اعتبر قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد) مظلوم عبدي، أن دخول جو بايدن البيت الأبيض قد يغير من سلوك أنقرة شمال شرقي سوريا، على اعتبار أن بايدن ليست لديه علاقات جيدة مع الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بحسب تصريحات سابقة له بأنه سيدعم المعارضة على حساب أردوغان.
عبدي قال في مقابلة مع موقع “المينتور” نشرت الثلاثاء: إن انتخاب بايدن رئيساً للولايات المتحدة، قد يؤدي إلى تغيير في سلوك أنقرة، وربط عبدي بين توقعه والعقوبات الأميركية المحتملة على تركيا بشأن الحصول على صواريخ “إس -400” الروسية.
وأضاف قائد “قسد” أنه مستعد لإجراء محادثات سلام مع تركيا دون أي شروط مسبقة، وقال “يمكن أن يثبت الرئيس أردوغان أنه أكثر استعداداً للسلام مع أكراد سوريا”.
ولفت عبدي إلى أنه ربما يفكر في التوسط بين تركيا وحزب العمال الكردستاني (PKK)، الذي تضعه تركيا على لوائحها للإرهاب، لكن عبدي اشترط “أن تتصرف أنقرة بحسن نية”.
وعن دور أميركا في مثل هذه المحادثات في حال حدثت، أكد عبدي أن الولايات المتحدة حريصة على الوساطة في السلام بينهم وبين تركيا.
وليست هذه المرة الأولى التي يبدي فيها عبدي استعداده للحوار مع تركيا، ففي مطلع العام الحالي، أعلن استعداده لخوض مفاوضات مع تركيا، من شأنها أن تخفف من التوتر السائد بين الطرفين منذ سنوات.
وقال عبدي في حوار مع موقع “المونتور” نشر في 23 من كانون الثاني الفائت، “بذلنا قصارى جهدنا لإصلاح مشكلاتنا مع تركيا”، لافتاً إلى أن قواته أجرت محادثات مباشرة مع تركيا في الماضي، مبدياً استعداده للقيام بذلك مرة أخرى.
وأكد عبدي حينئذ، أن قواته قامت بما وصفها بـ”إشارات لبناء الثقة وحسن النية”.
ماذا يريد عبدي من بايدن؟
في رده على سؤال “المونيتور” حول توقعاته من إدارة بايدن، أبدى قائد “قسد” تفاؤله من “الإدارة الجديدة”، معتبراً أنها لن تكون جديدة بالنسبة لـ “قسد”، موضحاً أنه عندما بدأت “قسد” القتال ضد تنظيم “الدولة” مع أميركا والتحالف العالمي، كان نفس الفريق موجوداً إلى حد كبير.
وطالب بزيادة عدد القوات الأميركية في شمال شرقي سوريا، خاصة أن جزءا كبيراً منها تم سحبه في تشرين الأول 2019، عندما قرر الرئيس السابق، دونالد ترامب الانسحاب بشكل كامل من سوريا، خلال بدء تركيا عملية “شرق الفرات”.
كما توقع من إدارة بايدن الإبقاء على قوات التحالف في سوريا، حتى يتم التوصل إلى حل سياسي، معتبراً أن علاقاتهم العسكرية مع الولايات المتحدة جيدة جداً، لكن نعتبر العلاقة السياسية غير كافية، وفق وصفه.
وتوقع عبدي أيضاً، أن يتبع بايدن ما وصفها “سياسة أكثر واقعية” شمال شرقي سوريا، مؤكداً أنهم يسعون في “قسد” لإنهاء وجود التنظيم، الذي أكد أنه يمتلك معسكرات في مناطق سيطرة نظام الأسد.
المصدر: موقع تلفزيون سوريا
وأضاف أن التنظيم لديه مخيمات عبر الحدود، في صحراء العراق، وليس لديهم مشكلات مالية، وأنه قادر على إيجاد المال، وأنه ليس لديه مشكلة في تجنيد المقاتلين أو تدريبهم.
في هذا السياق، أكد عبدي على وجود خلافات بين بين “حزب العمال الكردستاني” (pkk) و”الحزب الديمقراطي الكردستاني”، لكنه لم يخض في تفاصيل هذا الخلاف.
وأكد أن “قسد” لن تكون طرفاً في الخلافات والتوترات بين الأكراد، وقال “لن ننحاز لأي طرف ونرفض الإدلاء بأي تصريح بهذا الخلاف”.
لكن عبدي أكد معارضته للتدخل في شؤون شمال شرقي سوريا التي تديرها “قسد” و”الإدارة الذاتية الكردية”.
وعن الحوار بين الأحزاب الكردية الذي ترعاه “قسد” والذي بدأ مطلع العام الجاري، أكد عبدي أنهم ماضون في دعم هذه المحادثات حتى النهاية.