هذه القصيدة التي ألقيت بمناسبة مرور أربعين يومًا على رحيل الدكتور جمال الأتاسي
إن الأبي إلى العلا سباق
جئناك من طول البلاد وعرضها
والدمـع ملء عيوننـا رقراق
نـحن حولك أمـة عربية
تحتـار في أعماقهـا الأعماق
نحن حولك فتية من يعرب
يتصافحون فأخـوة ورفـاق
يتقاطرون وحمص تفتح صدرها
للعاشقيـن ودمعهـا حـراق
قسم العروبـة أن تظل رؤوسنا
مرفوعـة ونضالنـا خـلاق
قد كنت أول من يجلجل صوته
إن الأبـي إلى العلا سبـاق
يـا سيد الساحات كيف تركتها
وخليجهـا لمحيطهـا مشتاق
لكنـه الشـوق الحبيس لأمـة يستحكمـون
بدمهـا فيـراق دمهـا يـراق
وقدسها مرهونة
وعلـى عيون الفجر شد وثاق
عـد إلينا فالـدروب طويلة
وعصيـة أيـامنـا وشقـاق
قم عـد إلينا فالبحار عواصف
والكـون حولـي سُبَهٌ ونفاق
والعالـم العـربي أضحى عالماً
للـذل يشقينـا بـه استرقاق
فالقادمـون من البحـار تكالبوا
وتفـرعنوا، ويقودهـم أفـاق
فشآمنا مذبوحـة مـن حزنهـا
وحجـازنا للفاتحيـن عنـاق
أمـا العراق، فما أقول ومهجتي
في كـل ثانية تصيح: عراق
أطفالـه تحـت الحصار رهينة
من ألف يـوم لقمـة ما ذاقوا
فعـلام تـرحل فجـأة يا سيدي
وعلى دروب التيه نحن نساق
إن أنت تتركنـا فكـم مـن مرة
رحـل الربيع وجفت الأوراق
لكننـا سنظـل رغـم نزيفنـا
حربـاً تطأطئ خوفها الأعناق
وعلى دروب النور ينطق جرحنا
إن العـروبة بيـرق خفـاق
نسعى إلى الوطن الكبير لأجله
فـي نبضنـا تتزاحم الأشواق
فغداً يمـر الليـل، يزهر حبنا
تسمـو النفوس، فكلنـا عشاق
والدمـع ملء عيوننـا رقراق
تحتـار في أعماقهـا الأعماق
يتصافحون فأخـوة ورفـاق
للعاشقيـن ودمعهـا حـراق
مرفوعـة ونضالنـا خـلاق
إن الأبـي إلى العلا سبـاق
وخليجهـا لمحيطهـا مشتاق
يستحكمـون بدمهـا فيـراق
وعلـى عيون الفجر شد وثاق
وعصيـة أيـامنـا وشقـاق
والكـون حولـي سُبَهٌ ونفاق
للـذل يشقينـا بـه استرقاق
وتفـرعنوا، ويقودهـم أفـاق
وحجـازنا للفاتحيـن عنـاق
في كـل ثانية تصيح: عراق
من ألف يـوم لقمـة ما ذاقوا
وعلى دروب التيه نحن نساق
رحـل الربيع وجفت الأوراق
حربـاً تطأطئ خوفها الأعناق
إن العـروبة بيـرق خفـاق
فـي نبضنـا تتزاحم الأشواق
تسمـو النفوس، فكلنـا عشاق