في الوقت الذي باشرت فيه دول عربية ومجاورة لسوريا بتوزيع اللقاح أو تحديد موعد توزيعه، لايزال المشهد مبهماً حول موعد وصول اللقاح إلى سوريا إن كان إلى مناطق سيطرة النظام أو تلك التابعة للمعارضة السورية.
فدمشق تأمل أن تحصل على اللقاح الروسي “سبوتنيك7” مجاناً وفقاً لتصريحات أخيرة لوزير خارجية النظام فيصل المقداد الذي أعلن أن حكومته تتحاور مع موسكو من أجل توريد هذا اللقاح، مشيراً في حديث لوكالة “سبوتنيك” الروسية، إلى أن “الشعب السوري يثق باللقاحات الروسية أكثر من لقاح فايزر الأميركي”، معرباً في الوقت نفسه أن تحصل حكومته عليه مجاناً.
وتوقعت تقارير دولية وصول اللقاح إلى سوريا أواخر 2021، وسيتم منح سوريا اللقاح عبر منصة “كوفاكس” التي وضعتها “الصحة العالمية”، والتي تضم قائمة الدول من فئة البلدان المنخفضة الدخل وعددها 92 دولة لتوزيع اللقاح عليها.
وقالت المديرة الإقليمية للإعلام في اليونسيف- مكتب الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من الأردن جولييت توما ل”المدن”، إن اليونسيف تعمل مع منظمة الصحة العالمية وبالتعاون مع منصة كوفاكس والبنك الدولي على توفير اللقاحات للدول التي لا تستطيع توفيرها لسكانها ومن بينها سوريا عبر منصة كوفاكس.
وأضافت أنه “حتى هذه اللحظة لا يوجد موعد محدد لتوزيع اللقاح في سوريا، إذ أن كوفاكس تعاني من شح التمويل ومع ذلك تعمل جاهدة على توفير اللقاحات”، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن منظمة الصحة العالمية وافقت على لقاح واحد وهو لقاح “فايزر” الأميركي بانتظار موافقتها على اللقاحات الأخرى لتبيان ما هو اللقاح الذي سوف يتم توفيره لسوريا.
ومع تدهور الوضع الصحي في مناطق سيطرة النظام وفقاً لتقارير منظمات دولية وسط قفزة في نسب الإصابة بفيروس كورونا، تشهد الساحة الداخلية جدلاً حول اللقاح. وقال مصدر محلي ل”المدن”: “هناك تخبط في تصريحات المسؤولين عن القطاع الصحي بدمشق حول اللقاح، يبدو أن القرار سيكون سياسياً بالدرجة الأولى كونه تم استبعاد اللقاح الأميركي”.
وكانت حكومة النظام أقرت في جلستها الثلاثاء، “استجرار” لقاح ضد فايروس كورونا دون ذكر أي توضيح عن مصدره وكمياته وموعد وصوله.
أما عن الوضع في المناطق المحررة، فقال مدير البرامج الصحية في وزارة الصحة التابعة للحكومة السورية المؤقتة رامي كلزي ل”المدن”، إنه لا يوجد أفق واضح لموعد وصول اللقاح إلى المناطق المحررة “إلا أن هناك وعوداً أن يصلنا مع أواخر هذا الربيع للمناطق المحررة في إدلب وحلب”.
اضاف أن الدفعة الأولى ستغطي 20 في المئة من سكان تلك المناطق وستكون الأولوية لضعيفي المناعة، أصحاب الأمراض المزمنة، الكبار في السن والكادر الطبي والصحي وفق البروتوكولات العالمية المحددة في آلية توزيع اللقاح.
وقال كلزي إن التفاوض يجري مع الدول الداعمة لتوزيع اللقاح بوساطة منظمة الصحة العالمية، مشيراً إلى أن القائم بهذه العملية هو “فريق اللقاح السوري” بالتعاون مع وزارة الصحة في الحكومة المؤقتة.
المصدر: المدن