تتواصل التظاهرات الليلية المطالبة برحيل رأس النظام السوري بشار الأسد في مدينة السويداء، وسط دعوات واسعة في مواقع التواصل الاجتماعي لتنفيذ تظاهرة، الجمعة، للمطالبة بتطبيق القرار الأممي 2254، والانتقال السياسي، وتحقيق دولة المواطنة.
وتحولت مضافتا كل من الشيخ حكمت الهجري والشيخ حمود الحناوي في كل من قنوات وسهوة الخضر إلى ساحتين للتظاهر والمواقف المؤكدة على سلمية الحراك الشعبي ودور الشباب في الانتقال السياسي، فيما باتت ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء محجاً في النهار والليل لآلاف المنضمين إلى الحراك الذين تتزايد أعدادهم كل يوم.
ورصد “العربي الجديد” دعوات عديدة على مواقع التواصل الاجتماعي لتظاهرة الجمعة، في تأكيد على مطالب المتظاهرين بتطبيق القرار الأممي 2254، والانتقال السياسي، وتحقيق دولة المواطنة على الرغم مما وصفه المتظاهرون بالتعتيم الدولي وتعويم نظام الأسد وإعطائه الفرص المجانية على حساب الشعب السوري.
وقال الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الشيخ حكمت الهجري، الخميس، أمام مئات المواطنين، إنه رجل دين وليس رجل سياسة، مطالباً الشباب والشابات بأخذ دورهم الحقيقي في الحياة السياسية. وأكد حق المواطنين بالتعبير عن آرائهم، مشدداً على سلمية الحراك.
السويداء
وشهدت أيضاً دارة الشيخ حمود الحناوي، شيخ عقل الطائفة في قرية سهوة البلاطة، توافد مئات المواطنين المؤيدين لموقفه الداعم للحراك.
من جهته، قال شيخ بلدة الكفر سعيد مرشد، الذي تعرض خلال الفترة الماضية لعدة مضايقات نتيجة مواقفه المؤيدة للحراك: “هدفنا الثابت والمشترك إسقاط النظام”.
وكالعادة، تحولت الساحات العامة في عدد من القرى والبلدات إلى ساحات مصغرة عن ساحة الكرامة، حيث يجتمع كل ليلة مئات المواطنين في إحداها بعد تنسيق كامل على التظاهر السلمي.
وقال الناشط المدني علي الحسين لـ”العربي الجديد” إن أكثر ما يعيق التظاهر السلمي في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء والساحات الأخرى هو صعوبة تأمين وسائل نقل جماعية، بعد التهديدات المبطنة لسائقي الحافلات العامة بكل أنواعها من نقل المتظاهرين تحت طائلة الحرمان من مخصصاتهم من الوقود.
وأضاف الحسين أن المئات من المواطنين ينضمون إلى التظاهرات في القرى والبلدات، وهذا ما يؤكد تواصل التظاهرات واستمرارها رغم كل الإشاعات اليومية التي يطلقها الاعلام الرسمي وشبه الرسمي.
وقال الشيخ هايل أبو بكر، الذي اشتهر بوجوده الدائم في ساحة الكرامة، لـ”العربي الجديد”، إنه “يريد العيش مع عائلته بسلام وأمان وعدم الخوف من المرض والجوع والفقر، بينما ينعم “لصوص الوطن بالخيرات”، متسائلاً عن سبب زيارة رأس النظام السوري إلى الصين.
وأضاف: “نعلم إن هذا النظام لا يملك شيئاً لكي يقوله للمواطنين سوى النار والقتل، ولهذا لا أحد في السويداء ينتظر منه التعليق حتى على التظاهرات” مطالباً المجتمع الدولي بالمساعدة في تطبيق القرار الدولي، وترك الشعب السوري بعد ذلك لمصيره.
من جهة أخرى، أفاد مصدر خاص في مؤسسة مياه الشرب والصرف الصحي في السويداء “العربي الجديد” بأن الحراك الشعبي المستمر كان له وقع كبير على المستوى الخدمي، حيث تم تشغيل 31 بئراً في المحافظة لسد احتياجات عدد من المناطق للمياه، التي كانت إحدى أسباب نقمة الناس على (النظام)، مؤكداً أن الحراك الشعبي سوف يكون له الفضل الأول بكبح الفاسدين.
ودخلت تظاهرات السويداء المطالبة برحيل رئيس النظام السوري بشار الأسد شهرها الثاني وسط زيادة ملحوظة في أعداد المتظاهرين، لا سيما في أيام الجمعة.
المصدر: العربي الجديد