
السياسة الأمريكية تبدو غير مفهومة بالنسبة لي كسوري، كل دول العالم تقف في طرف والولايات المتحدة في طرف آخر فيما يتعلق بسورية .
كل الدول العربية التي تملك علاقات تاريخية وهامة مع الولايات المتحدة تطالب الولايات المتحدة برفع العقوبات المفروضة على سورية والولايات المتحدة لاتريد أن تصغي .
كل الشعب السوري يئن تحت وطأة تلك العقوبات ولا يستطيع النهوض باقتصاد بلاده المدمر والوفود الأمريكية تذهب وتأتي وتجتمع مع الشرع وتخرج مطمئنة بانطباعات ايجابية ثم ترجع لواشنطن و” كأنك يازيد ماغزيت “
النتيجة صفر وفي أحسن الأحوال وعود بفتح أنبوب الاوكسجين لسورية المسجاة في العناية المشددة ولكن بالقطارة فقط بحيث لاتموت وليس لتقف على قدميها وحتى ذلك مازال في فضاء الوعود .
لست أدري ماذا فعل هذا الشعب االمسكين ليعاقب بهذه القسوة وهذه اللامبالاة .
كيف يتم استخدام عقوبات ضد نظام ثار الشعب ضده صممت من أجل ردع ذلك النظام وحين يسقطه الشعب تتحول العقوبات ضد الشعب ؟ بالله عليكم أي منطق هذا أم أن سلوك الدولة الأمريكية ليس من الضروري أن يخضع للمنطق والعقل .
حسنا , أنتم تريدون الضغط لتوجيه الادارة الجديدة في سورية وفق سياساتكم الدولية , لنفرض جدلا أن ذلك مفهوم فكل دولة لها الحق في أن تعمل لتقريب الحكومات الأخرى من مصالحها , لكن ليس على حساب إعادة الحياة الطبيعية لملايين السوريين , ليس على حساب كهربائهم وبناء البيوت للذين يعيشون في الخيام , ليس على حساب معيشتهم ولقمة خبزهم هذه ليست سياسة تتسم بالانسانية في شيء .
أنتم تعاقبون شعبا وليس حكومة , شعب خرج من كارثة شاملة دمرت حياته ووسائل معيشته
وفودكم التي تذهب وتجيء ترى كل شيء , ترى المدن المدمرة , وترى مظاهر الفقر , وترى كيف تفتقد الشوارع والبيوت للكهرباء ثم تعود وبعد أن تصل واشنطن لانسمع منكم إلا الاسطوانة المشروخة ذاتها .
يارئيس جمهوريتنا العزيز :
أرجوك فتش لنا عن بدائل , لايمكن لسورية أن تظل على باب البيت الأبيض جالسة بدون مستقبل , تحت رحمة قوة دولية لاتعرف معنى الرحمة .