لم يمر شهر خلال عام 2020 إلا وشهدت مدينة الباب فيه تفجيرات وعمليات اغتيال بحق مدنيين وعسكريين، إلا أن تطورات الأيام الأخيرة باستهداف صحفيين اثنين، أكدت أن المدينة التي تحوي ألفي عنصر شرطة، لا تعيش حالة فلتان أمني وإنما حالة انعدام أمني.
رصد موقع تلفزيون سوريا 43 عملية تفجير عبوات ناسفة في أسواق وأحياء مدينة الباب خلال العام المنصرم 2020، بينها 7 عمليات ومحاولات اغتيال، كان آخرها بحق مراسل تلفزيون سوريا بهاء الحلبي.
وكان الناشط الثوري وأحد وجهاء مدينة الباب الأستاذ ناجح تمرو، أول ضحايا الاغتيالات في مدينة الباب عام 2020 في الخامس من كانون الثاني.
وشهد شهر شباط 3 عمليات تفجير بدراجة ملغمة وعبوتين ناسفتين مزروعتين في سيارتين وسط المدينة، في آذار انفجرت عبوة ناسفة مزروعة في سيارة، وقُتل المحامي “محمد سعيد الراغب” رئيس مكتب وكالات فرع حلب لنقابة المحامين الأحرار في مدينة الباب، أيضاً باستهداف سيارته بعبوة ناسفة، في حين نجا الملازم أول في الشرطة “أبو بشار تمرو ” من محاولة اغتيال وأصيب برصاصة في ساقه
في نيسان انفجرت 4 عبوات ناسفة واندلع حريق كبير في محطات تصفية الوقود في ترحين المجاورة للمدينة، وعُثر على جثة رجل مسن مجهول الهوية وسط المدينة. وفي أيار قُتل مدني بانفجار عبوة ناسفة، وقُتلت طفلة وجرح أكثر من 15 شخصاً بانفجار عبوة ناسفة أخرى، كما قُتل وحرج 7 مدنيين باشتباكات بين فرقة الحمزة والجبهة الشامية وسط المدينة، وقُتل حسين الشهابي الذي يعمل في الصرافة بانفجار عبوة ناسفة وانفجرت 3 عبوات ناسفة أخرى ما أدى إلى إصابة عدد من المدنيين.
في حزيران اغتال مجهولون الملازم في قوات الشرطة صالح عقيل والعنصر في الشرطة العسكرية يوسف عبيد بإطلاق الرصاص عليهما مباشرة ما تسبب بوفاتهما على الفور، وقُتل نازح من البوكمال برصاص طائش خلال مشاجرة كما قُتل مدني وجرح آخر إثر اشتباكات بين عائلتين من بلدة السفيرة في بلدة ترحين، ووقع انفجار في مشفى الفارابي وانفجرت عبوة ناسفة وسط سوق المازوت في مدينة الباب، واستهدف مجهولون مدنياً بقنبلة يدوية.
وتبنت غرفة عمليات “غضب الزيتون التي شكّلتها “وحدات حماية الشعب – YPG” ردّاً على عملية “غصن الزيتون” في عفرين، عملية اغتيال 3 عناصر من الجيش الوطني في قرية نعمان شمالي مدينة الباب.
واغتال مجهولون في حزيران، أحمد طالب، نقيب المكاتب العقارية في الباب، وتبنى تنظيم الدولة عملية الاغتيال.
في تموز جرح مدنيون بانفجار سيارة ملغمة قرب سوق لبيع المحروقات في مدينة الباب، وتعرض نقيب الصيادلة في مدينة الباب الدكتور “أحمد الحامد” لمحاولة اغتيال نجا منها لكنه أصيب وأفراد عائلته بجروح.
في آب عُثر على جثة امرأة مخبأة داخل برميل بالقرب من مدينة الباب، وتبنى تنظيم الدولة مقتل الملازم أول في الشرطة عبد الله الشيخاني بانفجار عبوة مزروعة في سيارته.
وتعرض الناشط الإغاثي عمر الجبلي لمحاولة اغتيال بالقرب من منزله في المدينة، وأصيب على إثرها بـ 4 طلقات نقل على إثرها الى المستشفى. كما نجا الشاب محمد أحمد الحاج كريم من محاولة ذبحه من قبل شخصين بالقرب من “استراحة علولو”، في حين قُتل خالد المصطفى، رئيس المجلس المحلي لقرية تل عار، برصاص مجهولين يستقلون دراجة نارية.
وفي تشرين الأول قُتل 3 من عناصر الشرطة والأمن العام الوطني في مدينة الباب بانفجار سيارة ملغمة مركونة على أحد حواجز المدينة، وتبنى تنظيم الدولة العملية لاحقاً. وقُتل عنصر في الجيش الوطني بانفجار عبوة ناسفة بالقرب من قرية مزرعة المطر، كما قُتل مدني بطريقة مماثلة بالقرب من قرية الدغلباش، وأصيب رجل وطفل بانفجار عبوة ناسفة في إحدى السيارات وسط مدينة الباب.
وشهدت مدينة الباب في السادس من تشرين الأول مجزرة مروعة بانفجار سيارة ملغمة وسط المدينة، راح ضحيتها 19 شخصاً وجرح أكثر من 80 آخرين.
وفي تشرين الثاني قضى شرطي وأصيب اثنان آخران أثناء تفكيك عبوة ناسفة، وتبنى تنظيم الدولة اغتيال الملازم حسين الجبلي من مرتبات الشرطة وقوى الأمن الداخلي وسط مدينة الباب.
وقُتل 5 أشخاص بينهم رئيس مخفر شرطة بزاعة الملازم “فراس شمس الدين” بانفجار سيارة ملغمة في مدينة الباب
وفي نهاية العام 2020 اغتال مجهولون في وضح النهار، الإعلامي حسين خطاب، بإطلاق الرصاص عليه مباشرة.
نجاحات محدودة
في الثالث من كانون الأول، فشلت قوات الشرطة والأمن العام الوطني في مدينة الباب، في اعتقال خلية لتنظيم الدولة، ووقعت دورية الشرطة بحسب بيان لها على صفحتها في فيسبوك بكمين داخل قرية اليتيم قرب مدينة بزاعة.
وفي الـ 22 من أيلول ألقت قوات الشرطة والأمن العام القبض على امرأة وزوجها وعرضت في تسجيل مصور اعترافات لهما بضلوعهما في تفجيرات وقعت في مدينة الباب بالتعاون مع وحدات حماية الشعب.
لماذا مدينة الباب؟
كانت المدينة قبل عملية درع الفرات، المعقل الأبرز لتنظيم الدولة، وعاش فيها مئات عناصر التنظيم لمدة 3 سنوات، تزوجوا خلالها من عائلات المدينة وشكلوا علاقات جيدة مع أشخاص موالين للتنظيم.
ولذلك اختارت خلايا التنظيم مدينة الباب لإعادة نشاطها الذي ازداد منذ عام 2019 عندما وصل مئات القيادات الأمنية والعناصر إلى منطقة سيطرة الجيش الوطني بعد سيطرة قوات سوريا الديمقراطية “قسد” على آخر معاقل التنظيم شرقي سوريا.
وفي الـ 20 من حزيران، قتلت طائرة أميركية مسيرة القيادي الأمني في تنظيم الدولة المدعو “فايز العكال” المنحدر من ريف تل أبيض شمالي الرقة، وبيّن ناشطون حينها أن القتيل كان طوال الوقت يجوب جميع مناطق سيطرة الفصائل حاملاً بطاقة تعريفية باسم “أحمد حسين الدرويش” صادرة مِن المجلس المحلي في بلدة أخترين شمالي حلب ولم يكن أحد يعرفه.
وكذلك تقع مدينة الباب على خطي جبهة، واحد مع قوات النظام وآخر مع وحدات حماية الشعب في منطقة منبج، ولا يخرق هدوء هذين الخطين إلا أصوات الشاحنات التي تمر من معابر التهريب، والتي كانت هذه المعابر السبب الأبرز لكثير من الاقتتالات الفصائلية.
وهذه المعابر غير المنضبطة بالتفتيش تتيح للنظام أو وحدات الحماية على حد سواء، إدخال كل ما تحتاجه خلاياهما في المنطقة لصناعة العبوات الناسفة أو إمدادهم بالمال والسلاح والذخائر المتنوعة.
وكذلك تعمل وحدات الحماية بحجة التفتيش، على تفخيخ الشاحنات أثناء مرورها من منبج وقبل دخولها لمدينة الباب أو حتى مدينة جرابلس، ولا يعلم السائق أن سيارته تم تفخيخها، لتقوم خلية الوحدات داخل المدينة بتفجير الشاحنة، كما حصل في مجزرة السادس من تشرين الأول.
المصدر: موقع تلفزيون سوريا