تتسابق دول العالم لحجز حصص من اللقاحات الخاصة بفيروس كورونا، لكن على ما يبدو أنّ سورية خارج هذا السباق، إذ إنّ خياراتها محدودة. فالنظام يعلّق أنظاره على الحصول على لقاح روسي، أمّا المناطق الخارجة عن سيطرته، فالأمر ما يزال بعيداً عن التداول فيها، بانتظار أن يتمّ اعتماد لقاح من قبل منظمة الصحة العالمية، وأن تدعم جهة أو منظمة حصول هذه المناطق على اللقاح.
حتى هذه اللحظة، لا معلومات رسمية عن اتفاقات بين وزارة الصحة التابعة للنظام والشركات العاملة على إنتاج لقاح خاص بفيروس كورونا، إلّا أنّ تصريحات إعلامية تشير إلى مساعي سورية للحصول على اللقاح التي تعمل روسيا على إنتاجه، كان آخرها منتصف الشهر الماضي، حين تحدّث نائب رئيس مجلس الدوما الروسي، بيوتر تولستوي، خلال لقائه مجموعة من الأطباء السوريين في موسكو، على هامش المحفل الروسي – السوري لتبادل الخبرة الطبية وتعزيز العلاقات المهنية والعلمية، عن استعداد موسكو لمساعدة أقرب حلفائها، ومن ضمنهم سورية، في الحصول على لقاح مضاد لفيروس كورونا.
ولفت تولستوي إلى أنّ بلداناً كثيرة تبدي اهتمامها في الحصول على اللقاح الروسي، لاستخدامه من أجل حماية الناس، موضحاً أنّ “هذه المساعدة ستُقدم إلى أقرب حلفائنا بالدرجة الأولى”، بحسب تقارير إعلامية.
ومن جانبه، أعرب رئيس لجنة العلاقات الدولية في مجلس الدوما الروسي ليونيد سلوتسكي عن ثقته بأنّ زيارة الوفد السوري ومباحثاته في روسيا ستساعد في مكافحة وباء كورونا، مؤكداً أنّ اللقاحين الروسيين؛ الأول والثاني، سيُرسلان إلى سورية، “التي تتمتع بأولوية في الحصول على هذين اللقاحين”، بحسب وصفه.
وكان رئيس النظام السوري، بشار الأسد، قد كشف في مقابلة مع وكالة “سبوتنيك” الروسية، نُشرت بداية الشهر الماضي، عن عزم سورية مناقشة الحصول على اللقاح الروسي عند توفّره في السوق العالمية.
أمّا في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، في شمال سورية، والخاضعة لسيطرة فصائل مسلحة معارضة، مدعومة من تركيا، وفصائل أخرى متشدّدة، فتشرف على الوضع الصحي فيها عدّة مديريات صحة، منها ما هو مستقلّ ومنها من يتبع لوزارة الصحة في الحكومة المؤقتة التابعة للائتلاف الوطني المعارض المدعوم من تركيا، وأخرى تتبع وزارة الصحة التركية، إلّا أنّ القاسم المشترك بينها جميعاً أنها خارج السباق للحصول على اللقاح الخاص بفيروس كورونا.
وقال مدير مديرية الصحة في الساحل، خليل آغا، في حديث لـ “العربي الجديد”، إنّه “لم يتم اعتماد لقاح خاص بفيروس كورونا إلى اليوم، وليس هناك اتفاق أو مباحثات مع أيّ منظمة أو جهة، لحجز لقاحات مزمع إنتاجها”. واعتبر أنّه “في حال اعتماد لقاح سيكون لنا حصّة حينها عن طريق المنظمات”.
من جانبه، أكّد مدير الصحة الأولية في مديرية صحة إدلب، أنس الدغيم، عدم وجود أيّ مباحثات أو اتفاقات مع أي منظمة بما يخص لقاح كورونا، وكذلك قال مسؤول الرقابية الدوائية في مديرية صحة حلب، عبد الله القاسم، لـ”العربي الجديد”، إنّه إلى اليوم لم يتم اتخاذ أي خطوات للحصول على لقاح فيروس كورونا.
يُشار إلى أنّ عدد الإصابات بفيروس كورونا في سورية بلغ 6284 إصابة، تعافى منها 2405 إصابات، في حين بلغ عدد الوفيات 321، وفي حين تشهد سورية حالياً، بحسب تصريحات رسمية، موجة جديدة من الإصابات، استدعت إعادة الإجراءات الوقائية في المستشفيات، والتأكيد على اتباع الإجراءات الوقائية الشخصية، من ارتداء كمامات وعدم المصافحة والتباعد المكاني، للحدّ من انتشار العدوى.
المصدر: العربي الجديد