معارضة لكن في خدمة الحكم

معقل زهور عدي

حين تكون المعارضة أصواتا تشبه الصراخ والشكوى والشتم واللطم، أو تتطرف للدعوة لإسقاط النظام دون أي تفكير بإمكان ذلك أو بالبديل.
حين لا تنتبه إلى رأي عام ربما يصل إلى 80% من الشعب السوري يؤيد الحكم الحالي تأييدا تاما , ولمن يجادل في ذلك فعليه أن يمسك عقله قليلا وينظر في كيف يستقبل الشرع أينما ذهب , وكيف تخرج الجاليات السورية لاستقباله واستقبال من معه , بل لمن لايريد رؤية تلك الحقيقة أن ينزل للشارع ويسأل الناس في دمشق التي تضم سكانا من مختلف أنحاء سورية ليلمس بيده مدى التأييد الشعبي للحكم , هذا التأييد الذي هو أعلى مما يتطلبه أي حكم يفوز بالانتخابات فترامب يحكم بأغلبية 312 صوتا من أصل 538 في المجمع الانتخابي وبنسبة 49.8 من التصويت الشعبي العام , وأردوغان يحكم بفوزه من الجولة الثانية بنسبة 52.18 من أصوات الناخبين , ولا أريد التنبؤ عن النسبة التي سيحصل عليها الشرع لو جرت انتخابات رئاسية اليوم لكنها ستكون بالتأكيد أعلى مما ذكرت في حالة ترامب وأردوغان بفارق كبير .
وحين يضع المعارضون بيضهم كله في سلة التطرف الذي ينتهي بإسقاط النظام فهم يعزلون أنفسهم عن الشعب أولا، ويجعلون من معارضتهم معارضة سيريالية تقف عند حدود الفانتازيا الشخصية ولا ترتقي لمعارضة سياسية مسؤولة يمكن أن تكون موضع نقاش.
لذا فمعارضتهم تصب في النهاية في صالح الحكم، فهو يقول انظروا إلى المعارضين أيها الشعب هل هؤلاء يمكن أن يسمع لهم؟
وفي نظر الشعب يكرسون أسوأ صورة ممكنة عن المعارضة، حتى لا يكاد الناس قادرين على التمييز بين معارضة نقدية مسؤولة وبين أمثال المعارضين الذين يملؤون الفضاء الاعلامي بالضجيج الذي ينتهي إلى لا شيء.
محظوظة هي الحكومة بهكذا معارضين، فهم يعملون بدون وعي في خدمة الحكم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى