الجهلُ يُردي والتبصّرُ يدرأ
والشعر ناقوسَ الورى لا يفتأ
فالشعر صرخات الضمير مفجّعا
من سفككم أرواحكم يتقيأ
نارُ العداوة لعنة إنْ سُعّرت
بتنا رمادا حسبها أنْ تبدأوا
والغلّ غلاّقُ النوافذ حولنا
وهواؤه متفسّخٌ متصدِئُ
مامسَّ مغلاقُ التعصب مهجة
إلا غدت ممسوسة لاتبرأ
كالثور تنطحُ مايَرى متحركا
ضاقت به الرؤيا فلا يتضوأ
ماالعدل ماالرأي السديد وما النهى
ما النور إنْ حلّ البهيمُ الأردأ
ماالحب إنْ كانت ضغائن نهجه
بدم القرابة أقسمت تتوضأ!!
ولقد بُلينا بالجهالة حقبةً
وأظنُ جهلكَ يازمانُ الأسوءُ
مانفعُ ماازدانت به أشعاركم
إنْ كان من أوجاعكم لا تُملأ
إنْ كان حزن قصيدةٍ مكلومةٍ
أحداقَ من ثكلوا بها لا يفقأ
مارفعةُ العربي وهو مقزّمٌ
وكأنّه للعاديات الموطئُ
أين ابن كلثومَ الذي لا يهدأ
حتى يحزّ مليكهم أنْ يجرأوا
حتى يضمّد أمة موجوعة
إنْ جاء حوّم صوبها مستهزئُ
أين الصدارة والمكانة والعلى
إنْ كنت أدنى قمّة تتبوأ
إنْ كنت تذعن للحوادث راضخا
لاسيّدا من ظالمٍ يتبرأ
فخر العروبة أنْ تُرى متمرّدا
بالفكر بالأدب الرفيع تُعبّأ
(اقرأ ) تلاها بادئا فلتقرأوا
فبها ضمان ختامكم والمُبدأ
(اقرأ ) تُوسّع للرؤى آفاقها
فيضيق بالمعنى الكثيف المرفأ
(اقرأ ) خلاص بني العروبة بعدما
في غزو أسياد الفضاء تنبّأوا
لي في العراق منارةٌ ومفازةٌ
فهو العتيق حضارة ومرزّأ
وهو القديم بإرثه مذ كوّرت
في أفقها نجم العراق يُلألِئُ
ويضجّ في وجه الحروب صراخه
المرتاب من زمن الأسى المتهرِئُ
ويظلّ يصرخ في الجموع لعلها
تمشي إلى الجوزاء لا تتلكأ
فالشعر أعطى للعراق ولاءَه
أن تنكروا جهل الرعاع وتبرأوا
أنْ ترتقوا ثوب السنين بمخرزٍ
خيطانه نوريّة لا تهرأ
أن تفتدوا أوطانكم بنفوسكم
فهي الجنان الوارفات الأهنأ
فعلام يغتال التشرذم حصنكم
وعلام في استعبادكم يتنبأ
إني وإنْ عانيت من هذيانكم
لمؤملٌ في صحوة تتهيأ
طوبى لمن كان العراق إمامه
فهو النجيب الألمعيُّ المبرئ
ياقطبنا الأعلى العتيق تألقا
مهما عتوا هذا السنا لن يطفئوا
ستظل طارقنا المشع على المدى
وبنخله إسلامنا يتفيأ