سلامٌ على الزبداني
على جبلِ العنفوانِ
على درجٍ صاعدٍ للسماء
ومن سفحه يعرج الشهداء
إلى سدرةِ المنتهى
والجنانِ
بدون براقٍ
بأشرعةٍ منْ ضياءٍ
وأجنحةٍ منْ دمٍ أرجواني
* * *
سلامٌ على أسرة الزبداني
على التوأمينْ
مضايا وبقينْ
على بردى وبلُودانِ
والغوطتينْ
هنا يرشقُ العاشقونَ دمشقهمُ الفاتنةْ
بوابلِ أشواقهمْ كلَّ فجرٍ
وكلَّ غروب
ويرمونها بثمار الجوى والهوى
والأغاني
* * *
سلامٌ على الزبداني
على جبلٍ صخرُهُ مفعمٌ بالحنانِ
ثراهُ تضمَّخ بالطيبِ
والأقحوانِ
سلامٌ على ملكوتِ الجمالِ
أمير الربى والذرى
والجبالِ
ومنْ حولهِ جنتانِ
جنةٌ عنْ يمينٍ
جنةٌ عنْ شمالِ
هنا يسكنُ اللهُ جلَّ جلالُهْ
وذا عرشهُ السرمدي
وذا نورهُ .. وهناك ظِلالُهْ
فإنْ جئتَ هذي الجنائنَ
فاخلعْ على الفورِ نعليكَ
واسجدْ على ترْبها
سجدتينْ
تأدَّبْ هنا يا غريب
تقدَّمْ على مهَلٍ وتهذَّبْ
تمشى على رأسِ رأسِ أصابعكِ الحافيةْ
وطَهّرْ يديكَ ووجهكَ
والقدمينْ
هنا الارضُ سجادةٌ للصلاة
وكلُّ الجهاتِ هنا قِبلةٌ
حيثُ طفتَ وجلتَ بعينيكَ
تلْقَ الإلهَ يضمك بالراحتين ْ
وبالأصْغرينْ
هنا حرم الأنبياء
مقام الكرام العظامْ
هنا دار نوحٍ
وملعب سامْ
ومعبدُ مريمْ
ومحرابُ يحيا وعيسى
ودرب محمّدْ
عليهمُ أصفى صلاة وأنقى سلامْ
* * *
سلامٌ على الزبداني
على قممٍ تتباهى بثوارها الرابضين
تضاهي القِمَمْ
وتختالُ بينَ الأُمَمْ
هنا يتعانقُ شمُّ الجبال
وشمُّ الرجال
ويلتحمون كأنَّهمُ جسدٌ واحدٌ من صخور
هنا يتعالى النسور
وتزهو الصقور
هنا يستمدُّ الرجالُ خصالَ الجمال
ويكتسبون الجلال
هنا يكتبونَ ملاحمَهُمْ
وبطولاتهمْ
في صحائفَ مدبوغةٍ منْ جلودِ غزاتهم البائدةْ
ومحفورةٍ في عظامِ طغاتهمُ الحاقدةْ
هنا يحفرون وصاياهمُ الخالدةْ
يشقُّون بينَ الركامِ ممرًا لضوءِ الحياةِ
لعينيِّ دمشقِ المعذَّبَتَين
يدسُّونَ بين شقوقِ الحجارةِ أرواحَهُمْ
لتنمو مع اللوزِ والجوزِ
والبيلسانِ
على جبل الافتتانِ
* * *
سلامٌ على أمة الزبداني
على أهلها وقراها
على رملها وثراها
على شجرٍ يدمنُ الخضرةَ الأبديَّةَ
يرتدي الوردَ كلَّ الفصول
وكلَّ الطقوس
معاطفهُ منْ غيوم
وقمصانهُ منْ نجوم
* * *
سلامٌ على جبل منْ جمانِ
وصومعة المجد في قاسيونْ
سلام على وردِ دوما
وجوريِّ جوبرْ
على عنبِ القلمونْ
على الخوخ والتين والزيزفون
على زنبق الشام والفل والياسمين
سلامٌ على بردى وهو يرقصُ بين الروابي الحسانِ
ويغسلُ أجسادَهُنَّ
بماء الزهور
يداعِبُهُنَّ بكلّ دلالِ
وكلِّ افتتانِ
* * *
سلامٌ على شامةِ العالمين
سلامٌ على بلدةٍ كلُّ آبائِها أنبياء
وكلُّ بنيها منَ المبدعينْ
سلامٌ على زكريَّا ويحيا وعيسى
ومعلولة الصومعةْ
سلام على باب توما
على المسجد الأموي
فيا بختها قلعةُ الأمويِّينَ
دارُ معاويةٍ والوليد
* * *
سلام على كربلاءِ الجديدةْ
دمشق المجيدةْ
غزتها العقاربْ
وجيش العصائبْ
وحشد الثعالبْ
فعاثت فسادا بأرجائها العامرة
هنا يرتدي خائنُ الحسنينِ الكذوب
ثيابَ الحسينْ
ليفسدَ في الحرمين
وفي الغوطتين
ويستكملَ المجزرةْ
ويشهر سيف عليٍ ليفتكَ بالبَرَرَةْ
ويلطم حزنا على زينب الطاهرة
ويزني بأعراضنا دونما معذرة !
قرامطةٌ ومجوسْ
ضغائنهمْ عشَّشتْ في الرؤوسْ
وأحقادهمْ أينعتْ في النفوس
شريعتُهمْ شرعُ قابيلَ يقتل هابيلَ
شرعُ يهوذا الخؤون واِبنِ سبأّْ
ولكنْ .. خسأتم
هنا الشامُ يا أيها الواهمون
هنا الشام يا أيها الحاقدون
هنا يلتقي عمرٌ والحسينْ
ويبكي الامام لمقتل ذي النورين
وفاطمةٌ تفتدي عائشةْ
هنا الشامُ عاصمةُ المسلمين
ومئذنةُ الرسلِ الصالحين
وبوصلةُ الحقِ في العالمين
فقودا جحافلكم واهربوا خاسئين
هنا لامقام لكمّ
ولمُّوا بقايا جثامينكم
وارحلوا للقبور
ولموا شعاراتكم
وارجعوا للجحور
هنا الشام مقبرة المعتدين
ومصيدة المفسدين
هنا الزبداني يصدُّ جحافلكمْ
ويحطِّم أحلامكمْ
هنا الشام عاصمةُ الأمويينَ
لنْ تدخلوها ولنْ تستقروا بها آمنين
* * *
ستوكهولم 8 آب / اغسطس 2015
شعر جميل معبر عن الزبداني والشام قلعة ضد المعتدين [سلامٌ على الزبداني .. على جبلِ العنفوانِ .. على درجٍ صاعدٍ للسماء …. فيا بختها قلعةُ الأمويِّينَ .. دارُ معاويةٍ والوليد …. هنا الشام مقبرة المعتدين .. ومصيدة المفسدين .. هنا الزبداني يصدُّ جحافلكمْ .. ويحطِّم أحلامكمْ .. هنا الشام عاصمةُ الأمويينَ .. لنْ تدخلوها ولنْ تستقروا بها آمنين].