احتجاجات في ريفي الحسكة والرقة..بسبب إرجاء التبديل العسكري

تشهد مدينتا رأس العين بريف الحسكة، وتل أبيض بريف الرقة، توتراً أمنياً كبيراً، لليوم الثاني على التوالي، بسبب احتجاجات واعتصامات لعناصر الجيش الوطني السوري المعارض، احتجاجاً على تأجيل موعد التبديل العسكري الذي كان من المفترض إجراؤه في الخامس عشر من آذار/مارس، وتم تأجيله حتى إشعار آخر.

وقام عدد من عناصر الجيش الوطني بقطع الطرق المؤدية إلى كل من معبري تل أبيض، ورأس العين العسكريين بالإطارات المطاطية، مهددين بالاستمرار بقطعها إلى أن يتم فتح الحدود، وإجراء عملية تبديلهم بمقاتلين آخرين من مناطق درع الفرات وغصن الزيتون.

كما طالبوا قيادة الجيش الوطني بالإسراع بصرف رواتبهم المتأخرة لأكثر من شهرين، فيما استنفر الجيش التركي في المدينتين، ونشر عدداً من المدرعات والعربات العسكرية على طريق معبر تل أبيض العسكري، بعد منع المقاتلين المعتصمين ضابطاً تركياً من عبور المعبر باتجاه الأراضي التركية.

يذكر أنه بعد بدء معركة نبع السلام سيطر الجيش الوطني السوري مدعوماً من الجيش التركي، على مناطق واسعة شرقي نهر الفرات، بينها مدينتا رأس العين وتل أبيض. لكن بسبب توقف المعركة بعد التفاهمات التركية الروسية، بقيت المنطقة معزولة عن باقي مناطق سيطرة المعارضة في الشمال السوري، حيث لا يوجد أي معبر بينها وبين منطقتي درع الفرات وغصن الزيتون، والتي تسكن فيها عوائل أغلب المقاتلين المشاركين في المعركة.

وجرت العادة أن يتم نقل المقاتلين من منطقتي درع الفرات وغصن الزيتون إلى منطقة نبع السلام، وبالعكس، عبر الأراضي التركية، في عمليات تبديل دورية تنسقها قيادة الجيش الوطني. ويعاني المقاتلون من تأخر عمليات التبديل، والتي كانت آخرها قبل أكثر من ثلاثة أشهر. وكان من المفترض أن تتم عملية تبديل في 15 آذار/مارس، ولكن بسبب الإجراءات الأخيرة المتخذة من قبل تركيا لمواجهة انتشار فيروس كورونا وإغلاق كافة المعابر، تم تأجيل التبديل حتى إشعار آخر، ما أثار موجة غضب كبيرة بين المقاتلين الذين ينتظرون عملية التبديل بفارغ الصبر.

وانتشرت على مجموعات الواتساب والتيلغرام الخاصة بمقاتلي الفصائل المنتمية للجيش الوطني، مقاطع مصورة وتسجيلات صوتية منسوبة لبعض العناصر، فيها شتائم لقادة الفصائل واتهامات لهم بعدم الاهتمام بالمقاتلين الذين يتبعون لهم، كما ضمت التسجيلات تحريض باقي المقاتلين في منطقة نبع السلام، على ترك نقاط الرباط والمشاركة في الاعتصام، وتصعيد الاحتجاجات، للضغط على قادة الفصائل وإرغامهم على تسريع عملية التبديل، بينما لم يصدر أي بيان أو تصريح من قيادة الجيش الوطني بهذا الخصوص حتى هذه اللحظة.

وكانت تركيا أغلقت كافة المعابر مع الشمال السوري أمام حركة المواطنين بشكل كامل مع الإبقاء على الحركة التجارية فقط، ضمن مجموعة من الإجراءات للحد من انتشار كورونا. ومن ضمن المعابر التي أغلقت معبر جرابلس الحدودي والذي من المفترض أن تعبر منه القافلة التي تضم المقاتلين البدلاء لمقاتلي الجيش الوطني في منطقة نبع السلام، إضافة لعوائل المقاتلين الذين يرغبون بالبقاء في المنطقة والاستقرار فيها.

المصدر: المدن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى