عادت الفوضى الأمنية الى إدلب ومناطق غربي حلب الخاضعة لسيطرة هيئة تحرير الشام بعد فترة من الاستقرار الأمني النسبي الذي عاشته المنطقة. ويرجع السبب في عودة الاغتيالات والتفجيرات إلى زيادة في أنشطة خلايا تنظيم “داعش”، وتمكن عناصرها من التحرك برغم القبضة الأمنية التي تفرضها الجبهة وشرطتها.
وتعرض وزير الأوقاف في “حكومة الإنقاذ” التابعة لتحرير الشام إبراهيم شاشو إلى محاولة اغتيال بعد خروجه من صلاة الفجر في إدلب. وقالت مواقع إعلامية تابعة للهيئة، إن “ملثمين أطلقوا الرصاص بشكل مباشر على شاشو الذي أصيب في منطقة الرأس بإصابة خطيرة نقل على إثرها الى المشفى في تركيا”.
وليل الأحد/الاثنين، تعرضت عربة عسكرية تركية لاستهداف مباشر بقذيفة “RBG” نفذه مجهولون أثناء مرورها من مفرق كفريا على طريق باب الهوى شمالي ادلب، ولم ترد أي معلومات عن وقوع خسائر بشرية أو مادية بالاستهداف. ونفذت الفصائل في “الجبهة الوطنية للتحرير” عملية أمنية محدودة في محيط منطقة الاستهداف.
وتكررت الحوادث الأمنية (محاولات الاختطاف والاغتيالات والتفجيرات بعبوات ناسفة) خلال الأيام القليلة الماضية في إدلب. وتتحاشى تحرير الشام الحديث عن عودة الفوضى الأمنية في ادلب لأنها لا تخدم دعايتها وترويجها للنجاح الأمني المفترض، والذي حققه جهازها الأمني، وجهاز الشرطة التابع للإنقاذ.
وتدعي الجبهة بأنها قضت بشكل شبه كامل على نشاط داعش في إدلب بعد أن اعتقلت العدد الأكبر من العناصر والقيادات النشطة خلال النصف الثاني من العام 2020، وذلك خلال عمليات الدهم والاعتقال التي نفذتها في مناطق تتركز فيها أنشطة عناصر التنظيم، بينما يشير الواقع الميداني إلى أن الاختراق الأمني لا يزال موجوداً بعكس ما تروج له الدعاية المفترضة.
وفي آخر التطورات الميدانية في جبهات إدلب، ومنطقة العمليات الجنوبية (جنوب إم-4)، استطلع رتل عسكري تركي منطقة قسطون في سهل الغاب الشمالي. وفي الغالب سيقوم الجيش التركي بإنشاء نقطة عسكرية في أطراف البلدة القريبة من خطوط التماس مع قوات النظام والمليشيات الموالية لها، وذلك بعد أن أنهى عمليات إعادة انتشاره في جبل الزاوية المقابل للطرق إم-4 في الجزء الشرقي.
وتزامنت التحركات الاستطلاعية للجيش التركي جنوبي إدلب مع قصف بري نفذته قوات النظام استهدف قرى الفطيرة وكنصفرة وعدداً آخر من القرى والبلدات في منطقة جبل الزاوية.
المصدر: المدن