مائة عام من النضال خاضه الشعب العربي الفلسطيني دفاعاً عن ارضه التي تكالبت على احتلالها قوى الغرب كله
بدءاً بالاستعمار البريطاني وصولاً الى الدعم الروسي وما بينهما اميركا التي تمد شرايين الكيان الصهيوني بدماء الاستمرار والتضخم والتوحش
والمفارقة ان الاتحاد السوفياتي الذي كان اول دولة اعترفت بالكيان المغتصب وبعد 17 دقيقة من اعلان قيامه في 15/5/1948 هو الذي اورث روسيا الحالية استراتيجية مشاركة الولايات المتحدة في حماية العدو الصهيوني الذي يتوسع في احتلاله الارض العربية .
والغريب ان العدو الذي يزداد قوة يزداد توسعاً في أرض العرب التي تعيش أسواً مراحل تاريخها منذ مئات السنين
وسط هذه المفارقات الظالمة يقف الشعب الفلسطيني ، ونحن نقصد كل فلسطيني صامداً بكل ما للكلمة من معاني انسانية ومفاهيم مجتمعية ليؤكد فلسطينيته التي صنعها الفلسطينيون هويتهم وسط الهويات التي تخترقه وتعيش معه بين اسلامية وعربية وانسانية
نكرر تعابير المفارقات لنقول: ان الفلسطيني الذي يعاني في السياسة هذا التمزق بين منظمات وكيانات وتنظيمات وآخرها سيادة التوجهات الاسلامية الممزقة للامة لم تستطع ان تلغي هوية الفلسطيني
وقبل هذا لم يستطع الشتات الذي هجر اليه ابناء فلسطين لينتشروا في كل اصقاع الدنيا الا في فلسطين وطنه الذي هجر منه ان يلغي العصبية الفلسطينية ، وعلى الرغم من مرور نحو ثلاثة وسبعين عاماً على اخراج اجداد الفلسطيني الحالي بالقوة من ارضه وتوزيعه قسراً خارجها فإن الاجيال الفلسطينية التي لم تر وطنها في حياتها ربما تكون اشد فلسطينية من ابائها واجدادها اذا جاز هذا التعبير
كل فلسطيني في كندا وكل فلسطيني في استراليا وما بينهما يتحدث عن فلسطين التي لم يرها ، كأنها منزله الذي يستعجل العودة اليه لإقامة الصلاة او لتناول الطعام او للجلوس على كنبته لمشاهدة شريط روائي ، او لسقاية شتلة ورد على شرفته .
نحن نزعم بما نعرفه عن الفلسطيني وما نسمع وما نقرأ إنه بوعيه أو من دونه وهو خارج وطنه بعيداً او وهوعلى حدوده لاجئاً يملك جينات فلسطينية ذاتية الوطنية والهوية بما ربما لم تتوفر لأي جنسية او هوية اخرى في العالم
وربما تكون المنظمات الفلسطينية المسلحة ارتكبت جرائم تفتيت في الجسد السياسي الفلسطيني لكنها وكذلك اعداء الشعب الفلسطيني وقضيته ما استطاعت مس الإنتماء الفلسطيني الى هويته وثقافته ولهجته وعاداته وتقاليده
الفلسطينية هي في الاصل جينات قائمة بذاتها تتوالد من داخلها وليس في الامر غرابة وقد كشف لنا العدو الصهيوني ان في فلسطين اشجار زيتون عمرها آلاف السنين ، فهل يفسر لنا هذا سر صمود الفلسطيني داخل هويته؟
المصدر الشراع