لم يكن ينقص المراوحة في الاستحقاق الرئاسي سوى دخول مشهد الصواريخ المنطلقة من جنوب لبنان باتجاه شمال فلسطين المحتلة ليزيد الانتخابات الرئاسية تعقيداً وليجعل الفريق السيادي يتمسك بمطلب انتخاب رئيسٍ سيادي يرفض منطق “وحدة الساحات الممانِعة” والسلاح المتفلت تحت ذريعة “المقاومة”.
وجاء خبر اللقاء الذي جمع أمين عام حزب الله حسن نصرالله برئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية ليطرح مزيداً من الأسئلة حول موقع لبنان ودور حزب الله ومعرفته المسبقة بإطلاق هذه الصواريخ من منطقة يبسط سيطرته عليها.
وقد اختتم هنية ووفد قيادة “حماس” زيارة العاصمة اللبنانية بيروت حيث أجرى لقاءات أبرزها مع نصرالله استعرضت التطورات المهمة، التي تعيشها قضية فلسطين والمنطقة بشكل عام وبتركيز على ما يجري داخل المسجد الأقصى المبارك، كما تم لقاء قادة القوى والفصائل الفلسطينية وعدد من الشخصيات الوطنية والفعاليات الفلسطينية واللبنانية.
وفيما يعتقد البعض أن تطورات الوضع الجنوبي ستسلّط الضوء على الانكشاف السياسي والأمني في ظل عودة حزب الله إلى ممارسة لعبة التحكم بالواقع اللبناني، دعا رئيس “المجلس الوطني لرفع الاحتلال الإيراني عن لبنان”، النائب السابق فارس سعيد، لانتخاب أمين عام حزب الله رئيساً للبلاد، وغرّد عبر حسابه على “تويتر” قائلاً: “أنا مع انتخاب السيد حسن نصرالله رئيساً”، موضحًا ما يلي: نلغي الالتباس بين الدولة وحزب الله، نحررّ الموارنة من صراع داخلي، يستدعي انتخابه انتباه العالم إلى لبنان، يتحمّل حزب الله مسؤولية الشأن العام، تتشكل جبهة معارضة له عابرة للطوائف تعيد وحدة لبنان”. وختم سعيد: “كل يوم تأخير هو خطأ”.
من قال ان رئيس جمهورية لبنان يجب اي يكون ماروني يتكلم لغات متخرج من جامعات اجنبية قادر على التواصل مع العالم و يرتدي cravate…و يعمل كل عهده لاسترضاء حزب الله
أما عضو كتلة “الوفاء للمقاومة”، النائب إبراهيم الموسوي، فأكد التمسك بخيار رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية للرئاسة، واعتبر “أن الحوار هو السبيل الحقيقي والوحيد للتوصل إلى تفاهم حول موضوع انتخاب رئيس الجمهورية”، معتبراً “أن حظوظ سليمان فرنجية جدية وحقيقية وهي تكبر أكثر فأكثر داخلياً وخارجياً. ونحن نجدّد دعوتنا إلى الحوار وأن يطرح الفريق الآخر مرشحه الجدي في هذا المجال كمدخل للتفاهم لكي نصل جميعاً إلى النهايات المرجوة”. ورأى الموسوي، خلال لقاء سياسي حواري نظمته العلاقات العامة لـ”حزب الله” في بلدة النبي شيت، أن “ما يفعله البعض بسبب تعنته وعناده من تضييع للوقت وإهدار للفرص المتاحة للإنقاذ يفاقم الأزمة ويطيل أمدها، ولن يؤدي إلى أي نتيجة”.
في غضون ذلك، وبعد ربط زيارة رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة إلى معراب بمحاولة إقناع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بخيار المرشح جهاد أزعور، نفت الدائرة الإعلامية في القوات “الأخبار التي تمحورت حول استبعاد أو تأييد مرشحين محتملين إلى رئاسة الجمهورية”، وأكد رفض القوات “الدخول في لعبة الأسماء واستمرار تمسكها بترشيح النائب ميشال معوض”.
كذلك، أكدت مصادر مقربة من السنيورة “أن اللقاء مع جعجع ناقش في مواضيع عدة ومن ضمنها الاستحقاق الرئاسي”، نافية “ما يتردد عن أن رئيس حزب القوات رفض تأييد ترشيح محتمل للوزير السابق أزعور”.
وفي شأن متصل بالانتخابات البلدية والاختيارية، وبعدما كانت العقدة الرئيسية تكمن في التمويل وكيفية توفيره من خلال حقوق السحب الخاصة، برزت عقدة لا تقل أهمية عن موعد إجراء هذه الانتخابات في 7 أيار/مايو المقبل تتعلق بالعملية الانتخابية بحد ذاتها وفتح باب الترشح ومدى استعداد الأساتذة والقضاة للمشاركة في إدارة هذه العملية ومدى قدرة الإدارات المختصة على إصدار اخراجات القيد والسجلات العدلية ووثائق الترشيح والايصالات المالية في ظل إضرابات الموظفين في القطاع العام وضيق الفترة الزمنية المتبقية لموعد الانتخابات.
وقد جرى حديث في الكواليس عن إمكانية عقد جلسة تشريعية يشارك فيها التيار الوطني الحر للتمديد للمجالس البلدية وللمختارين، وربط البعض زيارة أمين سر هيئة مكتب المجلس اإلى رئيس مجلس النواب نبيه بري باستطلاع عقد جلسة تشريعية لتأجيل الانتخابات البلدية.
ونفى النائب عون “حصول أي مبادرة أو تكليف من قبل التيار الوطني الحر تجاه أي طرف سياسي آخر لعقد جلسة تشريعية أكان لتأجيل الإنتخابات البلدية أو لأي غرض آخر”، ولفت إلى أن “ما يحصل في مجلس النواب من نقاش بين الكتل النيابية خلال جلسات اللجان وخارجها، هو نقاش حول مصير الإنتخابات البلدية التي تمّت الدعوة إليها من دون الإجابة عن كثير من التساؤلات التي أثيرت من الكتل النيابية، وكان آخرها في جلسة اللجان المشتركة الأخيرة”.
وأكد “أن موقف التيار الوطني الحر واضح وقد عبّر عنه في بيانات سابقة وهو مع حصول الانتخابات البلدية في حال تأمّنت ظروفها ومستلزماتها، وهو يستعد لها في مختلف المناطق اللبنانية، أما في حال بقيت الحكومة متخلّفة عن تأمين التمويل وكل المستلزمات البشرية والإدارية المطلوبة لإجرائها منذ تاريخ الدعوة إليها حتى تواريخ إجرائها، فسيتحمّل التيار الوطني الحر مسؤوليته لمنع وقوع البلديات والمخاتير في حالة الفراغ”.
المصدر: “القدس العربي”