دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الوفاء بوعودها والعمل مع أنقرة ل”إنهاء المأساة في سوريا”.
وكتب أردوغان في مقال نشرته وكالة “بلومبيرغ” الأميركية: “الطريق الأكثر ضماناً لإرساء السلام والاستقرار في سوريا يمر عبر أنقرة التي ترفض كل المخططات المخالفة لمطالب الشعب السوري، وتؤمن بضرورة إنشاء نظام سياسي قادر على تمثيله، وبأن الحل السلمي والدائم غير ممكن إلا باحترام وحدة أراضي سوريا ووحدتها السياسية، لذا نعتبر ان إعادة تأسيس السلام والاستقرار في المنطقة وسوريا يرتبط بالدعم الغربي الأمين لنا”.
وأكد أردوغان أن موقف تركيا “لم يتغير منذ بدء الحرب الداخلية في سوريا، والمناطق الآمنة التي أسستها مع العناصر السورية المحلية تدل على التزامنا بمستقبل جارتنا، والوضع الإنساني في هذا البلد سيكون المقياس النهائي لصدق مواقفنا”.
ويرى محللون أن أردوغان يحاول “فتح صفحة جديدة” في علاقاته الدولية عبر تقليص انتقادته للغرب والأميركيين تحديداً، لكن الرئيس الأميركي لا يزال يلتزم الصمت حيال تصرفات تركيا في المنطقة، رغم مرور أكثر من شهرين على توليه السلطة.
وأشار أردوغان إلى أن الوضع الإنساني في سوريا سيكون المقياس النهائي لصدق مواقف الدول، سيما أن الدفاع عن حقوق الإنسان والحريات والديمقراطية باتت متداولة بكثرة في الآونة الأخيرة. وأكد رفض بلاده كل المخططات التي لا تلبي المطالب الأساسية للشعب السوري، معتبراً أن ذلك لن يؤدي إلا إلى تعميق الأزمة.
وأوضح أردوغان أن المناطق الآمنة التي أسستها تركيا مع العناصر السورية المحلية، دليل على التزام أنقرة بمستقبل الجارة سوريا. وشدد على أن الحل السلمي والدائم لن يكون ممكناً إلا باحترام وحدة أراضي سوريا ووحدتها السياسية. وتابع: “تركيا كانت في مقدمة الدول التي كافحت التنظيمات الإرهابية وأوصلت المساعدات الإنسانية للسوريين وساهمت في المبادرات الدبلوماسية الرامية لحل الأزمة السورية، وأثبتت بذلك أنها الدولة الوحيدة القادرة على فعل ما يتوجب في سوريا”.
وأشار أردوغان إلى أن قوات بلاده أطلقت العام الماضي عملية عسكرية في محافظة إدلب لوقف زحف قوات النظام السوري على المدينة وحماية المدنيين والحيلولة دون هجرتهم وترك ديارهم. وقال: “الدول التي بدأت تشيد بموقف تركيا هذا، سرعان ما نسيت المأساة الإنسانية الحاصلة في سوريا”.
وأشار إلى ضرورة عدم نسيان مقتل وتعذيب مئات الآلاف من الأشخاص في سوريا وتشريد الملايين، لمجرد مطالبتهم بالديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان. واعتبر أن ممارسات النظام السوري وداعميه، أسفرت عن نتائج مروعة مثل اللجوء والإرهاب.
وتأسف أردوغان للحملات المضللة التي تستهدف المعارضة السورية المعتدلة. وأضاف أن بلاده “عملت على إعادة إنعاش المناطق التي حررتها من الإرهابيين، عبر مشاريع إعادة تأسيس بنيتها التحتية وبناء المدارس والمستشفيات فيها”.
وأكد أردوغان أن تركيا تمكنت من حماية أوروبا من تهديد الإرهاب والمهاجرين، عبر بناء مراكز إيواء في الداخل السوري واتخاذ كافة التدابير اللازمة في هذا الخصوص. وتابع: “من خلال التدابير التي اتخذناها، استطعنا حماية الحدود الجنوبية لحلف الناتو، وما قمنا به يعكس قيمنا، فتركيا أمل المظلومين وحامي الأبرياء ومفتاح الحل”.
وأوضح أردوغان أن العالم الغربي يواجه حاليا 3 خيارات، أولها التزام الصمت حيال ما يجري من مأساة في سوريا والتسبب في مقتل المزيد من المدنيين، مبيناً أن هذا الخيار يولد مزيداً من الفعاليات الإرهابية ويضعف القيم الأخلاقية للغرب ويتسبب بمزيد من الهجرة. ورأى أن هذا الخيار سيلحق أيضاً أضراراً بالاستقرار السياسي في أوروبا وسيزعزع أمن المجتمع الدولي.
ولفت إلى أن الخيار الثاني يتمثل في بذل كافة الجهود العسكرية والاقتصادية والدبلوماسية لتحقيق حل دائم للأزمة السورية. وأشار إلى أن الخيار الثالث والأكثر عقلانية، هو إقدام الغرب على دعم تركيا.
المصدر: المدن