رائد الصالح: روسيا تهاجمنا لما قدمناه من أدلة عن هجمات الكيماوي

حسام جبلاوي

اعتبر مدير الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) رائد الصالح اتهامات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الأخيرة للمنظمة، دليل واضح على إفلاس موسكو في تشويه سمعة الدفاع المدني، وربط توقيت تصريحات لافروف بموعد الجلسة الأخيرة لمجلس الأمن حول استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا.

وقال الصالح لموقع تلفزيون سوريا، في رده على اتهامات لافروف للمنظمة بأنها تتلقى أموالاً من الدول الغربية لـ “إثارة استفزازات وحوادث مسرحية”؛ “إن روسيا مؤخرا لم تعد تكتفي بالمحاولات العسكرية والإعلامية لتشويه صورة الدفاع المدني، وانتقلت للهجوم السياسي على أعلى المستويات في دليل واضح على إفلاسها”.

وهاجم لافروف يوم الأربعاء الفائت، منظمة “الدفاع المدني السوري” واتهمها بأنها تتلقى أموالاً من الدول الغربية لإثارة استفزازات وعمل مسرحيات عن هجمات كيماوية، استُخدمت لتبرير الضربات الجوية على سوريا.

وجاءت تصريحات لافروف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، وأضاف بأن “منظمة الدفاع المدني السوري أنشئت بمشاركة نشطة من أجهزة المخابرات الغربية ولم تقدم أبداً ما يسمى بخدماتها الإنسانية في مناطق سيطرة قوات النظام”، متهماً متطوعي “الدفاع المدني” بإيصال الذخيرة للفصائل العسكرية وخاصة جبهة النصرة.

وجدّد لافروف الاتهامات الروسية المتكررة بحق الدفاع المدني بأنه “عمل على مسرحيات وفيديوهات مصممة للادّعاء بأن قوات النظام كانت تستخدم أسلحة كيماوية في سوريا، وأن الدول الغربية عملت على إبعاد الخطر عنهم من خلال دعوة الأردن لتوطين المتطوعين بالدفاع المدني السوري بشكل مؤقت على أراضيها”.

وتابع لافروف: “بالطبع، نحن نأتي من فرضية أن الأردن قد وعد بأنه سيتم إبعادهم في غضون شهرين، ويجب أن يتم الوفاء به، على الرغم من أننا نعرف كيف يتعامل الغرب مع كلمته”.

وأشار الصالح إلى أن توقيت تصريحات لافروف الأخيرة لم تكن صدفة، وإنما جاءت في نفس يوم جلسة مجلس الأمن حول استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا، حيث أكدت منظمة حظر الأسلحة في جلسات سابقة أن هناك ثغرات وتناقضات تحول دون اعتبار إعلان النظام حول برنامجه “دقيقا وكاملا” وفقًا لاتفاقية الأسلحة الكيميائية.

وفسر الصالح حالة الغضب والهجوم الروسي بأن “ما تملكه منظمة الخوذ البيضاء من أدلة أوصل ملف استخدام نظام الأسد للأسلحة الكيميائية إلى أروقة مجلس الأمن، وهو ما يجعل روسيا تحاول بشتى الوسائل تشويه صورة المنظمة”.

الخوذ البيضاء: قدمنا أدلة واضحة عن 3 هجمات كيماوية

وأوضح مدير الدفاع المدني أن المنظمة ساعدت في تقديم أدلة مهنية واضحة عن 3 هجمات كيماوية تعرضت لها مدينة اللطامنة في ريف حماة الشمالي، في 24 و25 و 31 من شهر آذار عام 2017 ، حيث تم اعتماد العينات التي تم تسليمها من الدفاع المدني لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية كأدلة عن حوادث عديدة، ومنها عينات من خان شيخون واللطامنة.

وعلّق “الصالح” على حدة التصريحات الروسية واستخدام لافروف عبارة ” الأرض بدأت تحترق تحت أقدام الخوذ البيضاء بعد العمليات التي استهدفت تحرير الأراضي السورية”؛ بالقول: “لم أتصور يوما أن دولة “عظمى” بحجم روسيا قد تستخدم هذا الخطاب تجاه مؤسسة إنسانية تعمل بالبحث والإنقاذ، لكن يبدو أن ما قدمناه من أدلة للأمم المتحدة، ومنظمة حظر الأسلحة الكيماوية حول الهجمات التي نفذها نظام الأسد بالأسلحة الكيماوية، أزعج روسيا بشكل كبير، ولم يكونوا يتوقعوا أن تكون الخوذ البيضاء تمتلك هذه الأدلة، وتسير بخطوات جادة في توثيقها، ولم تستطع روسيا أن تطعن بهذه الأدلة لأنها دامغة وواضحة بشكل كبير، فلجأت إلى الدعاية السياسية وتشويه الحقائق”.

8 متطوعين فقط في الأردن

كما أوضح “الصالح” طبيعة وجود أعضاء الدفاع المدني بالأردن بعد مطالبة لافروف وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بطردهم، وقال إنه في عام 2018 وبعد سيطرة النظام على المنطقة الجنوبية وافقت المملكة على عبور 422 من متطوعي “الخوذ البيضاء” وعائلاتهم، ممن يعملون  في محافظة درعا والقنيطرة، عبر أراضيها لإعادة توطينهم خلال فترة زمنية محددة في بريطانيا وألمانيا وكندا، بسبب وجود خطر على حياتهم، مضيفا أن إجراءات إعادة التوطين “بطيئة وتحتاج وقت قد يطول، وعطلت جائحة “كورونا” نوعا ما هذه الإجراءات، والدول التي وعدتنا أعادت توطين معظم المتطوعين مع عائلاتهم ممن دخلوا الأردن من سوريا ولم يبق سوى 8 متطوعين مع عائلاتهم في الأردن”.

وختم مدير الدفاع المدني: “الهجوم العسكري على الأرض الذي نتعرض له وحملة التضليل الإعلامي المدعومة من روسيا لاستهداف سمعتنا وتصويرنا كـ “إرهابيين” أو “عملاء للغرب”، لا يمكن الاستهانة بها أبدا، فتخيل أن دولة عظمى تسخر كل إمكاناتها العسكرية والإعلامية والسياسية لمواجهة منظمة إنسانية بالتأكيد هي “معادلة غير متكافئة، والهدف من هذه الهجمات الإعلامية والسياسية والعسكرية هو تقويض مصداقية الأدلة التي جمعناها عن بعض أبشع جرائم الحرب في عصرنا”.

الائتلاف: روسيا تحاول التخلص من الشهود على جرائمها

من جهتها أكدت نائبة رئيس الائتلاف الوطني السوري ربا حبوش في تصريح لموقع تلفزيون سوريا أن ما يتعرض له الدفاع المدني من تشويه هو “محاولة من قبل روسيا والنظام للتخلص من الشهود على جرائمهم المختلفة، وذلك بسبب المصداقية الدولية التي حازتها المؤسسة وتمتعها بتواصل جيد مع العديد من الدول ومنظمات الأمم المتحدة المختلفة”.

ولفتت أن منظمة الدفاع المدني أظهرت “حالة مؤسساتية واضحة طيلة السنوات الـ 6 التي عملت فيها على الأراضي السورية من خلال قيامها بأعمال بطولية، وانتشار فرقها في مختلف المدن والبلدات، وحقيقة هذه البطولات، ووصولهم للعالمية من خلال أفلام صنعت عنهم ونافست على الأوسكار”.

تصريحات لافروف علقت عليها سفارة الولايات المتحدة الأميركية أيضا عبر تغريدة على موقعها في “فيس بوك” بالقول: إن “واشنطن تدعم الجهود الرامية لتحميل نظام الأسد مسؤولية هجمات السلاح الكيمياوي”.

وأضافت السفارة في تغريدتها: “يشكل استخدام الأسلحة الكيمياوية في أي مكان تهديدا واضحا للسلم والأمن الدوليين، الولايات المتحدة تدعم الجهود الرامية إلى تحميل نظام الأسد المسؤولية عن استخدام هذه الأسلحة وغيرها من الفظائع المستمرة ضد المدنيين السوريين”.

المصدر: موقع تلفزيون سوريا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى