في أربعينية الراحل الكبير محمد خليفة/ أبو خالد

ملتقى العروبيين _ خاص

أقام ملتقى العروبيين السوريين مساء الثلاثاء 1 حزيران/ يونيو 2021 عبر الانترنت، وبالتعاون مع التجمع الوطني السوري للإنقاذ أربعينية تأبينية للراحل الكبير الاستاذ محمد خليفة / أبو خالد، كأحد أعلام ثورتنا السورية العظيمة، وأحد المؤسسين لملتقى العروبيين السوريين، والمنسق العام للتجمع الوطني السوري للإنقاذ، وقد شارك بالتأبين على مدى ثلاث ساعات، ماينوف عن 50 شخصية سياسية وطنية سورية وعربية، وألقيت العديد من الكلمات التأبينية في الحفل، عددت مناقب الفقيد، وأشارت إلى مكانته الوطنية والعربية، كقامة وطنية وعربية عروبية يشهد لها كل من عرفه.
أدار الجلسة التأبينية الأخ عبد الرحيم خليفة رئيس الهيئة الادارية لملتقى العروبيين السوريين وشقيق الفقيد، بحنكة واقتدار، مفسحًا المجال لأكثر من 20 متحدثًا بإلقاء كلماتهم ومنهم: ربى خليفة/ ابنة الفقيد الكبرى، محمد عادل خالدي، أحمد كامل، تهاني معتوق، محمد رفاعي الجوجو، ماجد مكي الجميل، عبد المجيد فريج، بكر الحسيني، د- فيصل الكعبي، حسن صبرا، د- نوار عطفة، كمال عطوان، أحمد حازم، عمر جبر، د- حسن حميدي، سامي داوود، جورج شمعون، حمدين صباحي، د- عبد الناصر سكرية، وأحمد منصور. وكانت هناك كلمة متميزة لملتقى العروبيين السوريين ألقتها الأخت السيدة تهاني معتوق قالت فيها:” إنها لساعة حزن أن نلتقي في رحاب تأبين الأخ الكبير محمد خليفة، وإنها أيضاً لساعة طيّبة، أن نجتمع اليوم بمناسبة الأربعينية، فنذكر ونتذكر الإنسان الذي عرفناه بالثبات والعزيمة، والوضوح والحماس، والإخلاص والعفة، وبصفاء المعدن والضمير الحي، مجسداً القول: الضمائر الصحاح أصدق شهادةً من الألسن الفصاح، فكيف لا وهو صاحب الضمير اليقظ واللسان الفصيح معاً.”. ثم أضافت” كان المرحوم مثالاً للشرف والكرامة، والفكر القويم الملتزم بقضايا شعبه وأمته طوال أكثر من أربعين عاماً من العمل في الشأن الوطني، والشأن العربي القومي. فقد عمل في كافة المجالات التي تغني العمل القومي في كل الساحات منحازاً لقضايا أمته الثابتة، في الحرية والعدالة والنهضة، لكن فلسطين كانت دوماً قضيته الأولى منذ ريعان شبابه، ولهذا انخرط في صفوف حركة فتح منذ العام 1968، في تلازم بين العملين الوطني والعروبي. كما أن راحلنا الكبير لم يدّخر جهداً في إثراء واقعنا الثقافي بروح الإنسان وحصافة المثقف ورؤية الباحث، فكان يقاتل لتحويل الوعي إلى سلوك فحاربه الصغار والمتلونيين من كل الجهات.
كان محمد خليفة كاتب صحافي، وباحث في الشؤون العربية والدولية عمل مع أشهر الصحف والمجلات العربية بثقة وجدارة وكانت دائماً قضيته الأولى الإنسان، في كتاباته ونشاطه المتعدد والمتنوع.
مع انطلاقة الثورة السورية المباركة، كان من أوائل المناصرين لها سواء بالموقف والكلمة، أو بالتواصل والتفاعل مع الداخل ومساندة الثوار بكل ما استطاع، ولا أنسى في بدايةالثورة، في العام 2011، كيف كان يتصل بوالدي بشكل يومي للإطمئنان عنه وعن الثوار وكان يشحذ هممنا بكلماته وشكيمته وعنفوانه.
قبل الثورة كنت أسمع باسم محمد خليفة، ومساهماته الفكرية والأدبية، وحرصه الوطني ومعارضته لنظام الأسد، كما للأنظمة العربية كافة، وشاءت الأقدار والثورة أن نتعرف على محمد خليفة الذي جسد في كتاباته مواقف حية رابطاً الفكر بالواقع، فكان مثال الصدق والشرف والإخلاص، وبموقفه عرفنا حينها كيف نميز بين الجوهر والقشور.
تشهد أوساطنا الثورية للراحل بوقوفه الكامل مع الثورة وانحيازه لها بجرأة وصلابة، وبأنه كان وطنياً في مقام العشق لسورية الحرة الموحدة.
مع إزدياد ارتباطنا بمحمد خليفة بعد أن عملنا معه على تأسيس ملتقى العروبيين السوريين، عرفنا عن قرب نهجه ومسلكه في التفاني لأجل الوطن والآخرين، فكان ناسكاً في حياته ناسياً لذاته، وكنا كثيرا مانشفق عليه من تزاحم الأعباء على كاهله، طالبين منه أن يستريح قليلاً، فكان يأبى ذلك، مما ضاعف عليه تعبه وحزنه مما تمر به أمتنا العربية من أزمات ومخاطر ومنعطفات تهدد حاضرها ومستقبلها.
إنني على وجه اليقين غير قادرة على إحصاء خصاله ومناقبه، فقد كان عصاميًا بامتياز، وكان بسيطاً في مسلكه، دمثاً في أخلاقه، ثابتاً وصلباً في مواقفه، وكان شديد الاعتزاز برأيه لكنه متواضعاً أمام رأي الآخرين، نزيهاً في حكمه على الناس والوقائع والظروف، ومرناً حين تشتد الحاجة للتسويات.
نعم خسرت اليوم ساحات العمل القومي العربي، والثورة السورية أحد أركانها، ورموزها، وهي خسارة لا تعوض، لكن عزاؤنا أنه ترك لنا إرثًا سخيًّا، نضاليًا ووطنيًا، أدبيًا وثقافياً وفكرياً، وسيرةً حسنةً عطرة نستذكره بها، ونتابع نشرها علّها تكون نبراسًا يستضيء به من يأتي بعدنا، فليس للرجل غير أثرِه. رحم الله محمد خليفة وعوضنا بأمثاله.”
ثم ختم الجلسة الأخ عبد الرحيم خليفة شاكرًا كل من شارك في التأبين الأربعيني، وكل من كتب، أو تحدث عن علاقته بالفقيد، مؤكدًا أننا مازلنا ننهل من معين فكر محمد خليفة الذي لا ينضب، وعزاؤنا جميعًا أنه ترك فينا مايدعونا للاستمرار على نهجه نهج ثورة الحرية والكرامة نهج العروبة الحقة متمسكين به، في مواجهة البغي والاستبداد والطغيان في الوطن والأمة.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى