أكدت أنقرة رفضها محاولات إضفاء الشرعية على نظام الرئيس السوري بشار الأسد، متهمة الولايات المتحدة وروسيا وإيران بالتعاطي مع الملف السوري من منطلق مصالحها الإقليمية فقط.
وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين، خلال مشاركته في ندوة نظمتها عبر الفيديو، ليل الجمعة السبت، مؤسسة «كونراد أديناور» الألمانية، إن الأسد «فاقد للشرعية». وانتقد كالين كلاً من الولايات المتحدة، وروسيا، وإيران، قائلاً إنها لم تتعاط مع الملف السوري إلا من أجل مصالحها الإقليمية، قائلاً إن الأخطاء التي ارتكبتها تلك الدول في سوريا انطلاقاً من مصالحها هي نفسها التي ارتكبت من قبل في العراق. وأكد كالين أن اتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه مع روسيا في 5 مارس (آذار) لا يزال صامداً رغم «استفزازات النظام».
كان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، انتقد، في مقابلة تلفزيونية، أول من أمس، العقوبات الأميركية على النظام السوري ضمن «قانون قيصر»، محذراً من سعي الولايات المتحدة إلى تقسيم سوريا وإقامة منطقة خاصة للأكراد.
كان كالين ذكر، في وقت سابق، أن تركيا لا ترى في بشار الأسد زعيماً، مشدداً على ضرورة إجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة في سوريا.
على صعيد آخر، ألقت وكالة أنباء «الأناضول» الرسمية التركية الضوء، في تقرير لها، أمس، على تداول الليرة التركية في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، وسط تجاهل رسمي في أنقرة للتطرق إلى هذا الموضوع.
وذكرت الوكالة، في تقريرها الذي بثته أمس (السبت)، أن الليرة التركية ساهمت في إنعاش أسواق محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غربي سوريا، بعد البدء في تداولها بدلاً عن الليرة السورية، التي شهدت قيمتها هبوطاً قياسياً خلال الفترة الماضية.
ونقلت «الأناضول» عن أحد أصحاب شركات الصرافة في بلدة سرمدا في إدلب، يدعى محسن حمود، أن أسواق إدلب شهدت انتعاشاً مع تداول الليرة التركية بالمنطقة، وأن الوضع الاقتصادي تحسن إلى حد ما مع دخول الليرة التركية إلى المنطقة، معرباً عن أمله في اتساع نطاق تداولها في مختلف القطاعات في إدلب.
وأشار علي أبو راس، وهو صاحب محل للبقالة في سرمدا، إلى تزايد الطلب على الليرة التركية من قبل المواطنين والتجار، وأن العمال في المنطقة بدأوا يتقاضون أجورهم بالليرة التركية، قائلاً إنهم «ممتنون لذلك».
وقال أحد المواطنين إنهم بحاجة إلى بعض الوقت ليتعودوا على الأسعار بالعملة التركية، مشيراً إلى أن استخدام الليرة التركية سيساهم في تطوير واستقرار الأسواق.
وبعد انخفاض قيمة العملة المحلية السورية، بشكل قياسي، في الفترة الأخيرة، بدأ سكان إدلب في استخدام الليرة التركية للحفاظ على قوتهم الشرائية، وسط تقارير عن قيام أنقرة بضخ كميات كبيرة من الفئات الصغيرة من الليرة التركية.
ومنذ توغلها العسكري في شمال سوريا مع عملية «درع الفرات» في 2016، ثم «غصن الزيتون» في 2018، وأخيراً «نبع السلام» في 2019، تقوم تركيا بعملية لإلحاق المناطق الخاضعة لها وللفصائل الموالية لها لتصبح تابعة إدارياً، ومرتبطة في مختلف خدماتها مع الولايات التركية الحدودية، فضلاً عما رصدته تقارير عن عمليات تغيير في البنية الديموغرافية لتلك المناطق.
وتأثر اقتصاد النظام السوري بشكل كبير، منذ وضع يده على أملاك رجل الأعمال رامي مخلوف، ابن خال بشار الأسد، وكذلك بعد دخول قانون «قيصر» الأميركي الذي يتضمن عقوبات على النظام، حيز التنفيذ.
وهبطت قيمت الليرة السورية إلى 2650 للدولار، في تعاملات الأمس، في حين كان سعر الصرف لا يتخطى الـ50 ليرة للدولار قبل عام 2011.
المصدر: الشرق الأوسط