أفادت صحيفة عبرية، الإثنين، بأن إسرائيل قررت المثول أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي للرد على الدعوى المرفوعة ضدها من جنوب إفريقيا، والتي تتهم تل أبيب بارتكاب جرائم إبادة في غزة.
وجاءت الخطوة الإسرائيلية للمطالبة برفض طلب جنوب أفريقيا بإصدار أمر قضائي مؤقت ضد تل أبيب، يطالبها بالتعليق الفوري لعملياتها العسكرية في غزة، حسبما نقلت “يديعوت أحرونوت”، مشيرة إلى أن هوية الممثل الإسرائيلي الذي سيمثُل أمام المحكمة “لم تتضح بعد”.
ونقلت الصحيفة عن مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هنغبي، قوله إن “دولة إسرائيل وقّعت على اتفاقية مناهضة الإبادة الجماعية منذ عقود، وبالتأكيد لن نقاطع النقاش فيها. سنتواجد وسنردّ الدعوى العبثيّة التي تشكل مؤامرة دمويّة”، على حدّ وصفه.
وأضاف: “لقد عانى الشعب اليهودي أكثر من أي أمة أخرى من الإبادة. لقد ذُبح 6 ملايين من شعبنا بقسوة لا نهاية لها. لقد استُخدمت قسوة مماثلة ضد مواطني إسرائيل في مجزرة 7 أكتوبر/تشرين الأول، إلا أننا هذه المرة لدينا القدرة على الدفاع عن أنفسنا ضد أولئك الذين يسعون لتدميرنا”.
وأضاف أن “الادعاء الذي لا أساس له، ضد حق الضحية في الدفاع عن نفسه هو وصمة عار، ونتوقع من جميع الدول المتحضرة أن تتعاطف معنا”.
وسبق القرار الإسرائيلي “مناقشات محمومة” في تل أبيب، بحسب وصف الصحيفة، التي أشارت إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، شارك في مناقشة مماثلة، الإثنين، وأن مناقشات جرت في الأيام القليلة الماضية في الجيش الإسرائيلي ووزارة الخارجية ووزارة الأمن ووزارة القضاء بشأن سُبُل التعامل مع الدعوى الموجّهَة بحق تل أبيب.
وتستمر جلسات الاستماع في الدعوى نفسها ما بين 4 و6 سنوات، “إلا أن الجهود الإسرائيلية تهدف الآن إلى إحباط إصدار أمر مؤقت قد يجبر إسرائيل على التوصُّل إلى وقف لإطلاق النار في غزة”، وفق تقرير الصحيفة العبرية، لافتة إلى أن تل أبيب “ستستخدم أدوات الضغط الدبلوماسيّ، لتعبئة الدول ضد جنوب إفريقيا”.
وأورد التقرير أن تل أبيب تستند إلى حجج قانونية قوية لرفض ادعاء جنوب إفريقيا، أحدها هو أنه “لا يوجد (إجماع) في المحافل الدولية بأن إسرائيل ارتكبت إبادة جماعية في غزة، وأنه حتى جنوب أفريقيا لم تقدِّم مثل هذا الادعاء في الماضي”.
وفي 29 ديسمبر/كانون الأول 2023، قدمت جنوب إفريقيا طلبا إلى محكمة العدل الدولية، لبدء إجراءات ضد إسرائيل، لما وصفته بأنه “أعمال إبادة ضد الشعب الفلسطيني” في قطاع غزة، بحسب ما أعلنت المحكمة حينها.
وقالت جنوب إفريقيا إن “أفعال إسرائيل وأوجه تقصيرها تحمل طابع إبادة لأنها مصحوبة بالنية المحددة المطلوبة لتدمير فلسطينيي غزة كجزء من المجموعة القومية والعرقية الأوسع، أي الفلسطينيين”، حسبما أفادت محكمة العدل الدولية في بيانها.
وأشارت إلى أنه “بناء على سلوكها، من خلال أجهزتها ووكلائها وغيرهم من الأشخاص والكيانات العاملة بناء على تعليماتها أو تحت توجيهها أو سيطرتها أو نفوذها – حيال الفلسطينيين في غزة، تفشل إسرائيل في الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها”.
وذكرت جنوب إفريقيا أن إسرائيل فشلت، خصوصًا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، في التزامها بمنع الإبادة وبمعاقبة التحريض المباشر والعلني على ارتكاب الإبادة (…) وانخرطت وتنخرط وقد تستمر في الانخراط في أعمال إبادة ضد الشعب الفلسطيني في غزة”، وفق المحكمة.
المصدر: الخليج الجديد