
البارحة شاهدت فيديو يظهر قطة تحاول الصعود الى الطابق الثاني في أحد مراكز التسوق عن طريق السلم المتحرك، لكنها للأسف صعدت على السلم المتجه للأسفل، كانت المسكينة تحاول جاهدة الصعود دون جدوى والاستغراب يبدو واضحا على تصرفاتها، إلى أن جاء شخص أشفق عليها بعد أن لاحظ الكمين المضحك الذي وقعت به ونقلها إلى السلم المتحرك إلى الأعلى.
أليس هذا ما يحدث مع أعداد هائلة من بني البشر شعوبا وأفرادا؟ يصعدون سلم الحياة المتجه إلى الأسفل…إلى الماضي…دون أن يدركوا ذلك ويظلون في مرحلة المراوحة في المكان أو حتى التراجع إلى الوراء ليبدؤوا بلعن الظروف الظالمة القاهرة أو بكيل الشتائم على المؤامرات الداخلية والخارجية وما بينهما، ناهيك عن الأحقاد الدفينة والغيرة والحسد من قبل الآخرين، ويظلون على هذه الحال إلى أجل غير مسمى، وللأسف لن يجدوا أحدا يتحلى بالشعور الإنساني النبيل ليتبرع بانتشالهم من هذا الوضع المأساوي المحرج المخجل ونقلهم إلى سلم الحياة الصاعد الأعلى.