سؤال سمعته على شكل أمنية من مخرج مسرح سوري عربي كبير.. قال يا ليت نزار قباني ومحمود درويش كانا حيين لأعطيا زخماً كبيراً للثورة.. تأملت رغبته وقلت نزار قباني ومحمود درويش من أعظم شعراء العرب تبشيراً بالثورة السورية، ووقوفا معها.. وتابعت اقرأ ملحمة درويش (احمد الزعتر) واقرأ كل شعر نزار السياسي والعشقي والعاطفي، وكل كل شعره وبخاصة السيرة الذاتية لسياف عربي وهوامش على دفتر النكسة.. وخبز وحشيش وقمر، وستجد أنه شاعر الثورة السورية بإعجاز. وكل شاعر عربي وفنان عربي شريف ، ويؤمن بعظمة الشعب ، ولم يمدح حزبا او طاغية ،هو مع الثورة السورية وثورات الربيع العربي كله ///….وهنا أكتب عن نزار شاعر الثورة السورية الأكبر ..يقول نزار في اغنية (ماذا اقول له لو جاء يسألني إن كنت اكرههُ او كنت اهواهُ …ويجيب في آخر القصيدة بصوت نجاة التي تغنيها :إني الف اهواهُ ..ونزار قباني مزلزل عروش الطغاة بقصائده ،وفاتن قلوب الاحرار والعاشقين والقراء من كل طبقات الثقافة العربية ..ولم تستطع ان تستقطبه اي جهة حزبية أو سياسية او مالية عربية ..لأنه وحده حزب العشق والحب والثورة والحرية ..وقد قال لي في آخر زيارة إلى دمشق عام 1989 :أتحدى أي زعيم عربي أن يقول بأنني اخذت منه قرشا واحدا ،وأنا اعيش من راتبي وإرث اهلي ودار النشر الخاصة بي ..ولماذا نزار شاعر جماهير وعشاق وثوار وحرية وحده ؟؟لأنه كتب قصائده بما يفهمه الناس فجعلها خبزهم ..وكان يكتب بنبض الناس فكان شاعرهم ..وكان وقت الحروب يعرف تماما روح الناس وقلقهم واتجاه بوصلتهم في القضايا الكبرى ..فكان المعبر عن روحهم في الوحدة وفلسطين وقضايا العشق والمرأة والطغيان وشرقية الرجل الشرقي (عنترة العبسي ) ،لذلك ولكل خيبات حكام العرب وخياناتهم ،وفضائح متخميهم وزناكيلهم أصحاب المليارات، كتب قصيدته الشهيرة متى يعلنون وفاة العرب وعربي في وول ستريت ،وهوامش على دفتر النكسة ،والسيرة الذاتية لسياف عربي ومنذ بداياته الشعرية تحدى المحرم والتابو في قصائده مطر (مطر مطر وصديقتها معها ولتشرين نواحُ ..والبابُ تئنُّ مفاصلهُ ويعربدُ فيه المفتاحُ شيءٌ بينهما يعرفهُ ..اثنانِ انا والمفتاحُ (وفي إيروتيكية عالية يقول أشذوذٌ اختاهُ غذا لثمَ التفاحَ التفّاحُ )وقصائد حبلى ومايا وغيرها ..وكتب اعظم وأجرأ الشعر وتحدى العقلية العربية بمجملها ..وقد رد عليه آلاف الشعراء المحنطين والمخصيين عندما كتب (خبز وحشيش وقمر ،وهوامش على دفتر النكسة ومتى يعلنون وفاة العرب وغيرها ..ولا نكاد نذكر الان منهم أحدا ،ونزار قباني وهو في قبره الآن ،مازال يحظى بأكبر شعبية وانتشار شعبي حققه شاعر معاصر في تاريخنا .وأصبحت قصائده مغناة وغير مغناة دارجة على كل لسان .والسؤال لماذا ؟؟وهذه اعظم جائزة ينالها شاعر في الأرض فهو نزار فباني بشعره العظيم أكبر وأعظم من كل ثروات ونفط العرب لأنه زرع الجمال وعممه على كل الناس ،بينما الثروات لم تجلب للعرب والمنطقة غير الحروب والمطامع والخراب ..فهل كان نزار قباني شاعر الثورة السورية واستشرف وقوعها …..وهل كل قصيدة له تدل عليها وتؤكد مجيئها ؟؟
المصدر: صفحة حسان عزت