عقد مجلس القبائل والعشائر السورية الإثنين مؤتمره السنوي بمقره الرئيسي في بلدة سجو بريف مدينة اعزاز شمالي حلب، بحضور ما يزيد على ألفي شخصية، ممثلة عن العشائر في جميع المناطق السورية، والمجالس المحلية والحكومة السورية المؤقتة والجيش الوطني السوري.
وكان من بين الحضور رئيس الحكومة السورية المؤقتة عبد الرحمن مصطفى ووزير الدفاع في الحكومة المؤقتة اللواء سليم إدريس، ورئيس المجلس الوطني السوري جورج صبرة عبر الإنترنت، في حين تغيّب رئيس الائتلاف الوطني السوري الدكتور نصر الحريري أو من ينوب عنه، بسبب رفض عدد من العشائر حضوره للمؤتمر.
اُستهل المؤتمر بإلقاء عدد من الحضور لكلمات تطرقوا من خلالها إلى الأوضاع في محافظة إدلب، ومنطقة شرق الفرات، ومحافظة درعا جنوب البلاد، كما أعربوا عن دعمهم الكامل للمعركة المزمع إطلاقها من قِبل الجيشين الوطني السوري والتركي ضد قوات سوريا الديمقراطية في مدينة عين عيسى بريف الرقة الشمالي.
ودعا رئيس الحكومة المؤقتة خلال كلمته المجمع الدولي للعمل على تطبيق الحل السياسي في سوريا وفق بيان جنيف وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، وتقديم الجناة إلى العدالة “لينالوا عقابهم لقاء من اقترفته أيديهم من جرائم بحق الشعب السوري”.
وأشار إلى أن مجلس القبائل والعشائر سيقطع الطريق على نظام الأسد وقسد لكسب ورقة العشائر أو المتاجرة بها، كما أكد أن الحكومة تتطلع إلى تعزيز الدور الاجتماعي لمجلس القبائل “كي يبقى ركيزة أساسية لتحقيق السلم الأهلي والوفاق المجتمعي، والتصدي لجميع المحاولات الرامية إلى خلق النزاعات وتهديد الأمن والاستقرار”.
وأضاف “إن وجهاء وأبناء القبائل والعشائر السورية الأحرار، ومن خلال مواقفهم المشرفة مع الشعب السوري، قادرون بكل ثقة على المساهمة في توحيد جميع أطياف المجتمع السوري، والعمل على نبذ جميع أشكال التفرقة والعنصرية وتحقيق التماسك في النسيج المجتمعي وبث روح المحبة والتسامح، وبالتالي تكوين الهوية الوطنية الجامعة لكل السوريين”.
بدوره قال وزير الدفاع في الحكومة المؤقتة اللواء سليم إدريس إن الجيش الوطني السوري يواصل استعداداته وتدريباته، بانتظار الفرصة المناسبة ليحرر كامل التراب السوري من “قوى الاستبداد والميليشيات الإرهابية الانفصالية”. وذكر أن الحقوق لا تؤخذ بالأماني، إنما تؤخذ بالقوة والسلاح والإرادة الصلبة.
وندد جورج صبرة رئيس المجلس الوطني السوري خلال كلمته التي ألقاها عبر الإنترنت بتعاطي الأمم المتحدة والمجتمع الدولي مع الملف السوري، إذ اعتبر أن العملية السياسية موقوفة ومحتجزة طي القرارات الأممية.
وأفاد بأن روسيا انفردت في إجراء التجارب الفاشلة الرامية إلى إعادة تأهيل النظام، بدءاً من أستانا وسوتشي إلى اللجنة الدستورية ومؤتمر اللاجئين وخديعة الانتخابات.
وقال صبرة “لقد آن أوان الحكمة والتعقل والاستفادة من الدروس، ونبذ كل أشكال التصعب والتطرف وأجندات الآخرين دولاً كانت أو منظمات، بهدف إنقاذ البلاد من المخاطر المحدقة، وتحقيق أهداف الثورة السورية”.
ملفات إدلب وشرق الفرات والوجود الإيراني حاضرة
نصب القائمون على المؤتمر عدداً من اللافتات الداعمة للجيش الوطني السوري، وللحراك الثوري في محافظة درعا، في حين ندد بعضها بالوجود الإيراني، وبالمجازر التي ارتكبتها وترتكبها روسيا في محافظة إدلب.
ومن بعض العبارات المخطوطة على اللافتات “ارحل.. ولترحل معك مرتزقة قمّ وإرهاب قنديل”، و “إلى شيوخ القبائل والعشائر السورية وأبنائها: يجب عليكم الانشقاق عن نظام الأسد والتنظيمات الإرهابية والانحياز إلى ثورة الشعب السوري”، و “لن نسمح بتمرير المشاريع الانفصالية وتقسيم وطننا”.
رئيس الحكومة السورية عبد الرحمن مصطفى ذكر لموقع تلفزيون سوريا أن ألفي شخصية حضرت المؤتمر، من ضمنها شيوخ عشائر تمثل القبائل في مختلف المناطق السورية، مضيفاً أن الشيوخ ناشدوا الجيش الوطني لتحرير مناطقهم وإعادتهم إليها للعيش بأمن وسلام.
وتطرق “مصطفى” إلى الأوضاع في إدلب، حيث أكد أن التهديدات الروسية ما زالت مستمرة حيال المحافظة، لكنه ذكر في الوقت ذاته أن القواعد العسكرية التركية لا تزال موجودة بالمنطقة لمواجهة أي تهديد، كما أن الجيش الوطني السوري على أتم الجاهزية لصد أي اجتياح متوقع.
وأشار المتحدث باسم مجلس القبائل والعشائر السورية الشيخ مضر الأسعد لموقع تلفزيون سوريا إلى أنهم ركزوا في اجتماعاتهم على تحرير الأرض والإنسان ووحدة سوريا أرضاً وشعباً، وتنفيذ القرارات الدولية وخاصة القرار رقم 2254، وتشكيل هيئة الحكم الانتقالي ذات الصلاحيات الكاملة، وتنفيذ السلال الأربعة، والعمل على تحرير مدينة تل رفعت، ومنطقة شرق الفرات وخاصة منبج وعين عيسى وصولاً إلى القامشلي والدرباسية وعامودا والهول والشدادي وغيرها.
وطالب الأسعد بإيجاد الحل المناسب إزاء ما يعانيه الأهالي في محافظة إدلب، وإعادة المنطقة إلى الجيش الوطني السوري ذي الشرعية والحكومة السورية المؤقتة، كما دعا المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم الكافي لقاطني المخيمات شمالي سوريا، ومخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية، ومخيم الهول بريف الحسكة.
المصدر: موقع تلفزيون سوريا