رغم الجهود المبذولة من قبل المنظمات الإنسانية المحلية والدولية على حدّ سواء، لاستيعاب أزمة النزوح التي حدثت بعد وقوع زلزال 6 فبراير/شباط في مناطق شمال غربي سورية، إلا أنّ احتواء الكارثة لا يزال صعب المنال في ظل صعوبات عديدة يواجهها المتضررون الذين يقيمون في مخيمات الإيواء المنتشرة في المنطقة.
وفقدت الكثير من العائلات مساكنها، وأجبرت أخرى على ترك بيوتها المتصدعة خوفاً من سقوطها فوق رؤوسهم، فيما دفع الخوف من انهيار المنازل بعض الأسر إلى البقاء في مخيمات الإيواء، التي تشهد اكتظاظاً وغياباً للخدمات الأساسية وفي مقدمتها دورات المياه.
أحمد الصغير ترك منزله الذي انهار جزئياً في مدينة حارم متوجّهاً إلى أحد مخيمات الإيواء في المنطقة الواقعة شمالي إدلب، لكن الوضع صعب بالنسبة إليه كما أوضح خلال حديثه لـ”العربي الجديد”، مبيّناً أنّ الجهات الراعية للمخيم وزّعت إسفنجة وملابس وعازلاً للخيم، مشيراً إلى أنّ كافة المقيمين داخل المخيم هم من العائلات المتضررة من الزلزال.
واشتكى الصغير من عدم وجود دورات مياه في المخيم، موضحاً أنّ هناك ضعفاً في تلبية أبسط الاحتياجات في الوقت الحالي للمتضررين من الزلزال، بعد أكثر من 10 أيام على وجوده في المخيم، متابعاً: “لا نستطيع العودة إلى بيوتنا، نجمع الحطب لاستخدامه في التدفئة، لكنه سبّب ثقوباً في الخيمة”.
بدوره، قال عمر البكور، وهو ممن تركوا منازلهم بسبب الزلزال، خلال حديثه لـ”العربي الجديد”، إنّ المساعدات الإنسانية “سيئة للغاية” في مخيم الإيواء الذي يقيم فيه، مشيراً إلى أنه يضم 210 عائلات موزّعة على 40 خيمة فقط، كما أنّ عدد العائلات في الخيمة الواحدة يصل إلى 16 عائلة، في حين تمنح 3 أو 4 وجبات يومياً من الطعام، والوجبة الواحدة تتكون من “ربع كيلو من الأرز وربع دجاجة مطهية”، حسب قوله.
وأضاف أنّ “العائلات حصلت على 3 إسفنجات للنوم وأغطية، لكن ما يثير الإزعاج بالنسبة للمتضررين في المخيم، هو عدم وجود دورات للمياه، الأمر الذي يدفعهم إلى قطع مسافة تصل إلى نحو 3 كيلومترات لقضاء الحاجة، وهذا يسبب لهم المشقة والإحراج”.
حالة الخوف في الوقت الحالي أجبرت الكثير من العائلات على التخلّي عن منازلها والمبيت في خيام قريبة منها، سواء في إدلب أو الأتارب في منطقة شمال غربي سورية، وبعض هذه العائلات تقيم في الخيمة خلال ساعات الليل فقط، فيما تقيم عائلات أخرى بشكل دائم ضمن هذه الخيام، ويذهب أفرادها إلى المنازل المتصدعة لإحضار الحاجيات أو استخدام الحمام. وهذه الحالة تزايدت بعد الزلزال الثاني الذي ضرب المنطقة مساء 20 فبراير/ شباط الجاري.
منذ أربعة أيام، يقيم عبد الحيّ إدلبي في الخيمة القريبة من بيته ضمن مدينة إدلب، على بعد أمتار فقط منه، ولفت خلال حديثه لـ”العربي الجديد” إلى أنّ الأطفال يعيشون حالة من الخوف في الوقت الحالي في حال دخلوا إلى المنزل، وقال: “إننا في حالة قلق دائم، فلا أحد يمكن أن يعطينا أي تطمينات، وما يتداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي أيضاً يثير الرعب، لذلك نحن نقيم في الخيمة رغم صعوبة البقاء فيها”.
وأكّد فريق “منسقو استجابة سورية” أنّ عدد المقيمين في مراكز الإيواء بمناطق شمال غربي سورية بلغ 55,362 نازحاً، أما عدد النازحين الكلي جراء الزلزال، وفق الفريق، فيقارب 190 ألف شخص، بينما تضرر أكثر من مليون شخص بسبب الزلزال في المنطقة.
المصدر: العربي الجديد