
لأننا تعبنا من أن نُولد ونموت في طابور الانتظار على باب فرع الأمن.
لأننا أردنا أن نعيش بكرامة، لا أن نُدفن بصمت!
لأن الخوف كان دينًا مفروضًا، والسكوت كان فرض طاعة.
لأن الاعتقال كان خبزنا اليومي… وكان لا بد أن نقول: “كفى!”
“في أوطاننا، لا يحتاج الحاكم إلى أن يقتل الجميع… يكفي أن يُخيف الجميع، فيسكت الباقون.”
لأننا لم نُخلق لنُصفّق للجلاد، ولا لنَصفع من يطالب بالكرامة…
قمنا بالثورة لأننا رفضنا أن يكون الحاكم سجّانًا، وأن يكون الوطن زنزانة!
قمنا بالثورة لأجل قيم واضحة:
لأجل الحرية لا الانتقام،
لأجل العدالة لا التشفي،
لأجل الكرامة لا العبيد،
لأجل أن نُعلّم المستبدين أن الشعوب تولد حرّة، ولا تروّضها المعتقلات!
“الحُر لا يُهزم، حتى إن كُسرت عظامه.
من ذاكرة السجون السورية
لا تفرّقوا بين الناس بسبب الطائفة أو العرق أو الولاء السياسي، فالثورة لم تُخلق لتعيد إنتاج الفرز الطائفي، بل لتدفنه إلى الأبد.
العدو هو من قتل، من شرعن السجن، من بنى عرشه على الجماجم، لا من خالفنا في الرأي.
“الثورة ليست خندقًا لطائفة، بل جسر للإنسان.”
كل من ارتكب جريمة بحق شعبنا يُحاسب هذا مانطالب به العدالة والقانون، لا يُستثنى أحد، لا باسم الثورة ولا باسم النظام.
ومن لم تتلوث يداه بالدماء، فله الحق في الوطن، مهما اختلف معنا.
“نحن لا نُشبه الطغاة… نحن من يُنهي القتل، لا من يعيد تدويره.”
اجعلوا الثورة مدرسة في الأخلاق، لا ثأرًا باسمها.
اجعلوها وعيًا يعلّم أبناءكم، لا غضبًا يبتلعهم.
الحرية لا تعني أن تستعبد من اختلف معك، بل أن تحمي حقه في أن يكون حرًا حتى لو خالفك.”
تذكرووووا
أن أول ما قلناه كان “حرية”… لا “انتقام”،
وأن أول من واجه بشار الأسد لم يكن طائفيًا… بل كان أبًا لطفل معتقل!
الكرامة لا تُقاس بعدد البنادق، بل بقدرتك على أن تبقى إنسانًا وسط الذبح.
“نحن الذين نُعلّم الطغاة دروس الحرية، لا الذين نتعلم منهم الكراهية.”
لا تبرر الظلم حتى لو لبس ثوب ثورتك.
لا تصمت على القتل ولو باسم الانتقام.
لا تقبل أن يتحول من نادى بالحرية إلى جلاد جديد.
الثورة ما زالت حية… في صدورنا، في المعتقلات، في الصور، في الأغاني، وفي الدم الطاهر الذي سُفك كي نعيش أحرارًا.
من صفحة : أسمى رزوق