خلال حرب استعر أوارها منذ سنوات طويلة، سقطت قذيفة أخطأت هدفها بالقرب من شجرة، نظرت إليها الشجرة بخشية لكنها لم تنبس بحرف، شعرت القذيفة بقوتها وسطوتها فامتلأت زهوا وغطرسة، وماهي إلا دقائق قليلة حتى قالت للشجرة بصوت ملؤه الثقة: لا داعي للخوف يا صديقتي… لا داعي للخوف، أنا لم أسقط هنا لأؤذيك، اجابتها الشجرة على الفور: لست خائفة على الإطلاق، أنا أتأملك فحسب، كان رد الشجرة غذاء لامثيل له لغرور القذيفة التي ردت عليها باستخفاف قائلة: اعلم تماما أنني جميلة فاتنة ناعمة الملمس، في الواقع أنا ارثي لحالك فأنت شديدة الخشونة وخالية من أبسط مظاهر الجمال، لا احد من البشر يجرؤ على تمسيدك خشية أن تجرحيهم، ردت عليها الشجرة باستهزاء: خشونتي محملة بالحياة، أما نعومتك فمحملة بالموت، أنا روعة الوجود وعطاؤه على الرغم من قسوته وجلافته، وأنت القتل والدمار المقنع بالدماثة والتهذيب، أنا الحقيقة المترعة بالخير التي لا تقبل التلون والتجمل على الرغم من فجاجتها، وأنت الاستبداد المغلف برحابة صدر الديمقراطية وبريقها الزائف، نظرت القذيفة إلى الشجرة بحقد عظيم وتمنت لو أنها تنفجر فورا.
341 دقيقة واحدة