توافق العرب على تسمية عام 1948 بعام النكبة، فقد كانت بحق نكبة حقيقية تمثلت باحتلال فلسطين وتشريد شعبها وخلق كيان معادي للأمة شكل حاجزاً بين مشرقها ومغربها يمنع جغرافياً تحقيق وحدتها.
ورغم هول النكبة وعظمتها فإنها كانت دافعاً لتوحيد كلمة الأمة على الصعيد الشعبي وفي كل أقطاره ما أجبر الحكام رغم تنوع مشاربهم على التوحد حول ضرورة استعادة فلسطين ،وجمعت سوح المعارك التي خاضتها الأمة من أجل ذلك كل أبناء العروبة من المحيط الى الخليج.
في عام 2003 حلت بالأمة نكبة ثانية خطط لها أعداء الأمة وساهم الكثير من حكامنا بصناعتها ،فسقطت بغداد بيد الغزاة وسُلِم العراق الذي كان يشكل ثقل العرب العسكري الى أعدائنا التاريخيين، فتمدد الفرس في العراق ،ولبنان ،وسورية، واليمن ،ليحققوا ماعجز الصهاينة عن تحقيقه عقوداً من الزمن، وتسابق بعض الحكام العرب الذين ساهموا في تحقيق النكبة الثانية للقبول بنتائج النكبة الأولى عبر التطبيع من الكيان الصهيوني الغاصب، وظهرت بعض الأصوات على الصعيد الشعبي العربي تؤيد هذا الاتجاه فتفرق العرب.
اذن نحن أمام نكبتين حلتا بالأمة، النكبة الأولى وحدت أبناء الأمة وأُجبر حكامها أمام وحدة الموقف الشعبي العربي على التوحد، والنكبة الثانية فرقت أبناء الأمة وساهمت في تفرد السلط الحاكمة باتخاذ قرارات بعيدة عن الارادة الشعبية لاتخدم مصالح الأمة وتنذر بانتهاء الحد الأدنى من وحدة الموقف المطلوب لحماية حقوقها.
لقد كان سقوط بغداد بيد الغزاة وانهاء الحكم الوطني فيها نكبة كبرى للأمة العربية، وبداية للعد التنازلي للقضاء عليها، وتبديد حلم جماهيرها، فحال الأمة قبل سقوط بغداد ليس كحالها بعد سقوطها. وعلى الطليعة العربية أن تتصدى لنتائج هذه النكبة الكبرى لتستعيد شعوب الأمة قوتها وتتصدى لنتائج نكبة فلسطين وابطال مفاعليها على الأمة .
فمتى تصحو طليعتنا العربية وتأخذ دورها قبل فوات الأوان واعلان الصهاينة هزيمة أمة العرب؟
المصدر: كل العرب