ما حصل بالأمس من إشكال شخصي مبني أساسًا على خلاف مادي تطور من فعل وتوتر الى ردات فعل دفع اثمانها الباهظة الابرياء من النازحين السوريين الذين تشردوا وأطفالهم وأعراضهم الى نخوة وشهامة اهالي الشمال الذين فتحوا منازلهم للمهجرين “مرتين” ، الاولى هربا من الظروف القاسية في بلادهم، والثانية من “ارتفاع ضغط” أدى لهروبهم. المشكلة مع بعض الشباب اللبنانيين من منطقة المنية المعروفة بحسن ضيافتها وشهامتها وبين بعض السوريين وبسبب خلافات مالية في العمل وغيره وتلاسن وتضارب وإحراق مخيم تحت سقفه المبلل الممزق امرأة حرة وطفل بريء وهجوم على مُقعد وقهر داكن مظلم قاهر عشية أعياد ومناسبات كأنهم يستعيرون قصيدة المتنبي الهارب من ظلم “كافور الاخشيدي” بداليته مشهورة ” : “عيد بأية حال عدت يا عيد، بما مضى ام لأمر فيك تجديد ،
امّا الأحبة فالبيداء دونهم، فليت دونك بيداً دونها بيد”…
وقد استنكرت معظم الهيئات السياسية والاجتماعية فظاظة الحدث وبعده عن الطبقية والمناطقية ولكن…
تبقى كلمة للقاصي والداني ان الخلاف مع النظام وليس مع الشعب السوري الشقيق ابن بلاد الشام قلب العروبة النابض، وان النظام مجرد “توقيت زمني” وسوريا تاريخ لتوقيت النضال.
” سوريا” يوسف العظمة، سلطان باشا الاطرش، الشيخ صالح العلي والطيار السوري البطل جول جمال…
سوريا الوحدة، سوريا بلاد الشرفاء والأدباء والشعراء.
…ما حصل في المنية وبحنين مجرد حادثة لا تبنى عليها مواقف سياسية، وعلى المصطادين بالمياه العكرة ستجهض احلام حبهم للفتنة.
..مع سوريا الشعب مع سوريا الأرض مع سوريا البوصلة…
المصدر: الشراع