في ذكرى ثورة يوليو : من أحاديث الوثائق

 د. مخلص الصيادي  

الوثيقة أثر أصيل من آثار الفاعل، أو آثار من له صلة بالفعل، يبقيه الفاعل بإرادته أو بدون إرادته ، بوعيه أو بدون وعيه ، ليكون شاهدا على الحدث ، مختزنا لبعض أوجهه ، ويعتبر من أهم مراجع استعادة الحدث ودراسته والتعرف على طبيعته واتجاهاته والقوى الفاعلة فيه ، وكذلك من أهم وسائل الحكم عليه ،

النص وثيقة ، والصورة وثيقة ، والمادة الصماء وثيقة ، والأحافير وثيقة ، وبقايا الأشياء وثيقة ، وكثيرة هي أنواع الوثائق في حياتنا ،

والاستدلال بالوثائق على الفاعل منهج رباني دلنا إليه رب العزة في كتابه الكريم حينما طالبنا بالنظر في ملكوت السماء والأرض ، وفي أثار الأولين ، وفي تاريخ الشعوب وقصصها وفي أنفسنا لنستدل على وجود الخالق وعظمته ، ولنعبده حق عبادته ، ومن هنا فالوثائق جزء أصيل من منهج البحث العلمي في التعرف على الأشياء واكتشاف كنهها ،

ما من شيء فيما حولنا من وجود مادي يعمل على تزوير الوثائق أو تشويهها سوى الإنسان ، هو وحده في خضم صراعاته يفعل ذلك ، تعميه الإنحيازات الخاطئة ، عن إدراك أن إخفاء الحقائق يمكن لبعض الوقت ، لكن لا يمكن لكل الوقت ، ويمكن عن بعض الناس لكن لا يمكن عن كل الناس ، فيذهب إلى محاولة تدمير أو تخريب أو تزوير الوثائق ، دون أن يتنبه إلى أن هذا غير ممكن ، والى أن طبائع الأشياء تتغلب على رغبات الأشخاص ، والى أن حقائق الأمور هي التي تبقى وتخلد يدل بعضها على بعض ، بحيث يستحيل فيها الخداع أو التزوير

هذه الحقيقة المنهجية تراجعني كلما وقعت في يدي وثيقة عن ثورة يوليو ، عما فعلت ، وعما كانت تريد أن تفعل ، وعن رجالاتها ، خصوصا وأن هذه الثورة ، التي مضى على هزيمتها أكثر من ثلاثة عقود ونصف العقد ، ما تزال تتعرض إلى التزوير والتشويه ، على الرغم من تطور الأحداث والوقائع في حياتنا العربية ، وفي محيطنا الإسلامي والدولي ، يقدم كل يوم الشواهد على صوابية خياراتها ، ودقة تحليلاتها ، وأصالة توجهاتها في الداخل والخارج ،

واحدة من طبائع الثورات الأصيلة أنها قادرة دائما على استحضار نفسها وإظهار تألقها ، والكشف عن جوانب من حقائقها ، مهما كان حجم الهزيمة التي منيت بها ، وأي ما كانت ضراوة القوى التي تواجهها ، وتعمل على إقصائها من على مسرح الحياة والفعل ، وإذا كانت الإنجازات المادية للثورة هي إحدى شواهد فعلها ، وإذا كانت ذاكرة الشعوب وضمائرها هي واحدة من مستودعات حفظ الثورة وإبقائها مؤهلة للفعل في اللحظة المناسبة ، فإن الوثائق هي سجل لأعمال الثورة وتحركاتها ، لرؤاها وخططها ، يحفظها التاريخ في ذاكرته حتى إذا ظهرت كانت دعوة للإنسان ليراجع ما علق في ذاكرته من تشوهات ، وادعاءات ، وأخطاء

في ذكرى ثورة يوليو ، حيث يسترجع الناس ما مثلته هذه الثورة في حياتهم ، وما تعنيه لمستقبلهم ، يبدو حديث الوثائق مرشدا ، وهاديا إلى حقائق لابد من استحضارها ، لتنير لنا بعضا من الطريق

في كتابه “عبد الناصر وثورة إيران “يروي فتحي الديب ، أحد رجالات ثورة يوليو الذي عهدت إليه قيادة الثورة بعدد من أخطر وأهم المهمات في حياتها ، منها ثورة الجزائر ، ومنها ثورة اليمن ، ومنها العلاقة مع الثورة الليبية ،ومنها العمل على بناء تنظيم الطليعة العربية ، ومنها ثورة إيران ، يروي صلة ثورة يوليو بالثورة الإيرانية ، وبرجالاتها ، وما قدمته لهم ولها ، وما تم الاتفاق عليه سياسيا وفكرا وحركيا ، ويقدم بالصورة ، وثائق عن كل ما يرويه ،  وثائق ألحقها بالكتاب الصادر قبل ست سنوات ،

وإذ نتحدث هنا عن الوثائق فإننا نشير مباشرة إلى أن الكتاب ككل كتاب يقسم من حيث المحتوى إلى جزأين رئيسيين :جزء يمثل رواية الكاتب للأحداث التي يرويها ، وتقديراته ورؤيته ، وقسم يحتوي الوثائق التي استند إليها فيما ذهب إليه ، ولا شك أنما ذهب إليه من أراء وتقييمات كان له أهمية خاصة في قرارات الثورة تجاه المعارضة الإيرانية وتقييماتها ، مما يجعل هذه التقييمات والآراء لتكون هي كذلك جزءا من تاريخ الثورة ووثائقها ، لكن ما سوف نسلط الضوء عليه هنا جانب الوثائق ، والتي ضم الكتاب صورا عن معظمها

في كتابه يظهر بوضوح أن ثورة يوليو كانت تحمل تقديرا خاصا لحركة مصدق في إيران ولشخصه ، وكان هو كذلك يرى في ثورة يوليو نبراسا يضيء للشعوب المظلومة ولحركة التحرر أينما وجدت ، وكانت الثورة تنظر إلى شاه إيران ونظام حكمه بأنه عدو لشعبه ولخيار هذا الشعب التاريخي ، ولقوى التحرر في المنطقة وأنه يتحرك في إطار سياسة لقوى الاستعمار الغربية التي كان لها الفضل في إعادته إلى عرشه عقب ثورة مصدق ، وأنه يستند إلى سياسة القهر والإفقار والاعتماد على الأقليات ومحاربة قوى التأثير الشعبية للحفاظ على سلطانه ،

لكن الكتاب ، يرصد بالوثائق الصلة بين التحرك الثوري في إيران ، وثورة يوليو منذ اليوم الثاني من فبراير من العام 1963 ، ويقدم لهذا التاريخ بقوله : أن جمال عبد الناصر كلفه بشغل منصب سفير الجمهورية العربية المتحدة في سويسرا وطلبه بان يعمل على تحويل موقعه في السفارة ليكون مركز اتصال متقدم لثورة يوليو منفتحا على العالم الخارجي ، ومستفيدا من الموقع الاستراتيجي المتوسط لسويسرا الدولة الأوربية المحايدة , ويوضح أن هذه المهمة له جاءت بعد أن فرغ من مهماته تجاه الثورة الجزائرية وبعد نجاح مفاوضات إفيان بشأن استقلال الجزائر

الرجل هنا يتحدث عن الاتصالات التي تمت معه بالمعارضين الإيرانيين وقد كانت البداية مع محمد ناصر قاشقاي رئيس قبائل قاشقاي التي قامت بانتفاضة  ضد الشاه وقمعت بوحشية ،

و قدم قاشقاي في هذا الاتصال وهو الأول الذي تم في الثاني من فبراير 1963 تقديره للوضع في إيران والتنظيمات المعارضة في الداخل والخارج ، وقدم مطالبه المادية والمالية والتجهيزية ، وكان فيما ذكر “أن أحد رجال الدين وهو الإمام الخوميني ، ذو تأثير كبير على رجال الدين وعلى جميع أفراد الشعب ، أفتى بأن الشاه كافر وخارج على الدين وتضمنت المطالب مجموعة مبالغ ملية منها مبلغ مليوني دولار للصرف على احتياجات القبائل وقد رفض عبد الناصر حين تم مناقشة الأمر معه مبدأ رشوة القبائل بالمال للاشتراك بالثورة ، مع موافقته على تقديم أشكال متعددة من الدعم  وعلى تعزيز العمل مع الحركات الطلابية في أوربا والولايات المتحدة

الاتصال الثاني كان من قبل حركة الحرية الإيرانية ويرأسها السيد محمود طالقاني المسجون في إيران وقد كلف السيد علي شريفيان رضوي بإجراء الاتصال بالثورة المصرية وإقامة علاقة تعاون وتحالف معها ، وقدم رضوى في لقائه الذي تم في السفارة في بيرن صباح الثاني عشر من ابريل 1963 عرضا شاملا للوضع داخل إيران وللقوى الإيرانية في الخارج لصلاتهم مع هذه القوى وتقدم بعدة مطالب لدعم حركة الحرية الإيرانية وصولا إلى إقامة نظام حكم وطني ديموقراطي يعتمد مبادىء الدين الإسلامي  كان من أهمها إنشاء هيئة عربية إيرانية تنسق العمل مع الحركة الوطنية الإيرانية كما طلب في حال موافقة القاهرة سفر وفد يمثل الحركة إليها للقاء المسؤولين هناك

الاتصال الثالث كان في منتصف يوليو 1963مع حسن مسالي مندوب اللجنة الوطنية الإيرانية ، الذي عرض أنهم تلقوا تعليمات من قيادة الجبهة الوطنية الإيرانية بالاتصال بالجمهورية العربية المتحدة والتنسيق معها ، وبدأت مطالب بالتدريب العسكري ،

 هذه الجهات الثلاث التي عملت ثورة يوليو على تعزيز تحركها وتنسيقه ليكون قدر الإمكان تحركا واحدا قدم رؤية كاملة للوضع في إيران كان أهم ما فيها خمس عناصر تتكامل فيما بينها عناصر :

العنصر الأول : اعتبار الشاه وسياساته والقوى الاجتماعية المساندة له وتحالفاته جميعها في خانة العداء للشعب

العنصر الثاني وضوح عدم الثقة بالحزب الشيوعي الإيراني وتحميله بعضا من مسببات فشل ثورة مصدق

العنصر الثالث :  تأكيد المكانة المميزة لعلماء الدين الإسلامي في إيران شعبيا وحركيا ، وأن أي ثمرة لابد أن تستند إليهم وتعتمد عليهم

العنصر الرابع : أن أي ثورة يتم التطلع إليها في إيران لابد أن تستند إلى مبادىء الدين الاسلامي وتشريعاته

العنصر الخامس : أن الثقة كاملة من الجميع بالجمهورية العربية المتحدة وبقيادة جمال عبد الناصر وبالنموذج الذي يبنيه للمستقبل

تركزت والزيارات تكررت إلى القاهرة وكان عمادها وأساسها حركة حرية إيران وكان أهم وفد قدم إلى القاهرة في إطار هذا التحرك الوفد الذي ضم ابراهيم يلزدي ، وعلي شريفيان وقدما لقيادة الثورة دراسة عن الوضع في إيران واستراتيجية التحرك الثوري ثبتها السفير بالنص كوثيقة تكشف عمق الثقة وعمق التلاحم بين التوجه الثوري في إيران والتوجه الثوري لقيادة الجمهورية العربية المتحدة عند هذا الحد قرر مجلس الرئاسة الدعم الرسمي للثورة وكلف كمال الدين رفعت عضو المجلس بمتابعة النشاطات التي يقوم بها فتحي الديب بهذا الشأن وختم الرئيس جمال عبد الناصر حديثه لفتحي الديب بطلب أن يتعرف وبشكل واضح من الإيرانيين على موقفهم من القضايا التالية

** موضوع نظام الحكم الاقتصادي والاجتماعي بعد نجاح الثورة

**موقفهم من المصالح الأجنبية الموجودة حاليا في إيران

**الموقف من فكرة القومية العربية

** الموقف من المشكلة الكردية

** الموقف من الشيعة في العراق

** الموقف من إسرائيل

** الموقف من الخليج العربي وما أثاره الشاه من قضايا الحدود

ولقد جاءت الإجابات على هذه الأسئلة من قيادة حركة الحرية في الداخل في خمس عشرة نقطة ذكرها في الكتاب تتوافق مع الرؤية التي يتطلع إليها عبد الناصر ، وقد انطلق التعاون عقب ذلك شاملا وسريعا وبرزت في الاتصالات وخطط التحرك وتبادل الآراء والأفكار أسماء :  أية الله الخميني ، أية الله شريعة مداري، أية الله ميلاني ،  والزعيم الديني المسجون محمود طالقاني ، وأية الله الخوئي الموجود في النجف

في الفترة من 9 إلى 15 يناير 1964 عقدت مجموعة اجتماعات بين المسؤولين في القاهرة وبين وفد قيادة حركة حرية إيران المؤلف من مصطفي شمران ـ الذي صار لاحقا وزيرا للدفاع ” وبهرام راستين ، وابراهيم يازدي ، وعلي شريفان رضوي ، وبارفيز أمين ، واتفق معهم علة كل جوانب خطط التحرك الإعلامية والعسكرية والسياسية ، ووضعت خطط التدريب ، واختيرت بيروت لتكون مركز رئيس للتحرك وحدد من سيكون هناك يدير مكتب الحركة وصرفت الأموال وجوازات السفر وشكل المكتب الدائم في القاهرة وتم تعيين خمسة وتقرر ان يعمل مع مكتب القاهرة المركزي ابراهيم يازدي ، ومصطفى شمران وصادق قطب زادة ومحمد توسلي ووضعت خطط التدريبات العسكرية والأمنية والتي تراوحت بين أسبوع وعشرة أسابيع  ، ووضعت الإذاعة الفارسية الموجهة من مصر في خدمة الحركة كما انشىء مكتب لها في كابول

وبقي العمل والنشاط على أشده حتى وقعت نكسة حزيران ، فكان أن شغلت الثورة بجراحها ومع ذلك كانت عجلة الثورة الايرانية قد دارت ، ويذكر فتحي الديب في كتابة الوثائقي كيف اثر انحراف حركة القوميين العرب إلى الماركسية سلبا على مكتب بيروت للثورة الإيرانية الذي كان محسن إبراهيم احد قادة حركة القوميين العرب الذين تزعموا هذا الانحراف على علاقة به

ما أريد أن اختم به وثائق هذه المرحلة هو الميثاق الذي قدمه مندوبو الحركة الخمسة إلى قيادة ثورة يوليو وفي يحددون رؤية الحركة للمستقبل والميثاق بقدر ما يحدد فكر الثورة الايرانية في ذلك الحين فإنه يحدد أيضا فكر عبد الناصر وآفاق تطلعه في مجال العالم الاسلامي

نص الميثاق

القاهرة في 15 / ! / 1964

” يأيها النبي حرض المؤمنين على القتال ، إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبون مئتين ، وإن يكن منكم مئة يغلبون ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون ، الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا ، فإن يكن منكم مئة صابرة يغلبوا مئتين ، وإن يكن منكم ألفا يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين ” (سورة الأنفال 65،66 )

” لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحا قريبا ” ( سورة الفتح ، الآية 27 )

” ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتخذ ما ينفق قربات عند الله والرسول ألا إنها قربة لهم سيدخلهم الله في رحمته إن الله غفور رحيم ” ( سورة التوبة ، الآية 99 )

                        صدق الله العظيم

باسمه تعالى

بناء على أن انتصار الشعوب الاسلامية الأخوية واعتلاء كلمتهم أصبح مرتبطا معا ، ارتباطا قويا ، وبناء على ضرورات تنفيذ التعاون والمساندة بين هؤلاء الشعوب أنفسهم للتخلص من نير الاستعمار والإمبريالية ، نحن خمسة أشخاص من حركة الحرية الايرانية اجتمعنا في القاهرة في الفترة مابين 9 / 1 / 1964و 15 / 1 / 1964 وبعد المباحثات التي أجريت هنا مع المسؤولين نقدم الآن أصول مبادئنا الفكرية والعقائدية إلى إخواننا في الله والإيمان كالآتي ، ومنه التوفيق :

في حقل السياسة الداخلية

1ـ إيجاد جمهورية ديموقراطية اشتراكية ، من أجل إبادة الحكم الفردي المستبد  وتنفيذ حكومة الشعب على الشعب

2ـ تنفيذ الاشتراكية من أجل تمزيق الإقطاع ، وتنفيذ عملية تصنيع البلد ، ومنع الاحتكارات الصناعية ، وأخيرا توزيع الثروات بين الشعب بطرق عادلة

3ـ تنفيذ الديموقراطية مع الاشتراكية مبنيا على العقيدة بالله وتعبده وعلى أصول ومبادىء الإسلام

في حقل السياسة الخارجية

1ـ مساندة الأمم المتحدة ، والتعاون الوثيق مع الشعوب غير المنحازة والمحايدة وكتلة الدول الأفروـ آسيوية

2ـ مساندة جميع الكفاحات الموجهة ضد الاستعمار في العالم

3ـ تنفيذ سياسة عدم الانحياز والحياد الايجابي ، وعدم الاشتراك في الصراع الموجود بين الكتلتين الشرقية والغربية ، وطرد الأحلاف العسكرية الاستعمارية ، مثل الحلف المركزي

4ـ إقامة صلات وعلاقات قوية ووطيدة مع الشعوب المسلمة في العالم

5ـ إقامة صلات وروابط قوية والتعاون الجاد والوثيق مع الدول الاسلامية المتحررة والمنبثقة من الشعوب

6ـ التعاون وتدعيم وحماية حركة الثورة القومية العربية في سبيل الوحدة العربية وطرد قاعدة الاستعمار ” إسرائيل “

7ـ بناء على أن إلهنا واحد وكتابنا واحد ورسولنا واحد ،نحن نستنكر إثارة اختلافات بين المذاهب الاسلامية خاصة بين السنة والشيعة ، ونعتقد أن الاختلافات بين السنة والشيعة ـ وكل خلاف عنصري ـ يجب أن لا يكون مانعة من الوحدة العربية ، كما أنه يجب أن لا تكون ضارة بكيان الأقطار الموجودة حاليا واستقلالها ، ونحن نبذل قصارى جهدنا في سبيل الوحدة الحقيقية بين جميع المسلمين

والله على ما نقول شهيد ، والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين

بارفيز أمين. مصطفى تشمران ـ بهرام راستين ـ علي شريفيان رضوي ـ إبراهيم يازدي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى