ترقب رسمي سوري لوصول النفط الإيراني والقمح الروسي

أشارت مصادر في دمشق إلى ترقب لنتائج قرار روسي – إيراني – سوري بتشكيل «غرفة مشتركة» لتوفير إمدادات نفط ومواد غذائية لمناطق الحكومة، و«الالتفاف» على العقوبات الأميركية والأوروبية المفروضة على النظام.

وكانت «وكالة الأنباء السورية (سانا)» الرسمية أفادت بأن الرئيس بشار الأسد بحث مع ألكسندر لافرينييف؛ مبعوث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأسبوع الماضي «عزمهما مواصلة وتكثيف العمل الثنائي وبذل الجهود للتوصل إلى حلول للمصاعب الناتجة عن سياسات بعض الدول الغربية ضد سوريا، والتخفيف من آثار العقوبات الجائرة المفروضة على الشعب السوري».

من جهتها، أوضحت وكالة «سبوتنيك» الروسية، أول من أمس، حول إنشاء غرفة عمليات روسية – إيرانية – سورية لـ«تأمين تدفق آمن ومستقر لإمدادات النفط والقمح وبعض المواد الأخرى إلى الموانئ السورية على البحر المتوسط». وأشارت المصادر إلى أن اجتماعات مكثفة عقدت خلال الفترة الماضية، ضمت ممثلين معنيين من روسيا وإيران وسوريا «بهدف كسر الحصار الأميركي الأوروبي الخانق المفروض على سوريا».

كانت إيران أرسلت 3 سفن تحمل نفطاً إلى سوريا عبر قناة السويس، في وقت تعهدت فيه روسيا بإرسال قمح إلى دمشق، علماً بأن معظم ثروات سوريا النفطية والغذائية تقع تحت سيطرة «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من أميركا.

وحسب الوكالة، فإن «عمل الغرفة يتلخص بتأمين التنسيق متعدد الجوانب لتأمين وصول الاحتياجات النفطية، بدرجة أولى، إلى الموانئ السورية، وخاصة بعد أزمة محروقات هي الأكبر التي تشهدها سوريا منذ عقود طويلة، بسبب الإطباق المحكم لمسارات الإمداد إليها، سواء عبر قيام الجيش الأميركي بسرقة مكتنزات أغنى حقول النفط السورية شرقي البلاد وبيعها في مناطق سيطرة تنظيم (جبهة النصرة) بإدلب والميليشيات (التركمانية) شمال البلاد، وتهريب الفائض إلى الجمهورية العراقية، أم من خلال المنع الصارم لناقلات النفط من الوصول إلى الموانئ السورية، تحت طائلة الاعتداء المباشر».

وتنص الآلية على «مرافقة سفن حربية روسية لناقلات النفط الإيرانية القادمة إلى سوريا، فور ولوجها البوابة المتوسطية لقناة السويس، وحتى وصولها إلى المياه الإقليمية السورية، بهدف حمايتها من القرصنة أو أي استهداف ذي طبيعة مختلفة». وقالت: «سيستمر توريد النفط خلال الفترة القادمة من خلال تجميع عدد من البواخر الإيرانية وإرسالها باتجاه سوريا دفعة وحدة، على أن يتولى الأسطول البحري الروسي في البحر المتوسط سلامة وصولها إلى الموانئ السورية بشكل مستمر حتى نهاية العام الحالي على أقل تقدير».

وأوضحت أن الآلية الجديدة «أفضت خلال الأيام القليلة الماضية إلى ضمان الوصول الآمن إلى المصبات السورية، لـ4 ناقلات إيرانية تم ترفيقها بسفن حربية روسية، كانت تحمل نفطاً خاماً بالإضافة إلى غاز طبيعي».

وتستمر بواخر شحن روسية بنقل كميات كبيرة من القمح إلى سوريا، في سياق عقود وُقعت في أوقات سابقة، ويجري تنفيذها حالياً، ومن المتوقع أن تستمر توريدات القمح الروسية حتى نهاية شهر يونيو (حزيران)، مما يعني أن سوريا باتت تؤمن احتياجاتها من الطحين حتى منتصف عام 2022.

وقالت الوكالة الروسية: «يؤشر توالي وصول توريدات القمح إلى سوريا، إلى بدء تفكيك أزمة الخبز العميقة التي يعانيها السوريون جراء قيام الجيش الأميركي بتهريب مخازين القمح شرقي سوريا إلى دول الجوار، وذلك بعدما عانت هذه المناطق التي تكنّى بـ(سلة الغذاء السوري)، سلسلة من الحرائق المدمرة التي أطاحت بإنتاج قسم كبير من أراضيها الزراعية الموسم الماضي».

ولا تزال محطات الوقود في دمشق ومناطق النظام تشهد ازدحاماً شديداً، إضافة إلى استمرار انقطاع الكهرباء.

المصدر: الشرق الأوسط

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى