، دعت له لجنة مؤلفة من خمسة ضباط، مكلفة من اللجنة الأمنية في حمص، يترأسها ضابط برتبة عقيد لبحث ارتفاع نسبة الاغتيالات.
وأضاف المصدر، الذي تحفظ على اسمه لأسباب أمنية، أن ضباط النظام بحثوا مع وجهاء المنطقة بعد التصعيد الأخير، إلا أن رد الوجهاء كان بأن خلية الاغتيالات غير معروفة لسكان المنطقة ولا يمكن تقديم أي مساعدة في هذا الشأن لعدم توافر أي معلومات عن الخلية.
وكان فصيل يطلق على نفسه اسم “سرايا 2011″، تبنى، أمس الخميس، 12 من آب، اغتيال عنصر من قوات النظام السوري، عُثر على جثته في مدينة تلبيسة، بعد اختطافه من قبل مجهولين، بالقرب من إحدى المدارس، شرق مدينة تلبيسة التابعة لمحافظة حمص وسط سوريا.
كما تبنّت المجموعة ذاتها العديد من العمليات التي استهدفت قوات النظام في ريف حمص مثل العملية العسكرية التي أدت إلى مقتل المساعد أول أيوب أيوب، في 4 من تموز الماضي، في مدينة الرستن.
تعزيزات عسكرية إلى مناطق التسوية
بالتزامن مع الاجتماع بين قوات النظام ووجهاء من ريف حمص الشمالي، استقدمت قوات النظام تعزيزات عسكرية إلى الريف الشمالي لحمص، في إطار الحد من عمليات الاغتيال التي تصاعدت وتيرتها خلال الشهرين الماضيين، إذ طالت هذه العمليات عناصر وأمنيين بقوات النظام السوري بين شهري تموز وآب من العام الحالي.
وقال مراسل عنب بلدي في حمص، إن قوات النظام عززت، اليوم الجمعة، مواقعها العسكرية في ريف حمص الشمالي، وأُمرت برفع الجاهزية في المفارز الأمنية في مدن الرستن وتلبيسة وما حولها، مع الإيعاز لمقاتلي الميليشيات الحليفة بالنظام من المدنيين بمؤازرة المفارز في حال تعرضها للهجوم.
ودعمت قوات النظام بعض الحواجز الرئيسية في سهل الحولة ومدينتي تلبيسة والرستن بالعربات الثقيلة والدبابات وعربات “شيلكا”، واستقدمت عناصر من “الفرقة 18” الواقعة على طريق تدمر، وعناصر أخرين من كتيبة “المهام الخاصة” المتمركزة شرق قرية الغنطو.
وقال مصدر محلي من سكان قرية تلدو في سهل الحولة لعنب بلدي (تحفظ على اسمه لدواعي أمنية) إن قوات النظام عززت الحاجز الرئيسي في مدينة كفرلاها بعربة شيلكا، ووضعت دبابة وعربة مدرعة من نوع “BMP” في حاجز “البايرلي” في المدخل الشمالي للقرية.
بينما أُعيد نصب حاجز أعلى جسر مدينة تلبيسة، وعادت قوات النظام وانتشرت في النقاط المحيطة بالحاجز، مع تعزيزها بعربات مدرعة من نوع “PTR”، وكثّفت دوريات الحراسة في محيط النقاط.
وأضاف مراسل عنب بلدي أن قوات النظام أعادت إقامة الحاجز الرئيسي المعروف باسم “حاجز صوامع الحبوب”، في مدخل مدينة حمص الشمالي، للتدقيق على باب كراج الانطلاق الذي تخرج منه الحافلات من مدينة حمص إلى مدن وبلدات الريف الشمالي.
وشهدت مدن حمص وحلب التي شملها اتفاق “التسوية” عام 2018، استنفارًا أمنيًّا، مع نهاية تموز الماضي، بالتزامن مع التصعيد الأخير لقوات النظام في محافظة درعا، خوفًا من أي حركات تضامن محتملة لسكان هذه المناطق مع درعا البلد.
وكانت قوات النظام كلّفت عناصرها الأمنيين بتكثيف الدوريات الليلية في الريف الشمالي، خوفًا من أي نشاط مناوئ للنظام السوري أو متضامن مع درعا البلد.
الأمر الذي تكرر في محافظة حلب، حيث انتشر عناصر من القوات الأمنية وقوات حفظ النظام في أحياء المدينة، وخاصة الشرقية منها، فجر 30 من تموز الماضي، إذ تمركز عدد كبير من عناصر النظام بالقرب من الجوامع، تخوفًا من خروج مظاهرات لنصرة درعا، وللتنديد بالوضع الأمني والمعيشي المتردي.
المصدر: عنب بلدي