الجدل الفكري يهرب منه ولا يجلس في ندوة مع مفكرين آخرين لمناقشة ما يطرح لا محل لأدونيس شعريا امام جماهيرية شعر نزار ودرويش والسياب.. لماذا؟ ظاهرة شعوبية يمينية مكررة في التاريخ ضد العرب وتاريخهم يقودها الشعوبي المعاصر كل من يختلف مع ادونيس فكرا او شعرا ليس جديرا بعدائه ولا صداقته فهو سطحي غير ذكي.. لا يجيد قراءة ادونيس العالي الصعب الذي لا يفهمه ويملك جدارة ذلك الا مشايعوه وأنصار فئويته وباطنيته.. اقول.. أروني نقاشا أو جدلا حول شعر ادونيس.. ادونيس الشاعر غير مقروء وغير متداول ليس لأنه صعب وغامض وسحري وجدلي.. بل لأنه منقطع عن حراك وروح جدليات فن وفانتازيا ثقافة وحضارة عربية.. وليد الغيرة والعزلة: عدو ادونيس شعريا علمان شعريان كبيران يضمان تياري جدل الشعر العربي كله إضافة الى قصيدة النثر نزار قباني: شعرية وفضاء الشاعر نزار قباني الذي يمثل الوجدان العربي الضارب في أعماق جذور وثقافة ولغة عربية نضرة تمثل مشروع النهوض والنصوع العربي.. الهوية.. الفن حضارة بلاد الشام العربية التي هي جذر العروبة وارومتها الباقية في تطلعات العشق والحرية والثورة على التخلف وعدمية الركود والظاهرة النزارية جماهيريا هي الأوسع والاشمل والاعم حضورا وجدلا وغناء بما تعنيه اللغة المتجددة المعاصرة التي يفهمها الجميع فتبدو سهلة وهي الاصعب اطلاقا.. ومن عربيا لم يقرأ نزار قباني الذي انزل الشعر من سماوات وابراج النخب والارستقراطية الى ارض وحياة وعشق البشر بكل مستوياتهم فهو الثورة الشعرية التي لم يستطعها أحد غيره.. ولو أجري استفتاء عربي عن اهم شخصية فنية عربية لكان ثلاثة نزار وام كلثوم وفيروز الآن محمود درويش: الظاهرة الشعرية الثانية والشاملة ظاهرة الشاعر محمود درويش الشاعر الاعظم معاصرة واعماقا وجدلا شعريا وابداعا انسانيا لا ينتهي.. وهو ايضا يمثل تطلعات مشروع حرية ونهوض عربي أمام عالمي.. وشعرية وشاعرية وملحمية وملاحم.. شعر محمود درويش وشاعريته لا يجادل في سحريتها وابداعها الا جاهل وفئوي واعمى وشعوبي حاقد.. ولا يرى ادونيس في حضور نزار ودرويش الا جماهيرية عددية، وشعبوية تعميم وسطحية (!!!) أما الشعر العظيم في رأيه فلا جمهور له بل نخبة قراء.. واما العددية فلا تعنيه. وأعظم الفكر والثقافة المتجددة عنده هي التي يشكل صاحبها قطيعة مع الماضي ومع التراث، ويشكل وصلا مع معاصرته والحداثة عنده النموذج الغربي الجاهز (!!!!!) له والمؤكد لدعاواه، ولكل نظريته. وادونيس يردد ان الشعر العظيم هو الذي يحمل بذور المستقبل اما في زمنه (المتخلف واللا جدير) فليس عبرة.. ويقيس على شعراء الغرب الذين لا يطبعون ويوزعون أكثر من مئات النسخ من اعمالهم (!!!!!!!!!) وعصرك يا سيد ادونيس……؟؟؟ وفي رأيي وأنا عمري قضيته في الشعر ونقد الشعر عربيا وعالميا وفي كل العصور.. فالشعر الذي يفقد رصيده في زمنه لا يعول عليه.. وهو شعر لن يقرأ في تالي الازمان.. هل كان امرؤ القيس وأبو نواس والمتنبي والمعري والبحتري ودرويش ونزار وجبران وابو ريشة والسياب والماغوط غير مقروئين في زمنهم.. محال.. اذاً ما الذي يبقى من أدونيس الفرد المتفرد غير فروسيات واهمة تنقد الفكر العربي بثقافة غربية استشراقية يمينية (منحلة محليا) متعصبة لنموذج اوربي استعماري غالب… ويظل السؤال ماذا يبقى من ادونيس المتعالي واللا جدلي الا معاركه مع طواحين الهواء والاعلام الاستهلاكي الإعلاني الذي يروج له اعلام التسطيح الرسمي والاستهلاك والبهر والشو والأفلاك.. نفسه الاعلام الذي يطنطن برياضة وكرة قدم شعبوية عالمية تغطي على المشكلات العالمية حضاريا وانسانيا.. اعلام لا يفضح الغزو العولمي الاوروامريكي في اشعال الحروب ونهب وغزو الكوكب.. بل السكوت عن ذبح غزة وشعب فلسطين.. وابداً لا كرمى لأدونيس في الوقوف مع اي قضية تحرر مركزي من الغزو.. لا عند احتلال العراق، ولا تجاه إبادة فلسطين ولا مع ثورات التحرر والربيع العربي.. فماذا يبقى من ادونيس.. وقد خرج عن العصر العربي وردد ما ردده شعوبيو العصر البغدادي الخرمي والديلمي والمجوسي وغيرهم من قبل تجاه الحضارة العربية والفكر العربي.. وهذه المرة محمولا من الاتحاد الأوربي والجامعة اليسوعية الاستشراقية في لبنان.