تكبدت قوات النظام السوري، الثلاثاء، خسائر بشرية في البادية وسط البلاد، وذلك عقب ساعات من إطلاقه عملية تمشيط جديدة في المنطقة بدعم روسي، فيما واصلت قواته حصار منطقة درعا البلد في مدينة درعا (جنوب) للأسبوع الثاني على التوالي، دون التوصل إلى اتفاق مع اللجان في المنطقة.
وقالت مصادر محلية، لـ”العربي الجديد” إنّ خمسة عشر عنصراً من قوات النظام السوري وقعوا بين قتيل وجريح مساء أمس، جراء انفجار لغم بحافلة عسكرية كانت تقلهم على طريق السخنة – حمص في ريف حمص الشمالي الشرقي ضمن قطاع البادية، مضيفة أنّ الحافلة كانت تنقل العساكر لقضاء إجازة مؤقتة.
وأوضحت المصادر أنّ اللافت في الموضوع أنّ العساكر كانوا متوجهين لقضاء إجازة، في حين أنّ قوات النظام بدأت بعملية تمشيط جديدة ضد خلايا تنظيم “داعش” في المكان ذاته قبيل ساعات من وقوع الانفجار بالحافلة.
وبدأت قوات النظام بتغطية الطيران الحربي الروسي بعملية التمشيط في عدة محاور أبرزها طريق دير الزور – حمص في ناحية السخنة وامتداده، بالقرب من جبل البشري في ريف دير الزور الجنوبي المتاخم لريف الرقة.
وبحسب المصادر، فإنّ الطيران الحربي الروسي وسّع، أمس، من نطاق غاراته حتى شملت مناطق قريبة جداً من الحدود السورية العراقية، وهي مناطق يجرى استهدافها للمرة الأولى، ويعتقد أنها منافذ للتنظيم بين سورية والعراق. ورغم قيام النظام بعدة حملات تمشيط منذ قرابة عام بدعم روسي إلا أنه مازال يتلقى ضربات من خلايا التنظيم.
وكانت وكالة “سبوتنيك” الروسية قد نقلت، أمس الثلاثاء، عن مصدر عسكري في قوات النظام قوله إنّ الأخيرة “بدأت حملة تمشيط واسعة النطاق في بادية ريف حماة الشمالي الشرقي وبخاصة في مناطق الشاكوسية وبيوض ومحيط الرهجان”.
وزعم المصدر أنّ وحدات الهندسة المرافقة لقوات النظام تمكّنت من تفكيك وتفجير حقول ألغام كانت مجموعات مسلحة قد زرعتها على محاور طرق تصل إلى مغارات صحراوية يتخذها تنظيم “داعش” كمقرات له في المنطقة.
حصار درعا البلد
إلى ذلك، واصلت قوات النظام السوري، اليوم الأربعاء، حصارها على أحياء منطقة درعا البلد في مدينة درعا، وذلك لليوم الثاني عشر على التوالي، وذلك بهدف الضغط على أهالي المنطقة لإجبار مقاتلين سابقين في فصائل المعارضة على تسليم سلاحهم الخفيف للنظام والسماح لقواته بالدخول والسيطرة على المنطقة بالكامل.
وقال الناشط محمد الحوراني، في حديث مع “العربي الجديد”، إنّ النظام يحاصر أحياء درعا البلد، كما يواصل التضييق على مدينة الصنمين في ريف درعا، وكان قد نشر قائمتي أسماء تضم قرابة 150 اسماً يطالبهم بتسليم أنفسهم وتسليم السلاح، وهو ما يرفضه أهالي المنطقة.
وتعمد قوات النظام إلى إغلاق الطرق بالحواجز وإجراء تفتيش دقيق، ما يمنع المواطنين من الحركة خوف الاعتقال، ويجري الأمر بدعم من القوات الروسية التي يقودها جنرال يدعى “أسد الله”، وكان قد طالب “اللجنة المركزية” في مدينة درعا، والتي تضم قياديين سابقين في فصائل المعارضة بعدة مطالب، جرى رفضها من قبل الأهالي.
بدورها، نقلت صحيفة “الوطن” التابعة للنظام، عن رئيس لجنة المصالحة وأمين فرع حزب “البعث” في محافظة درعا حسين الرفاعي، قوله إنّ “اللجنة الأمنية في درعا اتخذت قراراً بجمع السلاح الموجود بيد المسلحين، وذلك بالتعاون مع الأهالي، وهذا الأمر بدأ في مدينة الصنمين وسيشمل كامل ريف المحافظة الشرقي والغربي إضافة إلى منطقة درعا البلد”. وأضاف أنّ المفاوضات جارية حول تسليم السلاح في منطقة درعا البلد.
وفي شمال غربي البلاد، جددت قوات النظام السوري، صباح اليوم الأربعاء، قصفها المدفعي والصاروخي على مناطق في سهل الغاب بريف حماة الشمالي الغربي، حيث طاول القصف مناطق في قرى الحميدية وخربة الناقوس والمشيك والزيارة موقعاً أضراراً مادية في الأراضي الزراعية.
المصدر: العربي الجديد