والي أورفا التركية في رأس العين السورية…  مساعدات إنسانية واتهامات بـ«الوصاية»

زار والي ولاية أورفا التركية مدينة رأس العين شمال سوريا مع قائد الجاندرما ومدير الأمنيات، وتخضع راس العين لمنطقة العمليات التركية «نبع السلام».

ولا يقتصر الوجود التركي في رأس العين وتل ابيض على الجانب العسكري فقط، بل تعمل السلطات التركية بالتعاون مع الفصائل السورية المعارضة الموالية لها، على تنفيذ المشاريع الاقتصادية والخدمية الرئيسية في المنطقة.

وتدخل هذه البقعة من شمال سوريا تحت السلطة التركية عسكرياً وإدارياً، وهي واحدة من عدة مناطق في الشمال السوري تتعامل بالليرة التركية، وتتلقى احتياجاتها من سلع ومواد غذائية من تركيا، على غرار منطقتي درع الفرات وغصن الزيتون، وتخضع مناطق النفوذ التركية في رأس العين وتل ابيض بشكل كامل لسيطرة أنقرة، ووالي اورفا هو من يقوم بالإشراف على سير اعمال المجلس المحلي والخدمات في المدينة.

وفي حديث مع «القدس العربي» اكد رضا علي وهو مسؤول امني في راس العين، أن الوالي عبد الله أرين، زار المدينة للاطلاع على سير العمل في المنطقة، وتوقّف عند المخبز الآلي والمحطة الكهربائية ومقر المجلس المحلي لمنطقة راس العين. وجال أرين، في شوارع وأزقة راس العين، متحدثاً مع الأهالي الذين عرضوا له أوضاعهم واحتياجاتهم التنموية.

وقال احمد من سكان راس العين لـ»القدس العربي» إن مركز تنسيق الدعم إلى سوريا التابع للولاية، يواصل أعماله التنموية والإغاثية في منطقة عملية «نبع السلام» بالتعاون مع المجلس المحلي في رأس العين، لتأمين احتياجات العائلات بالمنطقة. وأكد إيصال طرود غذائية إلى أسر محتاجة بالمنطقة في هذا الإطار، مبيناً أن المساعدات تكفي احتياجات الأسر مدة شهر على الأقل.

وتشهد المناطق التي سيطر عليها الجيشان التركي والوطني السوري زيارات مستمرة لمسؤولين أتراك، بهدف افتتاح مشاريع ومستشفيات ومدارس ومراكز خدمية.

وقد وقّع المجلس المحلي في رأس العين عقد مع شركة تركية لاستجرار الكهرباء، العقد مع شركة Ak Energy (آق إنرجي) يتضمن توصيل الكهرباء لكامل ريف ومدينة رأس العين، وستدرس الشركة خلال شهرين حاجة المنطقة، وبعدها تركب عدادات استهلاك، وخلال ستة أشهر قادمة تكون قد أوصلت الكهرباء إلى المنطقة، حسب الخطة المقترحة. ويتضمن العقد تغذية الكهرباء لمدة 12 ساعة في اليوم، ومدة العقد عشر سنوات، بعدها تترك الشركة جميع المعدات والعدادات للمجلس المحلي، في حال لم يتفقا على صيغة تجديد وسيساعد استجرار الكهرباء الفلاحين، إذ تـوفر الشركة خدمة إيصال الكهرباء للآبار الزراعية.

وبموجب الاتفاق، ستكون الشركة التركية قد غطت المناطق التي يوجد فيها الجيش التركي، الذي دعم الجيش الوطني السوري بالسيطرة بعد طرد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ضمن عملية «نبع السلام». وشهد قطاع الكهرباء في المناطق التي يسيطر عليها “الجيش الوطني” في سوريا توقيع عقود سابقة مع شركات مستثمرة تركية لاستجرار الكهرباء، في مدن اعزاز، الباب، قباسين، مارع، الراعي، عفرين في ريف حلب.

وتقوم تركيا بتعزيز نفوذها في مناطق نبع السلام وضمنها رأس العين، وهو أمر يُنظر إليه من قبل البعض على أنه محاولة منها إلى «تتريكها» تمهيداً لضمها نهائيا لتركيا في المستقبل. وسبق أن أطلقت ولاية شانلي أورفا التركية، دورات تعليم اللغة التركية في منطقتي رأس العين وتل أبيض شمال سوريا اللتين سيطر عليهما الجيشان التركي والسوري الوطني بعد عملية نبع السلام.

وقد انتقد عدد من الناشطين زيارة والي اورفا إلى راس العين، معتبرين أن هذه الزيارة هي استفزازية، وتعبر عن الوصاية التي تمارسها تركيا على مناطق سورية، ويرى المعارضون للتدخلات التركية ان الهدف هو التغيير الديمغرافي للمنطقة الشمالية بما يخدم الامن القومي لأنقرة، ولا يسمح عادة للسكان بالتعبير عن انتقاداتهم للحكومة التركية في مناطق نبع السلام ودرع الفرات وغصن الزيتون .

وقال أحد سكان راس العين – رفض ذكر اسمه – لـ»القدس العربي» ان زيارات والي اورفا التركي إلى راس العين واجتماعاته مع أعضاء من المجلس المحلي ومع الجيش الوطني المعارض، تهدف لحماية الحدود التركية من الوجود الكردي السوري، و لتحريض السكان على «قسد» ويقول المراقبون ان هناك انتهاكات مستمرة وتغييرا وقع في المناطق التي توغلت فيها تركيا بسوريا.

 

المصدر: «القدس العربي»

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى