محللون : أستانة لن تأتي بجديد للسوريين وهي استمرار لتعطيل الحل السياسي وكسب الوقت
تنطلق غدا الثلاثاء في سوتشي جولة جديدة من مفاوضات أستانة بحضور ممثلين عن الدول الضامنة (روسيا وتركيا وإيران) إلى جانب وفدي المعارضة والنظام ، وبمشاركة وفود من لبنان والأردن والعراق بصفة مراقب إضافة إلى المبعوث الدولي إلى سوريا غير بيدرسن .
وعشية هذه الجولة التي تأتي بعد فشل الجولة الخامسة من اجتماعات الجنة صياغة الدستور صعّد النظام وروسيا من قصفهما مناطق سيطرة فصائل المعارضة شمال غربي سوريا ، خاصة جنوبي محافظة إدلب
وأكد المتحدث باسم وفد المعارضة أيمن العاسمي لراديو الكل أن المفاوضات ستركز على ملفين رئيسيين اللجنة الدستورية التي عطلها النظام وتطورات الأوضاع في إدلب . خاصة أن هذه المنطقة كانت مهيأة لأن تكون فيها معركة ولكن ربما بممارسة ضغوط خلال الجولة الجديدة من أستانة قد يتم التفاهم على شيئ ما ، كما ستتناول الجولة الجديدة ملفي المعتقلين ودخول المساعدات الإنسانية
وقال العاسمي في وقت سابق لوكالة أنباء الأناضول أن أهمية هذه الجولة تنبع من “الحديث عن محاولة تحويل منطقة خفض التصعيد لمنطقة وقف إطلاق نار دائم، وهي تُبحث في كل جلسة، نريد أن ننتقل من مرحلة خفض التصعيد لوقف القتال والقصف بشكل مباشر”.
وعبر الكاتب والمحلل السياسي أحمد مظهر سعدو عن اعتقاده بأن استانة ليست ذاهبة إلى أي شيئ إيجابي بالنسبة للسوريين إذ أن هدفها بالاساس كان هدفها تجميد مسار جنيف الذي ترعاه الأمم المتحدة ، والذ تم توقيفه منذ فترة بعيدة والخيبات التي أتت للسوريين من مسار أستانة هي متتابعة والعودة إلى مسار أستانة هي محاولة للطمأنة بأن مسار أستانة سيعيد دعم اللجنة الدستورية والحل السياسي .
وقال سعدو إن اتفاق وقف إطلاق النار في إدلب لم يكن من منجزات استانة فهو جاء نتيجة ضغوط من تركيا انتزعت خلالها من روسيا وقفا لإطلاق النار ، مشيرا إلى أن مايحدث على الأرض من جانب الروس ولا سيما خلال الأيام القليلة الماضية يشير إلى تصورات معينة بأذهانهم يريدون تنفيذها أو هدفها الضغط على المعارضة في أستانة من أجل الموافقة عليها .
ورأى زهير سالم مدير مركز الشرق العربي للدراسات الحضارية والاستراتيجية أن التعويل على مسار أستانا هو نوع من العبث ، مشيرا إلى أنه في أستانة العاشرة كان الحديث عن اخراج معتقلين ولم يحدث أي شيئ في هذا المجال
وقال زهير سالم إن أستانة هي محطات لكسب الوقت وتعطيل للحل برعاية الأمم المتحدة وهم يلعبون على عامل الزمن الذي هو في مصلحة الروس والإيرانيين والنظام وأيضا في مصلحة المجتمع الدولي مشيرا إلى أن النظام يعطي الوعود للمشاركة في المؤتمرات الدولية وبالفعل هو يشارك لكن من أجل التعطيل والإغراق بالتفاصيل .
وتسعى روسيا وايران والنظام إلى جعل مفاوضات استانة مسارا للحل السياسي وقال بشار الأسد في مقابلة مع قناة “روسيا اليوم في تشرين الثاني الماضي إن “جنيف هو خديعة أمريكية كما أعلن في خطاب في مجلس الشعب رفضه للمبادرات السياسية خارج مسار أستانة
ويعد مسار أستانه مسارا عسكريا على الرغم من أنه يبحث قضايا انسانية فهو أقر مناطق خفض التصعيد وفشله يعني بنظر المعارضة انهيارا لوقف إطلاق النار في إدلب ، وبنفس الوقت هو مسار فاعل بدفع الحل السياسي ومفتاح لملفات متعددة في القضية السورية”.
وتأتي الجولة الجديدة من مفاوضات أستانة بعيد فشل اجتماعات لجنة صياعة الدستور ، والتحضيرات التي يجريها نظام الأسد استعداداً للانتخابات الرئاسية مطلع الصيف المقبل
وأقرت تركيا وإيران وروسيا (الدول الضامنة لأستانة) موعد عقد الجولة الـ 15 في بيان مشترك صدر في كانون الثاني/ يناير الماضي وأكدت فيه التزامها لقوي بسيادة سورية واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها .
المصدر: موقع راديو الكل