شهد مخيم الهول، منذ مطلع العام الحالي 2021، أكبر حصيلة اغتيالات في تاريخه الممتد من نيسان 2016 الذي شهد إعادة تأهيله حتى هذا اليوم. وكثرت التساؤلات حول منفذي الاغتيالات ودوافعها وأهدافها، وحول آلية وصول الأسلحة إلى داخل المخيم.
مصدر أمني من داخل المخيم صرّح لموقع تلفزيون سوريا، أنه “رغم التشديد الأمني المطبق على مخيم الهول، في جميع الأقسام وعند البوابات، إلا أننا لم نستطع إيقاف عمليات الاغتيال التي وصلت إلى 14 عملية حتى اللحظة منذ بداية هذه السنة”.
ويضيف المصدر أن “جميع من تم اغتيالهم هم من المدنيين، بينهم 5 سيدات، دون أن تتبنى العملية أي جهة. لكن وبحسب التحقيقات الأولية يتضح تورط مسؤولين في وحدات حماية الشعب، كونها الجهة الوحيدة القادرة على دخول المخيم والخروج منه دون إيقافهم من أحد”.
ولفت إلى أن “مسدسات أميركية الصنع تم إدخالها، مع كواتم صوت، من قبل مهربين مدعومين من مسؤولين في وحدات الحماية، حيث تم القبض على مروجين لهذه الأسلحة، وهي من نوع (جلوك) و(بريتا)”.
وكشف المصدر أن “قيمة المسدس الواحد تصل لنحو 6 آلاف دولار”، مضيفاً أنه “في شهر تشرين الثاني الماضي، وبعد تحريات وتحقيقات، تبيّن تورط مسؤولين في إدخال أسلحة، إلا أن الملف تم إغلاقه بعد أن ألغي التحقيق وأُفرج عن المتورطين”.
وأشار إلى أن وجود من يروج لـ “عمالة الاشخاص الذين قتلوا في المخيم” مؤكداً أنهم “مجرد مدنيين وبينهم موظفون في منظمات إنسانية، ينحدر جميعهم من العراق وسوريا ويقيمون تحديدًا في القسم الرابع والخامس والثالث”.
من جانب آخر، قال مصدر من بين المقيمين القدامى في المخيم: إن “قسد تتهم داعش بالوقوف خلف الاغتيالات، ونحن متأكدون أن قسد هي من تدخل السلاح والكواتم إلى المخيم. الاغتيالات ليست من صنيع داعش التي تتبنى عملياتها عادةً دون خجل أو خوف، وجميع أهالي المخيم يعلمون ذلك”.
وتابع: “الرابح الأبرز في هذه الاغتيالات هي قسد، التي تحاول إقناع العالم أنها الضحية، وفي الوقت نفسه المحارب الأبرز للإرهاب. فتبرر بذلك الاعتقالات التعسفية بحق المدنيين وعناصر داعش داخل المخيم، ولتطلب من المجتمع الدولي دعم قوات سوريا الديمقراطية بذريعة أنها تسيطر على أخطر مخيم في العالم، ولا سيما مع اقتراب تولي جو بايدن الحكم في أميركا”.
وكانت الإدارة الذاتية قد اتفقت مع قسد، في الـ 5 من شهر تشرين الفائت، على تفريغ مخيم الهول من النازحين السوريين والإبقاء على الأجانب فقط.
ويضمّ المخيم (40 كم جنوب شرقي مدينة الحسكة) أكبر عدد من نساء وأطفال عناصر تنظيم الدولة الذي يصل لنحو 11 ألف شخص، ووفقاً لإدارة المخيم، يصل مجموع قاطنيه إلى أكثر من 65 ألف شخص، موزعين في 13 ألف خيمة، بينهم أكثر من 40 ألف طفل، كما أنّ قاطنيه يعانون ظروفاً إنسانية صعبة.
المصدر: موقع تلفزيون سوريا