يتواصل غياب المساعدات الإنسانية عن نازحي مخيم الركبان بعد أن كانت منظمات دولية تمنحهم بعض المساعدة بين حين وآخر استجابة لمناشداتهم، في حين يتجاهل مكتب الأمم المتحدة الكائن في العاصمة السورية دمشق المخيم تماماً، بالتزامن مع سعي النظام وروسيا إلى تجويع سكانه لإجبارهم على مغادرته كما جرى خلال العامين الماضيين.
وقال الناشط عمر الحمصي لـ”العربي الجديد”: “المواد الغذائية متوفرة حاليا في المخيم بنسب متفاوتة، أما الأدوية فهي شحيحة بسبب تشديد حواجز النظام على عبورها، والمحروقات وحطب التدفئة قليلة، وفي بعض الأحيان نادرة، وأسعارها مرتفعة، وأغلب سكان المخيم ليس لديهم قدرة على الشراء. ليتر المازوت يبلغ سعره 1500 ليرة سورية (0.55 دولار)، وكيلو الحطب سعره 500 ليرة سورية (0.18 دولار)”.
وبين الحمصي أن ما تداولته وسائل إعلام النظام وروسيا عن خروج دفعة جديدة من نازحي المخيم نحو مناطق سيطرة النظام عقب المؤتمر الذي عقده مؤخراً بخصوص اللاجئين “عار عن الصحة تماماً، ولم يسجل خروج أي نازح. الدفعة الأخيرة التي غادرت المخيم كانت قبل ثلاثة أشهر ونصف، والنازحين الذين غادروا حينها ما زالوا محتجزين في منطقة تسمى الواحة بالقرب من حاجز المثلث، وقام الروس والنظام بإعادتهم إلى أول حاجز من جهة منطقة الـ55، وصوروهم على أنهم غادروا المخيم”.
وتصل المواد الغذائية إلى المخيم عبر مهربين بالتنسيق مع ضباط على حواجز النظام، حيث يفرض الضباط إتاوات على المهربين، الأمر الذي يضاعف أسعار المواد الغذائية بالتزامن مع عدم وجود فرص عمل للنازحين المقيمين بالمخيم.
وأوضح النازح ماهر أبو إبراهيم، لـ”العربي الجديد”، أن “الوضع في المخيم على حاله منذ دخول آخر قافلة مساعدات إنسانية، واليوم هناك مخاوف من فصل الشتاء وتبعاته. الحياة شبه متوقفة، والأيام تتوالى كأنها نسخ عن بعضها، ونترقب أن ينظر إلينا أحد، سواء من المنظمات الإنسانية أو الدول. البرد أكثر ما يخيف النازحين حالياً لعدم توفر وسائل التدفئة أو الأغطية، وكافة المواد التي يمكن إحراقها استهلكت خلال الأعوام الماضية”.
وأكد مصدر محلي لـ”العربي الجديد” أنه لم يعد ممكناً تجاهل الوضع الصعب لنحو 12 ألف نازح يقيمون حالياً في المخيم الذي يفتقر لكافة مقومات الحياة، وأضاف أنه “يجب إيجاد حل بفتح معبر إنساني لهم نحو مناطق سيطرة المعارضة، أو أن تعمل الجهات الدولية على توفير الأغذية والاحتياجات الأخرى من ألبسة وأغطية خاصة مع حلول الشتاء”.
وأوصلت الأمم المتحدة آخر قافلة مساعدات إنسانية لنازحي مخيم الركبان في سبتمبر/ أيلول 2019، وأشارت حينها إلى أنها تدعم المغادرة الطوعية للنازحين الذي يجبرون على المغادرة لمناطق سيطرة النظام كونه لا بدائل أخرى أمامهم.
المصدر: العربي الجديد