إعدام شخصين في إيران وتعيين رئيس جديد للشرطة

رجل دين يندد بنزع اعترافات المعتقلين ودعوات للتضامن مع ضحايا الطائرة الأوكرانية المنكوبة يوم الأحد. عين المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، السبت، قائداً جديداً للشرطة الإيرانية بعد انتهاء مهام قائدها الحالي، في خطوة تأتي في خضم احتجاجات تشهدها البلاد منذ أشهر في أعقاب وفاة الشابة مهسا أميني.

وتشهد إيران منذ 16 سبتمبر (أيلول) احتجاجات على أثر وفاة أميني بعد ثلاثة أيام من توقيفها من جانب شرطة الأخلاق لعدم التزامها القواعد الصارمة للباس في البلاد.

وقتل المئات، بينهم عشرات من عناصر قوات الأمن، خلال الاحتجاجات التي تخللها رفع شعارات مناهضة للسلطات، كما تم توقيف الآلاف على هامش التحركات التي يعتبر مسؤولون إيرانيون جزءاً كبيراً منها “أعمال شغب” يقف خلفها “أعداء” الجمهورية.

والسبت، عين خامنئي صاحب الكلمة الفصل في السياسات العليا للبلاد والقائد الأعلى لقواتها المسلحة، العميد أحمد رضا رادان قائداً للشرطة خلفاً للعميد حسين أشتري الذي يتولى المنصب منذ عام 2015، وفق رسالة نشرها الموقع الإلكتروني للمرشد.

وجاء في الرسالة “مع انتهاء فترة مهام القائد العميد حسين أشتري، والتعبير عن الامتنان والارتياح لخدماته، أعينكم قائداً عاماً للشرطة”.

وسبق لرادان المولود عام 1963 أن تولى منصب نائب القائد العام للشرطة بين 2008 و2014.

وفي 2010، أدرجته وزارة الخزانة الأميركية بقائمة العقوبات على خلفية “انتهاكات لحقوق الإنسان” أثناء احتجاجات 2009 التي أعقبت إعادة انتخاب الرئيس محمود أحمدي نجاد.

وخلف أشتري رادان في منصب نائب الشرطة عام 2014، قبل أن تتم ترقيته إلى منصب القائد بعد ذلك بأشهر، في حين تولى رادان الإشراف على مركز الدراسات الاستراتيجية للشرطة.

وبدأ كل من أشتري ورادان مسيرتهما العسكرية في “الحرس الثوري”.

وحض خامنئي في رسالته القائد الجديد للشرطة على “نيل رضا الله تعالى ورضا أبناء الشعب الأعزاء على صعيد حفظ الأمن وتوفير الراحة العامة”، والعمل على “تحسين القدرات المؤسسية وحماية كرامة الموظفين وتدريب الشرطة المتخصصة لمختلف الإدارات الأمنية”.

مسلسل الإعدامات مستمر

أعدمت إيران رجلين، اليوم السبت، بتهمة قتل مسؤول أمني خلال احتجاجات على مستوى البلاد أعقبت مقتل الإيرانية الكردية مهسا أميني (22 عاماً) في 16 سبتمبر (أيلول).

وأدين الرجلان بقتل عضو في قوة “الباسيج”، وحُكم على ثلاثة آخرين بالإعدام في القضية نفسها، بينما صدرت أحكام بالسجن على 11 آخرين.

وقالت السلطات القضائية، في بيان، إن “محمد مهدي كرامي وسيد محمد حسيني المتهمين الرئيسيين في الجريمة التي أدت الى استشهاد روح الله عجميان جرى إعدامهما صباح اليوم”. وتم إعدام أربعة متظاهرين في أعقاب اندلاع الاضطرابات.

اعترافات بالقوة

في هذا الوقت، قال رجل دين سني إيراني بارز إنه ليس من الإسلام انتزاع الاعترافات بالقوة، الأمر الذي تتهم إيران بأنها تمارسه ضد المحتجين لإدانتهم.

واستمرت حملة القمع التي شنتها السلطات في أعقاب الاحتجاجات التي عمت أرجاء البلاد واستمرت مع الاحتجاجات الاعتقالات التي تضمنت اعتقال طاهٍ مشهور وصحافي بارز.

وشهدت منطقة سيستان وبلوشستان في جنوب شرقي البلاد مسيرات مناهضة للحكومة، أمس الجمعة، في إطار الاحتجاجات التي اندلعت بعد وفاة مهسا أميني (22 سنة) التي احتجزتها شرطة الأخلاق في 16 سبتمبر (أيلول) بتهمة انتهاك قواعد اللباس الصارمة للنساء في إيران.

وانطلقت هذه التظاهرات على رغم هيمنة الأجواء الأمنية والعسكرية في مدينة زاهدان، واعتقال عديد من المواطنين في الأيام الأخيرة. ودخلت احتجاجات أهالي مدينة زاهدان، الجمعة، أسبوعها الرابع عشر، وفقاً لموقع “إيران إنترناشيونال”.

وخرج محتجون في مسيرة رددوا خلالها هتافات ضد المرشد الأعلى علي خامنئي و”الباسيج” والحرس الثوري، بحسب مقاطع مصورة انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي.

نزع الاعترافات بالقوة

وجاء في موقع الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي على الإنترنت أنه قال في خطبة صلاة الجمعة، “إذا لم يقبل أحد الاتهام، فإنهم يعذبونه حتى يقبله. لا مكان للاعترافات بالإكراه وضرب المتهمين في الشريعة (الإسلامية) ودستور بلادنا”.

ويقيم إسماعيل زهي في زاهدان، عاصمة منطقة سيستان وبلوشستان الفقيرة، موطن أقلية البلوش في إيران. وقالت تقارير إن السلطات مارست عليه ضغوط بمنعه من السفر إلى الخارج وتقييد انتقالاته واتصالاته داخل إيران.

وتقول جماعات حقوقية إن إدانة المعارضين في المحاكم الإيرانية اعتمدت غالباً على اعترافات انتزعت بالقوة. وتنفي إيران هذا.

وندد إسماعيل زهي، وهو صوت سني معارض قوي في إيران التي يحكمها الشيعة، بالاعتقالات الجماعية في زاهدان بعد أن قالت وسائل إعلام رسمية إن قوات الأمن اعتقلت أكثر من 100 “بلطجي ولص مسلح” هناك في الأيام القليلة الماضية.

دعوات إلى التظاهر في ذكرى إسقاط الطائرة الأوكرانية

وتضامناً مع دعوة أسر ضحايا الطائرة الأوكرانية، دعا عديد من الإيرانيين إلى تنظيم احتجاجات وإضرابات يوم الأحد 8 يناير (كانون الثاني).

وكانت رابطة أسر ضحايا الطائرة الأوكرانية قد دعت، في وقت سابق، عشية الذكرى الثالثة لإسقاط الطائرة الأوكرانية، المواطنين في جميع مدن العالم إلى المشاركة في تجمعات بهذه المناسبة.

وكتبت الرابطة على “تويتر”، “العدل سيفوز. في الذكرى الثالثة لجريمة إسقاط الطائرة الأوكرانية، وتضامناً مع الثورة في إيران، انضموا إلى التجمعات حول العالم يوم 8 يناير”.

وتم حتى الآن تنسيق التجمعات في عشرات الدول حول العالم، بما في ذلك سويسرا وألمانيا والمجر وكندا والنمسا ونيوزيلندا وفنلندا وإيطاليا، وغيرها. ومن المقرر إقامة تجمعات أيضاً في عشرات المدن الأميركية، بحسب موقع “إيران إنترناشيونال”.

وفي داخل إيران، دعت مجموعة من النقابات إلى تنظيم إضرابات عامة.

وفي 8 يناير 2020، أسقط الحرس الثوري طائرة “بوينغ” تابعة للخطوط الجوية الأوكرانية تربط طهران بكييف، مما تسبب في مقتل 176 راكباً معظمهم إيرانيون وكنديون.

ولم تقر السلطات الإيرانية إلا بعد ثلاثة أيام بأنها أسقطت الطائرة “عن طريق الخطأ”. وتتهم الدول الحرس الثوري بإطلاق صاروخين “أرض – جو” على الطائرة “بشكل غير قانوني ومتعمد”.

المصدر: اندبندنت عربية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى