أصدرت الأمم المتحدة، السبت، بياناً في اليوم الدولي للقضاء على العنف الجنسي في مناطق النزاع، أكدت فيه “التزامها بجعل منع العنف الاجتماعي والاستجابة له أولوية إنسانية رئيسية في سوريا”.
وجاء في البيان، الذي صدر عن المدير الإقليمي لـ “صندوق الأمم المتحدة للسكان للدول العربية” لؤي شبانة، والمنسق الإقليمي لـ “الشؤون الإنسانية للأزمة السورية” مهند هادي، أنه بعد “عقد من الصراع والأزمات في سوريا، لاتزال النساء والفتيات يتعرضن للعنف القائم على النوع الاجتماعي، بما ذلك الاغتصاب والاعتداء الجنسي، وخاصة بحق المعتقلات”.
وأكد أن العنف الجنسي تستخدمه “الأطراف المتنازعة في سوريا” كعقوبة بحق معارضيهم أو منتقديهم خلال فترة الاعتقال، بهدف تأكيد السيطرة على المجتمع أو مجموعة سكانية معينة، مشيراً إلى ورود تقارير عن ممارسة “العنف الجنسي ضد الرجال والفتيان”.
الأمم المتحدة: نظام الأسد متورط بجرائم إبادة وعنف جنسي واغتصاب
ولفت البيان إلى أن الذين مورس بحقهم “العنف الجنسي” يخشون وصمة العار الاجتماعية التي ستلاحقهم طوال حياتهم إذا أفصحوا عن الممارسات التي ارتكبت بحقهم، الأمر الذي يدفع معظم الذين تعرضوا لـ “عنف جنسي” إلى الصمت وعدم الإفصاح.
وأوضح أن صمت الذين تعرضوا لهذا النوع من العنف يكون بسبب الخوف من ارتكاب المجتمع أو عائلات الضحايا “جرائم الشرف” بحقهم، وهو ما يؤدي إلى إفلات الجاني من العقاب ودفعه لممارسة المزيد من الانتهاكات.
وشدّد البيان على وجوب بذل المزيد من الجهود لضمان حصول الناجين على الدعم الذي يحتاجونه ومحاسبة الجناة، داعياً جميع الأطراف إلى الالتزام بسياسة عدم التسامح بشكل مطلق مع جرائم “العنف الجنسي” وفق القانون الدولي لحقوق الإنسان، مطالباً عائلات الضحايا بتلبية احتياجات الناجين من هذا العنف المرتبط بالنزاع في سوريا.
وقالت منظمة “محامون وأطباء من أجل حقوق الإنسان” في تقرير الشهر الفائت، إن نظام الأسد استخدم العنف الجنسي في سوريا سلاحَ حربٍ لتحطيم كل من يعارض السلطة ولتدمير العائلات وزعزعة استقرار المجتمعات.
النظام السوري يمارس جرائم العنف الجنسي على نطاق واسع
وفي تقريرها حول انتهاكات النظام التي نفذها بحق المدنيين، منذ العام 2016 ولغاية العام 2020، ذكرت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” أن “العنف الجنسي الذي يمارسه النظام بحق المعتقلين من كلا الجنسين، وخلال مداهمة المنازل في المناطق الخارجة عن سيطرته، وصلت حد الاغتصاب”.
ووثقت الشبكة “إجبار النظام ما لا يقل عن 11 معتقلة، بينهن فتيات دون سن الـ 18، على الظهور على شاشاته للإدلاء باعترافات تفيد بممارستهن “الجنس” مع فصائل المعارضة، وتم تحويل جميعهن إلى مخفيات قسراً”.
وبحسب الشبكة، ارتكب النظام ما لا يقل عن 231 حادثة عنف جنسي، بينهن 203 حوادث حصلت داخل مراكز الاحتجاز، وما لا يقل عن 43 حالة عنف جنسي لفتيات قاصرات، وذلك منذ آب 2016 ولغاية آب 2020.
المصدر: موقع تلفزيون سوريا