أكدت أنقرة أن الأزمة السورية يجب أن تحل استناداً إلى القرار الأمم المتحدة رقم 2254، وأن يتم تشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات عادلة، وتوفير هيكلية سياسية يتمتع فيها الجميع بحق التمثيل، قائلاً إنه من الواضح أن هذا لن يجري من قبل نظام بشار الأسد. وجددت مطالبتها بتحويل إدلب إلى منطقة آمنة.
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين «ما يجب فعله في سوريا، هو تحقيق تقدم في المسار السياسي بموجب القرار الأممي رقم 2254، وإكمال أعمال لجنة صياغة الدستور التي ستجتمع في أغسطس (آب) المقبل، ومن المهم أن تكون النتيجة التي ستصدر عن اللجنة ملزمة للجميع».
وأكد كالين، في مقابلة مع وكالة أنباء «الأناضول» الرسمية أمس، ضرورة عدم إطالة أعمال اللجنة الدستورية لسنوات طويلة، مشيراً إلى أن النظام يبذل قصارى جهده لعرقلة عملها؛ لأنه يدرك أو يعتقد أن ما سيصدر عنها لن يكون لصالحه. وشدد على وجوب وقف الاقتتال وإتاحة الفرصة لعودة السوريين إلى ديارهم.
وعلق كالين على أنباء حول تخلي الأسد عن منصبه واللجوء إلى دولة أخرى، قائلاً إن «هذه مجرد ادعاءات، وتم تكذيبها لاحقاً من قِبل جهات مختلفة. فالإعلام الروسي تناول هذه الادعاءات، ومن ثم فندوها».
وعن الوضع في إدلب قال كالين، إن الدوريات بين القوات التركية والروسية تجري حالياً في محافظة إدلب، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوقيع عليه بين الرئيسين التركي والروسي في موسكو في 5 مارس (آذار) الماضي.
ورأى المتحدث التركي، أن اتفاق وقف إطلاق النار يطبق بنسبة كبيرة، غير أن النظام السوري ينتهك الاتفاق بين فترة وأخرى، لافتاً إلى أن التقرير الصادر عن لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أكد ارتكاب النظام السوري جرائم حرب من خلال اعتداءاته على المدنيين في إدلب.
وأضاف أن هذا ما كانت تركيا تقوله منذ بداية الأزمة السورية، فالنظام حاول كسب المزيد من المساحات عبر معاقبة المدنيين، واستخدم لتحقيق هذه الغاية البراميل المتفجرة والأسلحة الكيميائية، وحصلت نتيجة ذلك مجازر ومقابر جماعية ومأساة إنسانية كبيرة.
وتابع، أن المشكلة لم تحل بالكامل، لكن تم ضبط قسم منها، قائلاً «يمكننا القول إن هدوءاً نسيباً حصل حالياً في إدلب. لكننا نطلب بتحويل إدلب إلى منطقة آمنة بكل معنى الكلمة، وقد صرح بهذا الرئيس رجب طيب إردوغان خلال القمة الثلاثية الافتراضية الأخيرة مع نظيريه الروسي والإيراني».
وأوضح كالين، أنه في حال لم يتم تحقيق الأمن في إدلب، فإنه من غير الممكن على المدى البعيد الإبقاء على 3.5 مليون شخص محاصرين في تلك البقعة الضيقة في إدلب، وبالتالي لن يكون لديهم مجال للذهاب إلى مكان آخر سوى تركيا.
من ناحية أخرى، اتهم كالين وحدات حماية الشعب الكردية، أكبر مكونات تحالف «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد) بـ«مواصلة العمليات الإرهابية» في سوريا، قائلاً إن «التنظيم يقوم بأنشطة إرهابية متعددة تارة في منطقة تل رفعت وتارة في شرق الفرات، ويهاجم المدنيين». وأكد أن تركيا لن تسمح بمثل هذه الممارسات، وأن الجنود الأتراك يواصلون أنشطتهم في شرق الفرات من أجل إحلال الاستقرار والتهدئة فيها.
في السياق ذاته، أعلنت وزارة الدفاع التركية، أمس، إلقاء القبض على 6 من عناصر الوحدات الكردية فيما يسمى بمنطقة عملية «غصن الزيتون» شمال شرقي سوريا، بزعم التورط في «أنشطة إرهابية» ترمي إلى زعزعة أجواء الاستقرار والأمان في المنطقة.
المصدر: الشرق الأوسط