عودة الأحواز إلى أهلها، هو انتصار لكل دول الخليج، بل العرب  

حاوره أحمد أبو إخلاص الأحوازي

التقى المركز الاعلامي للثورة الأحوازية الكاتب الصحافي السوري وصديق الثورة الأحوازية الأستاذ أحمد مظهر سعدو، تحدث في هذا الحوار عن وضع سورية المأساوي بعد سنوات من الثورة وما وصلت إليها الأمور من خراب ودمار في كل أنحاء سورية، على يد المجرم الأسدي وأسياده، ثم أكد أن للعرب والدول الصديقة دور كبير، خاصة في توحيد صف المعارضة السورية. وقال إن بعد رحيل الطاغية بشار الأسد سوف لن يكون لإيران أي دور مستقبلي في هذا البلد العربي العريق، كما أشار إلى أن العلاقات الأحوازية السورية تاريخية، وانتصار أياً من الثورتين، نجاح وانتصار لشقيقتها في تصديها للعدوان الإيراني.

1-كيف تصفون وضع سورية الآن؟

– بعد كل هذه السنوات، من عمر الثورة، التي انطلقت في 18 آذار 2011 تعيش سورية حالة لم يسبق لها مثيل من التدمير، والقتل المنظم، الذي تقوم به آلة البطش والإرهاب، بأدواتها السلطوية والروسية، و أيضاً الفارسية والحزب (اللاتية)، بينما (العالم المتحضر) لا يلتفت إلى حجم الدماء والقتل، بل يترك هذا العدوان السافر يفعل فعله المناقض لكل ما يحيط بالقانون الدولي الإنساني، ولكل الأعراف الدولية، فسورية الآن غارقة في دمائها تنظر إلى خلاص من هذا الموت المحدق، بل الواقع عسفاً، وبشكل يومي، فوق رؤوس البلاد والعباد، وهو يقاوم بإمكانيات متواضعة، لكن بإرادة صلبة وعزيمة تقهر الجبال، وإيمان لا يتزعزع، بأحقيته في الكرامة والحرية .

2-هل ستكون هناك نهاية مرضية للشعب العربي السوري بعد كل هذه المعاناة؟

– من يقرأ في السياسة الدولية وما آلت إليه حِراكات الدول الكبرى، أصدقاء، أو أعداء الشعب السوري، لا يرى بأن آخر النفق قد اقترب من الشعب السوري، فما زال الطريق طويلاً، وما زال الاستهداف متوالياً ومتلاحقاً، باتجاه تفتيت المفتت، والوصول إلى الدولة الفاشلة في سورية، وهم راضون عن نظام يقتل شعبه بالبراميل، وعن عدوان روسي يحرق الأرض، والشجر، والإنسان، وإذا ما حصل واجتمع المجتمعون في جينيف  فلا يبدو أن الأمل معقود – لدى الشعب السوري – على مخرجات جنيف، التي تتحكم بالكثير من مساراتها، دولتين معتديتين كروسيا وإيران.

3-هل هناك استجابة لمطالبكم من قبل المؤسسات الدولية؟

– المؤسسات الدولية تهيمن عليها الدول صاحبة القرار في مجلس الأمن، وما يسمى ب “المجتمع الدولي” وهو كذبة كبرى لا وجود لها، وهي لعبة مصالح بكل تأكيد، وكلنا يعرف هذا الإهمال المتعمد لشعب يحاصر بقوت يومه، ولقمة عيشه، وما جرى مؤخراً في سورية، يضع العالم قاطبة والإنسانية جمعاء، على محك امحاء الضمير، وعوز القيم والأخلاق، وانفلات الأسس الإنسانية التي بني عليها الضمير العالمي، من كل عقال، هم يتركون الشعب السوري يحاصر ويجوع، وترمى عليه الغازات، والكيماوي قبل ذلك، كما حصل في خان شيخون والمعضمية وزملكا، وفي الغوطة الشرقية قبلاً .. المؤسسات الدولية مرتبطة بشكل مباشر، أو غير مباشر، بالسياسات الدولية الغارقة في مصالحها البراغماتية، والتي لم يعد يهمها ما يجري لملايين الشعب السوري، المهجرين داخلاً وخارجاً، والمتلقين لبراميل الحقد الأسدي، وصواريخ الطاغوت البوتيني، ومخلفات المشروع الفارسي البغيض.

4-ماهي المواقف العربية من القضية السورية؟

– مما لا شك فيه أن مواقف الجامعة العربية من القضية السورية كانت أكثر تماسكاً بادئ ذي بدء، لكنها هذه الأيام متبعثرة متناثرة، غير ممسكة بتلابيب الحل الممكن والمتاح للقضية السورية، بل إنها في كثير من الأحيان تترك أبوابها مواربة، عندما تكون القضية السورية على المحك، لكن مواقف بعض دول الخليج، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية تحاول الإمساك ما أمكن بناصية الحل، وتوحيد صفوف المعارضة السورية عبر تكوين هيئة عليا وموحدة، تكون مخولة للقيام بمفاوضات مع الإجرام وعصابته في جنيف.

5-ما حجم التورط الإيراني في سورية؟

– الإيرانيون ومشروعهم الصفوي، ومنذ زمن طويل هم متواجدون على الأرض في العديد من مفاصل الواقع السوري، لكنهم في الآونة الأخيرة شدوا الرحال بشكل أكبر وأوسع، عندما شاهدوا أن نظامهم وربيبهم الأسدي بدأ يترنح، فاستنفروا كل مليشيات الحقد الطائفي من ( الحرس الثوري الإيراني) وميليشيا حزب الللات، والفاطميون، وميليشيا أبو الفضل العباس، وكل مرتزقة نظام الملالي في إيران، أتوا ليمنعوا انفراط عقد السلطة الفاجرة في دمشق، فهم بمشروعهم الفارسي متواجدون عسكرياً على الأرض السورية، وما يشهد على ذلك هو أعداد التوابيت التي يحَملها لهم شعبنا السوري في حلب وحماة وادلب، وكل أنحاء سورية .

6-كيف ترون مستقبل إيران في سورية بعد إسقاط الطاغية بشار الأسد إن شاء الله؟

– في اللحظة التي يحمل فيها الطاغية عصاه ويرحل عن سورية، لن يكون لإيران أي مستقبل لا اقتصادي ولا عسكري ولا سياسي في الجغرافيا السورية. سيخرجون بإذن الله يحملون خيبتهم وخسارتهم، في بلاد الشام، إلى غير رجعة، ولن يكون لهم أي مستقبل، وأي وجود على أرض العرب إن شاء الله.

7-ما هو العمل المشترك بينكم وبين الأحوازيين؟

– العلاقة التي تربط الشعب السوري بالشعب العربي الأحوازي علاقة تاريخية عروبية قديمة، فالشعب السوري يرى في انتصار الثورة الأحوازية انتصارًا له، كما يرى في انتصار الثورة السورية نصراً مؤزراً على المشروع الفارسي، يخدم أهلنا في الأحواز، ويفرح قلوبهم إن شاء الله، فالشارع السوري ومنذ زمن طويل يتعاطف مع شعب الأحواز، ويرى فيه رأس حربة على البوابة الشرقية، في مواجهة نظام الملالي الفارسي الصفوي. وقد عملنا كشباب ومثقفين ومنذ عشرات السنوات على إقامة لجنة عربية في دمشق لنصرة شعب الأحواز العربي منذ عشرين سنة خلت، وما زلنا نرى بأن النصر واحد، إن شاء الله، وليس ذلك على الله بعزيز. نحن أمة واحدة، تاريخنا واحد، وواقعنا واحد، ومستقبلنا أيضاً.

8-كيف استطاعت الدولة الفارسية إيران التوغل في المنطقة العربية؟

– بعد انتصار ما سمي ثورة الشعوب في إيران، ومن ثم هيمنة التيار الفارسي المتشدد، على زمام الأمور في الدولة الفارسية، راحت هذه الدولة، وبالتعاون والتحالف مع بعض الأنظمة العربية، ومنها نظام المقبور حافظ الأسد في حينها، وبغفلة الكثير من دول الخليج والدول العربية، أن تعمل على ما يسمى “تصدير الثورة” حيث اشتغلت على ذلك لفترة طويلة، وبضخ للأموال كبير جداً، خاصة في لبنان وسورية والعراق وفلسطين، وبعض دول الخليج، حيث تمكنت من شراء الذمم، وأنشأت مليشيات لهذا الأمر، وعملت على بث الروح الطائفية، ونفذت كل ما تستطيع تحت رايات مواجهة المشروع الصهيوني، وتحت مسميات الممانعة والمقاومة، لكن الثورة السورية كانت كاشفة فاضحة لكل هؤلاء “الممانعين” فعرف الشارع العربي حجم التآمر عليه، وشكل التغلغل والتوغل الفارسي الصفوي الطائفي في جدار المجتمعات العربية، وأن ضخ الأموال لم يكن من أجل عيون العرب، أو المسلمين، بل كانت أدوات قامت بفضحها ثورتنا السورية .

9-كيف تجدون أهمية تحرير الأحواز من الاحتلال الإيراني؟

– الأحواز العربية المحتلة من قبل دولة الملالي الفارسية هي الضفة الأخرى للخليج العربي، والجناح الثاني للصقر الخليجي العربي، الذي لا يمكن له أن يطير إلا بجناحيه، وما دامت الأحواز محتلة، سيبقى الصقر العربي مهيض الجناح، إن تحرير الأحواز اليوم من الأهمية بمكان، بحيث أن على دول الخليج العربي أن تتحمل مسؤولياتها تجاهه، وتدرك ولو متأخرة، أن عودة الأحواز إلى أهلها العرب، هو انتصار لكل دول الخليج قاطبة، بل العرب كل العرب، وهو دحر للمشروع الفارسي الخطير، الذي يحاول أن يطاول المنطقة برمتها، وما يجري في سورية اليوم، وما جرى من اعتداء على غير بقعة عربية يدلل على ذلك .

10-هل الإعلام يؤدي دوره في فضح إجرام الدولة الإيرانية والطاغية بشار الأسد؟

– لا أبداً فالإعلام العربي لم يؤد دوره على الشكل الأمثل، وما زال مقصراً في فضح إجرام الدولة الإيرانية، وربيبها الطاغية، وهو – لو أراد – يستطيع أن يفعل الكثير، فبدلاً من ضخ الأموال باتجاه برامج (التوك شو) كان الأفضل أن يقف إلى جانب شعب الأحواز، والى جانب الشعب السوري واليمني واللبناني والعراقي في مواجهة هذا الاستهداف العدواني الإيراني، الذي يطال كل شيء فيقتل شعبنا ويحرق أرضنا، وينهب خيرات نفطنا في الأحواز وسواها، ويحقق مشروعه بشكل من الأشكال. إذاً ما زال الإعلام مقصراً ونأمل منه أن يتلافى ذلك، لأن الخطر كبير، والاستهداف أكبر، والمشروع العدواني الاحتلالي الفارسي، لا يستثني أحداً فالكل في الخطر سواء، والمستقبل محفوف بالأخطار الفارسية إذا لم ينتبه العرب والاعلام العربي ومن يمول هذا الاعلام من دول عربية عليها أن تعي حجم الخطر الفارسي على الجميع.

 

المصدر: موقع (المركز الاعلامي للثورة الأحوازية)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى