على مدى فترة من الزمن عُقدت سلسلة لقاءات وحوارات بين ممثلين عن كل من (الكتلة الوطنية الديمقراطية السورية) و(التجمع الوطني السوري للإنقاذ)، يحدوهم الإيمان بضرورة توحيد جهود وطاقات القوى الثورية في الساحة الوطنية لتعزيز وتعميق الوحدة فيما بينهم، وجمع الكلمة في مواجهة النظام الديكتاتوري الدموي، والجيوش والمليشيات التي تحتل وتدنس تراب بلادنا، وتهدد وحدتها الجغرافية والاجتماعية والسياسية.
وقد تخلل جلسات الحوار استعراض تاريخي للأوضاع المعقدة والصعبة التي مرت بها سورية منذ استيلاء حافظ الأسد على السلطة، وغرسه بذور التمييز الطائفي، وممارسته سياسة تقوم على إفساد المجتمع وإرهابه بواسطة أجهزته القمعية التي قتلت وسجنت وهجَّرت مئات الالاف من المواطنين.
وتناول الحوار بصورة مركزة ومكثفة الثورة السورية وتطوراتها منذ انطلقت عام 2011، وأسباب تعثرها. كما تناول الجانبان أهمية عمل كافة القوى على مراجعة تجربة الثورة وتجاوز الأخطاء وعوامل الضعف والقصور في الساحة الوطنية، وتحديد أولويات المرحلة القادمة، وعلى رأسها:
1- مواجهة النظام الطائفي الاستبدادي الفاسد بكل الطرق ، ورفض أي تطبيع أو مصالحة معه على أي مستوى، والتمسك بإسقاطه ، ومحاسبة المسؤولين عن جرائم القتل والاعتقال والتعذيب والإبادة .. إلخ .
2- مواجهة القوى الدولية التي تحتل بلادنا، وتشارك في قتل شعبنا، وحماية النظام المجرم، وفي مقدمتها النظام الإيراني المجرم وروسيا.
3- ضرورة العمل الجاد لتوحيد القوى الوطنية والثورية على برنامج تغيير ديمقراطي، يرفض كل ما له صلة بالانقسامات الطائفية والدينية والعرقية والجهوية والقبلية.
4- التمسك الكامل بوحدة سورية شعباً وأرضاً ودولة، ورفض كل ما يهدد هذه الوحدة، مع الإيمان المطلق بحقوق المواطنة المتساوية للجميع، والاعتزاز بالتنوع الإثني والثقافي للشعب السوري كعنصر قوة وغنى تجب حمايته واحترامه، وليس ذريعة لدعوات التقسيم والتجزئة.
5- تصليب الموقف الوطني الثوري، ومواجهة التيارات والمواقف والسياسات التي تتنكر لتضحيات الشعب السوري، وتسعى إلى حلول وسط من شأنها تكريس سلطة عائلة الأسد ومنحها الشرعية التي أسقطها شعبنا بدماء شهدائه وتضحيات معتقليه وشبابه.
6- مكافحة النعرات والتيارات العنصرية والشعوبية التي تتنكر لتاريخ سوريا العربية وثقافة شعبها، والاعتزاز بهذا التاريخ الذي يجب أن يُشكل منطلقاً لبناء دولة حديثة متقدمة تكفل جميع الحريات التي نصت عليها الشرعة الدولية لحقوق الإنسان، وتضع سورية على طريق التطور العلمي والتقني والحضاري، والمساهمة في نهضة العرب وبناء تجربتهم الحديثة التي تضعهم على مستوى العصر ومنجزاته.
بناء على هذه المبادئ الاساسية اتفق الجانبان على تمتين عناصر وأواصر العمل المشترك وترقيته الى مستوى التحالف المبدئي الثابت بين (الكتلة الوطنية) و(التجمع الوطني السوري للإنقاذ)، ودعوة أية قوى أخرى تشاركهم الالتزام بهذه الوثيقة للانضمام اليها.
403 2 دقائق