وصف لإحراق مخيمات للاجئين السوريين في المنية..وفرارهم إلى طرابلس

جرى في المنية ومحيطها إحراق مخيمات للاجئين السورين ليل السبت 26 كانون الأول. والتهمت النيران عدداً كبيراً من الخيم. وذلك بعدما وقع خلاف بين أحد أبناء المنية وبعض العمال السوريين العاملين فيها. وتطور الخلاف وأدى إلى تضارب بالأيدي وإطلاق نار كثيف شارك فيه كثيرون وسقط 3 جرحى.
وأقدمت عائلة أحد شبان المنية إلى الهجوم على مخيم اللاجئين السوريين فأحرقت عدداً من خيمهم في نطاق بلدة بحنين التي تضم عددا كبيراً من مخيمات اللاجئين السوريين. ثم تمددت الحرائق واتسعت.
وحضرت سيارات الدفاع المدني وهي تعمل على إخماد الحريق، فيما تدخلت قوة من الجيش وقوى الأمن لضبط الوضع. وتصاعد الحريق بكثافة في المخيمات ومحيطها، كما تظهر الفيديوهات المتداولة.
وتجلت مأساة اللاجئين السوريين برد الفعل العنصري القاسي ضدهم من بعض الأهالي. وتفيد معلومات “المدن” أن عائلات من عكار عرضت منازلها ومدارس البلدة لإيواء اللاجئين الذين التهمت النيران خيمهم. وقد فرّ عشرات اللاجئين إلى طرابلس وبعضهم ما زال يختبئ في البساتين. كما تفيد بعض المعلومات أن قارورات غاز انفجرت في المخيم والبلدة نتيجة الحريق، وهناك من أصيبوا بحروق في أجسادهم.
وتسود حال من الخوف والرعب في المنية في ظل تمدد الحريق من المخيمات. وحضرت وحدات كبيرة من القوى الأمنية والجيش. وتواصلت “المدن” مع رئيس بلدية بحنين مصطفى وهبة فذكر عدم توفره على رواية واضحة لما حدث، فيما تتصاعد المخاوف من تسجيل إصابات كبيرة جراء الحريق.
وصف حي للحريق: محمد الدهيبي
ووصف محمد الدهيبي على صفحته في فيسبوك – وهو من المنية – ما جرى، وننقله هنا بأسلوبه الشفوي، مع تعديلات طفيفة:
صار المشكل بمخيم رقم ٩ بمنطقة بحنين. تحاصرت الناس (اللاجئين السوريين) عالبوابة الرئيسية للمخيم. (إللي قامو بالحصار) مجموعة مسلحين، وحاصرو البوابة الخلفية (للمخيم) كمان. وقطعو شرطان الكهربا عن المخيم وتحول كل شي لظلام.
صرخ شخص وقلن: احرقو الخيم. فجأة بلشت تهب النار. حاولت الناس (سكان الخيم) تهرب ما قدرت. بلش الرصاص بالهوا. تفجرت جرات الغاز. نرعبت العالم.
صارو يزتو ولادن والأطفال من فوق سور الخفان إللي بالمخيم، بالوقت لي بلشت تشتعل الخيم.
وهربت الناس بالبساتين والنساء والأطفال تشردوا وضاعوا عن الرجال. ركضوا حفيانين بالبساتين وبالوحل وما معن أي شي، ولا حتى لابسين شي باجريهن. درنا وبرمنا (زرنا) على كتير مخيمات. قصص الأمهات كتير بتحزن. في أطفال ما عندن حليب ولا حفاضات. الكبار بالعمر تركو الأدوية (الضروري يتناولوها دايماً) وهربو. الناس لجأت على خيم تانية. خيم كتير وضعها تعبان. مافي حصر وبسط يقعدو عليها ولا بطانيات ولا حرامات ولا مخدات ولا تياب ولا تياب داخلية ولا أكل ولا دوا.
في بس عنصرية وحشية، وفي دولة ما بينت لبعد ساعة من إطلاق الرصاص إللي وصل عنص دين الأوتوستراد بعد ما احترق المخيم.

المصدر: المدن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى