
كتبت في المنشور السابق أن السلطة (أي سلطة) توحي بالقوة، وأن شعورها بالقوة يخفي مكامن ضعفها وأخطاءها بحيث يصبح من الصعب أن تراها بعينها، لذا تحتاج السلطة لمن يبين لها مكامن ضعفها وأخطاءها، ولا يمكن أن يتم ذلك سوى من خارجها، وهنا يبرز الفرق بين النظام الديمقراطي والأنظمة الديكتاتورية، فالنظام الديمقراطي لا يترك الأمر للسلطة نفسها بحيث إذا شاءت أصغت للنقد وأصلحت أخطاءها وإذا لم تشأ ذهبت نحو الهلاك وقادت معها البلاد.
النظام الديمقراطي يتيح للمجتمع إشعال الضوء البرتقالي للسلطة ثم الضوء الأحمر وتبديلها بطريقة سلمية قبل أن تذهب للهلاك وتقود معها البلاد.
أما الأنظمة الديكتاتورية فليس لديها مثل تلك الآلية التي تمنع مراكمة الأخطاء الكبيرة واستمرارها حتى النهاية.
من ذلك نرى أن الفساد ينشأ وينتشر في الأنظمة الديكتاتورية، بينما يكون محدودا في الأنظمة الديمقراطية التي تحاسب رؤساءها على الهدايا التي يتلقونها من الخارج وتتسامح فقط بالهدايا الرمزية التي لاتزيد قيمتها عن 480 دولار كما في قانون الولايات المتحدة الأمريكية.






