الحكومة السورية: لا بديل عن فرض الأمن في السويداء

بدأ الجيش السوري عملية عسكرية في محافظة السويداء، لبسط السيطرة عليها، وحل المجموعات الخارجة عن القانون، وعودة موسسات الدولة، حيث حقّق تقدما ملموسا في الساعات الأولى لانطلاقها.

ووصلت تعزيزات عسكرية كبيرة منذ ظهر اليوم الاثنين، إلى مشارف السويداء ضمت دبابات وعربات مدرعة ومدافع ومئات الجنود، وذلك لدعم قوات تم إرسالها سابقا لفض النزاع بمحيط المحافظة.

يأتي ذلك فيما أطلقت عشائر في السويداء نداءات استغاثة، لإرسال سيارات إسعاف من أجل إجلاء الجرحى، عقب وقوع إصابات بين الأطفال والنساء في حي المقوس، ومنعهم من الخروج من قبل المجموعات المسلحة.

وفيما طالبت تلك المجموعات بحماية دولية، فقد حلّق الطيران الحربي الإسرائيلي في أجواء منطقة الاشتباك، قبل أن تشن غارة جوية على قرية المزرعة بريف السويداء، وأخرى على قرية كناكر المتاخمة لريف دمشق.

وقال مصدر عسكري خاص لحلب اليوم، إن قوات الجيش السوري تمكنت من فرض الأمن في بلدة كناكر وتلتها الاستراتيجية وعلى تل حديد بريف
في ريف السويداء.

وأكدت إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع، أنه لا تراجع عن سحب السلاح من المجموعات الخارجة عن القانون وبسط الأمن وسيطرة الدولة بالسويداء، مرحّبة بأي مبادرة تهدف لترسيخ السلم الأهلي وحقن الدماء.

من جانبه قال المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا، إن الحكومة اضطرت للتدخل ضد العصابات المنفلتة للحفاظ على السلم الأهلي، مؤكدا أن الأمور الميدانية جيدة جدًا وقوات الجيش والأمن الداخلي اقتربت من مركز المحافظة.

وأعلن مصدر في وزارة الدفاع: ارتفاع عدد شهداء الجيش إلى 6 خلال عمليات فضّ الاشتباكات، صباح اليوم، فيما مثّل عناصر المجموعات الخارجة عن القانون بـجثـة شخص يُعتقد أنه من عناصر وزارة الدفاع أو من بدو السويداء خلال الاشتباكات الدامية التي شهدتها المحافظة.

كما دخلت قوات الجيش والأمن الداخلي إلى بلدة الدور في ريف السويداء، ونشرت حواجز وآليات داخلها.

بدوره قال الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، إنه يرفض نداءات الحماية الخارجية والإسرائيلية متمنيا أن يعود الأمن والوفاق إلى السويداء من خلال حل سياسي وتحت رعاية السلطة السورية.

أما ‏حركة رجال الكرامة، فقد قالت إن “تعزيزات الجيش لم تتم بالتنسيق معنا، والحكومة لم تنفذ التفاهمات التي تم التوصل إليها معها قبل شهور”، مطالبة بسحب قوات الجيش من السويداء فورا، ككا قالت إنها “لا تثق بالحكومة السورية لأن أفعالها تعارض أقوالها، وهي من يعرقل تسليم السلاح ويؤخره”.

وحول تلك التطورات، قال الكاتب الصحفي والمحلل السياسي السوري، أحمد مظهر سعدو، إن الوضع في السويداء كان وما يزال بحاجة ماسة إلى تطبيق القانون وسيطرة الدولة السورية أي سلطة دمشق على كل مقدرات الوضع، وهذه مسألة طبيعية تحتاج إلى عقلاء ورجال دولة لإنفاذها دون الحاجة إلى العنف أو القتل
ومن المهم أن تعود مؤسسات الدولة إذ إنه لابد من أن تعود جميعها لحكومة دمشق دون السماح ببقاء فصائل منفلتة من عقالها.

ولفت إلى أن إصرار بعض المجموعات المسلحة ومعهم بعض المتنفذين على بقاء السويداء وجبل العرب خارج إطار الدولة السورية، أو ضمن حكم ذاتي لا يوافقهم عليه معظم أهل السويداء بل إنهم رجال وطنيون متمسكون بالوطن الواحد الذي لايفرقه دين أوطائفة.

وأشار سعدو إلى أن استمرار هذا الخروج عن تبعية مؤسسات الدولة لايصب أبدا في مصلحة السويداء ولا المصلحة الوطنية السورية علاوة على عدم وجود البيئة المناسبة له لا وطنيا ولا إقليميا بعد جملة التغيرات التي حصلت في المنطقة مؤخرا.

وختم بالقول إنه لا حلّ لمشكلة فوضى السلاح والخروج عن الدولة إلا بالحوار الوطني أولا والمزيد من الحوار وصولا إلى توافقات وتفاهمات وطنية يتم التوقيع عليها من قبل كل الفعاليات في السويداء وجبل العرب مع تحديد فترة زمنية لإنفاذ الاتفاق المفترض بكل حذافيره وحيثياته.

المصدر: حلب اليوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى