في موقع اليوتيوب تابعت عرض عسكري تم بالعراق باعتقادي أنه تم في أواخر الثمانينات ، وهذا العرض كان يحضره عدد لا بأس به من الزعماء العرب الذين رحلوا جميعهم دون استثناء ولم يبق منهم أحد، كان صدام حسين في حينها يقف كل ربع ساعة يلقي التحية العسكرية لجموع العسكريين على مد البصر ، أو يمسك بندقية يطلق عليها “البرنو ” ويطلق رصاصة أو رصاصتين في الهواء و ابتسامة كبيرة على وجهه لأنه يملك جيش باعتقاده هو لا يستهان به .
هذا الجيش عند دخول القوات الأمريكية والبريطانية وحشد جيوش من هنا وهناك من أجل احتلال العراق وإسقاط النظام الحاكم ، قام أفراد الجيش العراقي من صغيرهم وحتى كبيرهم بعدم الدخول في معركة دفاعاً عن نظام لم يكن أحد يحبه إلا فئة نادرة من المنتفعين .
كذلك عند احتلال أفغانستان من قبل أمريكا وبريطانيا ، قرروا تنصيب عدة حكومات كارتونية وهذه الحكومات الهزيلة أسست جيش أفغاني جديد لعل وعسى ينجح في فرض الأمن ومحاربة حركة طالبان التي كانت تقاوم بشراسة ، لكن هذا الجيش متكون من فشلة ومنتفعين وشباب متطوع للجيش لا عمل لهم ويبحثون عن لقمة العيش ،وبعد أن تم الاتفاق مع حركة طالبان قرر كل من دخل الحرب وعلى رأسهم أمريكا وأفغانستان الانسحاب السريع والفوري بلا تردد ،مما جعل أفراد الجيش الأفغاني يستسلمون ويقوم بعضهم بتسليم أسلحتهم خوفا على حياتهم ومن عقاب حركة طالبان ، أما بعض الجنود والقادة فقد قاموا ببيع الأسلحة على الأرصفة بأي سعر رغم أن تكلفتها باهظة جدا لكنهم يريدون ملء جيوبهم بالمال .
أغلب دول العالم لديها جيوش وبعض الجيوش تعدادها مخيف لا يستهان به ، لكن الأمر لا يتعلق بحجم الجيوش بل ب “العقيدة العسكرية” ، وهذه العقيدة لا تأتي من فراغ ولهذا نجد هناك أساليب نفسية ودورات تثقيفية وخلق جو مشحون بالعواطف من قبل مختصين حتى يصبح حامل السلاح مؤهل لتحمل شتى الصعاب، ولهذا نجد ميلشيات وجماعات مسلحة وحتى عصابات إجرامية تطيح بالضربة القاضية بجيوش مدججين بالسلاح والعتاد في بداية أي معركة ، وقد يسأل القارئ لسطوري هذه كيف أقارن الجيوش النظامية مع من يحمل السلاح لهدف تدميري أو لهدف الكثيرين غير مقتنعين به ورافضين له جملة وتفصيلا ، والجواب ببساطة هو مؤمن بها ولا يشغل تفكيره إلا الإيقاع بخصمه وهذه عقيدته التي لن يتنازل عنها حتى لو قدم روحه من أجلها .