اجتمع وفد من الائتلاف السوري المعارض برئاسة نصر الحريري الأربعاء، بالرئيس السابق لإقليم كردستان العراق ورئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، وذلك في إطار الزيارة التي بدأها الوفد للإقليم، الثلاثاء.
وكان وفد الائتلاف قد عقد اجتماعاً مع المسؤول السياسي للملف السوري في إقليم كردستان العراق حميد دربندي وتمّ بحث الوضع الميداني والسياسي السوري وملف اللاجئين، وتنشيط مسار الحكم الانتقالي الوارد في القرار 2254 بإشراف الأمم المتحدة، وفق مصادر الائتلاف.
ويرافق الحريري في الزيارة الرسمية الممتدة على ثلاثة أيام، كل من نائبيه عبد الحكيم بشار وربا حبوش، والأمين العام عبد الباسط عبد اللطيف، ومنسق دائرة العلاقات الخارجية عبد الأحد اسطيفو، وأعضاء الهيئة السياسية محمد يحيى مكتبي، محمد سلو وياسر الفرحان.
وحول أهداف الزيارة، أكد عضو الهيئة السياسية محمد يحيى مكتبي أن الزيارة تأتي ضمن سلسلة زيارات يجريها الائتلاف تباعاً إلى الجهات الفاعلة في الملف السوري، وهي من ضمن النشاط السياسي والدبلوماسي من جانب الائتلاف.
وأضاف ل”المدن”، أن قيادة كردستان العراق “كانت وما زالت مناصرة لتطلعات الشعب السوري، نحو الحرية والكرامة والتعددية، وبناء دولة المؤسسات والقانون. هذه الزيارة لم تكن الأولى التي يجريها الائتلاف للإقليم”.
وقال مكتبي إن الائتلاف على تنسيق مستمر مع قيادة الإقليم، بما يخص القضية السورية، مشيراً إلى وجود ربع مليون لاجئ سوري في الإقليم، معتبراً أن قيادة الإقليم تتحمل أعباء كبيرة في سبيل استضافة اللاجئين، و”من هنا يقوم الائتلاف بالتواصل مع المنظمات الدولية بالتنسيق مع قيادة الإقليم، لتخفيف المعاناة عن اللاجئين، وتحديداً في ملفات التعليم والصحة”.
وحسب مكتبي، جرى الحديث خلال الاجتماعات التي يعقدها وفد الائتلاف عن “الدور التخريبي الإيراني في سوريا، من خلال الزج بالمليشيات الطائفية، بالتعاون مع حكومة بغداد”، وكذلك تمّ استعراض واقع المناطق المحررة، و”التهديدات التي تواجه هذه المناطق في ظل التهديدات من جانب نظام الأسد وتنظيم الدولة وحزب الاتحاد الديمقراطي”.
وتابع: “ناقشنا مشروع إدارة المناطق المحررة، ونريد من خلال كل ذلك زيادة فعالية المجلس الوطني الكردي في سوريا، وهو من مكونات الائتلاف، في أنشطة الأخيرة، وكان هذا الأمر محل ترحيب من قيادة الإقليم”.
لكن مصادر “المدن” أشارت إلى وجود أهداف غير معلنة للزيارة، على صلة بالخلافات بين نصر الحريري و”المجلس الوطني الكردي” حليف الإقليم، والتي تأزمت مع استبعاد اسم عضو الائتلاف عن المجلس الوطني الكردي حواس عكيد من “هيئة التفاوض” من قبل الحريري، في العام 2020.
ويبدو أن الحريري يحاول تلطيف الأجواء مع الإقليم، أملاً في نزع التوتر مع ممثلي المجلس الوطني في الائتلاف، لحسابات انتخابية، متعلقة بالانتخابات المقررة في تموز/يوليو القادم.
وإلى جانب الحسابات الانتخابية، يريد نصر الحريري الحصول على دعم مالي من قيادة الإقليم، لمشاريع يعتزم الائتلاف تنفيذها في الشمال السوري. كما أكدت مصادر “المدن”.
في السياق، قال نصر الحريري في تغريدة: “اجتمعنا اليوم مع الزعيم مسعود بارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني وبحثنا أهم قضايا وتحديات المنطقة وآخر المستجدات الميدانية والسياسية، ولابد من الإشادة بالمواقف المبدئية للرئيس بارزاني في دعم الشعب السوري ومطالب ثورته في الحرية والكرامة والخلاص من النظام المجرم”.
المصدر: المدن